مقالات القراء

متابعة / محمد عبدالله فتنة البخارى تهز أركان الازهر الشريف

154821الأزهر الشريف إنه يعتزم جمع وتناول جميع “الشبهات” المُثارة، حول التراث الإسلامي بالرد الشافي، ومنها مسائل إنكار عذاب القبر والطعن في “صحيح البخاري”، و”التطاول” على بعض الصحابة، وسيكون الرد عبر كتيبات تصدر عن مجمع البحوث الإسلامية خلال الفترة المقبلة.

الأزهر يرد على المشككين بإعداد

كتيبات وتسجيل مواد فيلمية لإنصاف

البخارى

وكيل الأزهر: نعد قائمة سوداء بأسماء

الإعلاميين المسيئين للدين عبر برامجهم

كريمة: كلها محاولات لإلهاء الناس عن

القضايا الرئيسية.. وفؤاد: «القرآنيون»

وراء محاولات التشويه

 

وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن الأزهر يدعو كل المشككين والطاعنين في الدين والسنة النبوية لإرسال هذه الشبهات والافتراءات إليه، للرد عليها بأسلوب علمي موثق خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أصرَّ على المشاركة بنفسه في الرد على شبهات المشككين، على رأس فريق من العلماء، حيث سيتم تفنيد تلك الشبهات دون ذكر الأشخاص الباحثين عن الشهرة أو أصحاب النوايا غير السليمة، خصوصاً أن الأزهر لن يُجر إلى حروب كلامية لا تناسب مكانته الرفيعة.

ونوه شومان إلى أن الأزهر يجري حالياً متابعة دقيقة للقنوات والصحف والمواقع الإعلامية؛ لإعداد قائمة سوداء لا يرغب الأزهر لعلمائه ومنتسبيه في التعامل مع من يُدرج فيها، بحيث تشمل جميع من يتعمدون إثارة الموضوعات الملهية التي لا يترتب عليها سوى هزِّ ثقة الناس في ثوابت دينهم وثقتهم في العلماء.

وقال الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن المجمع هو الهيئة العليا للبحوث الإسلامية فى الأزهر الشريف، حيث يقوم المجمع بالدراسة فى كل ما يتصل بالبحوث الإسلامية، وبيان الرأى فيما يجد من مشكلات مذهبية أو اجتماعية.

وأضاف عفيفى، أن مجمع البحوث الإسلامية يعمل حالياً على بيان الرأى العلمى حول القضايا التى أُثيرت مؤخرًا، والتى تتعلَّق ببعض مسائل العقيدة وبصحيح البخارى والشبهات المثارة حول بعض الأحاديث النبوية وبعض الصحابة رضوان الله عليهم، وذلك من خلال ردود علماء الأزهر الشريف على هذه الشبهات، وطباعة تلك الردود فى كتيبات صغيرة الحجم تكون متاحة وميسَّرة للجميع.

صورة متخيلة للإمام البخارى

وأفاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، بأنه ستجرى أيضًا عملية تسجيلات فيديو لردود علماء الأزهر على تلك الشبهات وتلك القضايا، ليتم عرضها على (يوتيوب)، وبوابة الأزهر الإلكترونية، لتكون متاحة للعامة والخاصة من المسلمين، سواء داخل مصر أو على مستوى العالم، انطلاقًا من عالمية الأزهر الشريف ومواكبة للمستجدات، وتلبية لاحتياجات الناس كلها.

وأشار الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إلى ضرورة تفعيل مركز (الأزهر للسنة والسيرة النبوية)، الذي كان قد صدر قرار جمهوري بإنشائه منذ 19عامًا وظل حتى الآن حبرًا على ورق، مستهدفًا من ذلك الرد على الطعون في السُنة النبوية ومحاولة التشكيك فيها من قبل منكريها.

ولفت إلى أن على رأس أولويات هذا المركز تفنيد الحملات المُغرِضة التي تطعن في السنة النبوية التي يثيرها القرآنيون المشككون في السُنة والسيرة عبر الفضائيات، والرد على طعونهم بشكل علمي، مؤكداً أن هذا المركز له أهمية كبيرة في الرد على الشبهات والطعون الموجهة إلى السنة النبوية، مرجعًا ذلك إلى كونها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي وأي تشكيك فيها يعد تشكيكًا في الإسلام.

مقام البخارى فى سمرقند

وقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر إن الدين فيه أمور قطعية وأمور ظنية من جهة الورود ومن جهة الدلالة، والقطعيات وروداً أو دلالة لا مجال للاجتهاد فيها، لأنها من المعلوم بالدين بالضرورة وهى ثوابت فى الماضى والحاضر والمستقبل، وتُحصر فى أركان الإيمان والإحسان، وأصول فقه الحلال والحرام، وهناك أمور ظنية الورود والدلالة وهى محل اجتهاد لا تخرج الإنسان عن الملة إن أثبتها أو نفاها.

وأشار إلى وجود عالم الشهادة، وعالم الغيب، والأخير لا يُبحث فيه، إلا ما جاء فيه نص مصداقا لقول الله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد، كل أولئك كان عنه مسؤولاً) ومن الغيبيات المتصلة بفروعيات الاعتقاد قضية نعيم القبر وعذابه.

مخطوطة من شرح صحيح البخارى

وأضاف، إن هناك من علماء الفريق الآخر، من نفى نعيم القبر وعذابه استنادا لأدلة عقلية تؤكد أن الجزاء يكون بعد المُحاسبة، ومعلوم أنها تكون يوم القيامة ولا يعلم كيف يكون المصير هل إلى الجنة بفضل الله وشفاعة نبيه أو بفضل العمل الصالح أو إلى النار وكلها أمور غير محسومة، ومعلوم أن القبر مرحلة برزخية بين الموت وبين البعث ولا يُتصوَّر عقلا تقديم الجزاء قبل المحاكمة. وبهذا يظهر أن المسألة ظنية الورود، وظنية الدلالة والورود، فإثباتها أو نفيها لا تعلق له بأركان وأصول الإيمان، والأولى الإمساك عنها، وتفويض حقيقة العلم إلى الله عز وجل بعدم الانزلاق وراء المجادلات والإلهاء والإشغال، وترك فقه الأولويات والواقع. وأشار إلى أن إثارة تلك القضايا نوع من إلهاء الرأى العام عن القضايا الرئيسية مثل مواجهة التيارات التكفيرية ومستقبل البلاد.

مخطوطة من شرح البخارى

وقال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، إن محاولات الطعن فى الإسلام ليست جديدة، بل أن البخارى صاحب أصحِّ كتابٍ بعد كتاب الله، ابتلاه الله تعالى بأشباه الرِجال من أهل بخارى فرموه بالعظائم، ولوثوه بالسخائم، وأغروا به سفهاءهم وسفلتهم وأخرجوه من بخارى بشر ما يخرج به مجرم أثيم، حتى جاء أمر الله، وأيضا الإمام مالك فتن بحثالة من الناس حتى سُجن وضُرَّ وأُخرج من دياره، وظل معتكفاً عن الناس لا يشهد جمعة ولا جماعة ثلاث سنوات.

ومن قبل نسبوا عبدَ الله بن الزبير إلى الرياء والنفاق وكان لابن عباسٍ نافع بن الأزرق يؤذِيه أشد الأذى، ولسعدِ بن أبي وقَّاص جهلة يؤذونه وهو المشهود له بالجنة.

ومن بعد ضُرب أبو حنيفةَ وابن حنبل، ونفِي الشافعي من أهل العراق إلى مصر، وأخرجوا الإمام أبا بكر النابلسي من المغرب إلى مصر وشهِدوا عليه بالزندقة، وكذا فعلوا بالشيخ أبا مدين مع جلالةِ قدرِه وعلو كعبِه، ورموا العز بن عبد السلام سلطان العلماء بالكفر وتاج الدين السبكي بالزندقة.. والقائمة تطولُ، قال تعالى {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَلِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62].

الشيخ أحمد كريمة

وشدد على أن محاولة إرهاب الناس بالتشهير والتشنيع والتلفيقِ والشائعات، انتصاراً لسياسة أو لحزب أو لأيدلوجية أو لرأي، أو طمَعًا في منصبٍ على منصب، أو رياءً وسمعةً، إنما هو إسفاف يجافي الحقيقة، وسيظل الأزهر قلعة الأمة وحصنها الحصين في مواجهة أي انحراف ديني أو فكري أو ثقافى.

وقال الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بالأزهر، إن أعداء الإسلام يصطادون في الماء العكر، والطعن في البخاري هو طعن في أصح ثوابت الدين، وما دونه سيكون أهون، فنحن لا ندافع عن شخص البخاري، وإنما ندافع عما قدمه من خير للإسلام، كونه وضع شروطاً وضوابط صعبة، ولم يقبل حديثاً به شبهة واحدة، وهناك قصة مشهورة للإمام البخاري عندما سافر قرابة الشهرين للتأكد من صحة حديث، وكان هذا الرجل مشهوراً بحُسن الخلق والحفظ والثقة، فلم رآه البخاري يخادع فرسه بوجود شعير في (حجره)، رفض أن ينقل عنه حديثاً، وعندما سُئل، قال: (قد خدع فرسه، فلا يجوز أن يخدعني في حديث رسول الله).

واتهم فؤاد القرآنيين بأنهم يريدون أن يقضوا على الإسلام حلقةً حلقةً بحجة التمسك بالقرآن، والرد عليهم بأن القرآن نفسه هو من يدعو إلى اتباع السنة والتمسك بها، فقال تعالى: (من أطاع الرسول فقد أطاع الله).

وأشار إلى أن علماء الأزهر يفندون كل الشبهات حاليا لإعداد رد علمى عليها يكون فى متناول القارئ وأمام الرأى العام.

ومن جانبه رحب الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، بأية تساؤلات أو شكوك من قبل الطاعنين فى السنة النبوية للرد عليها بشكل علمى، مؤكدا أن باب دار الافتاء مفتوح لكل المشككين لعرض شكوكهم وأسئلتهم للرد عليها، أما الظهور فى وسائل الإعلام من قبل البعض للتطاول على الدين فهو من قبيل الشهرة وتحقيق نسب عالية فى الاستماع باستضافة غير متخصصين وغير مؤهلين للحديث فى أمور الدين، فلا يصح المتاجرة بأمور الدين على الفضائيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: