دولية وعالمية

الخارجية الصينية: وقف تدخلات القوى الكبرى هو المخرج الرئيس من الفوضى في الشرق الأوسط

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ، إن المخرج الرئيسي من الفوضى في منطقة الشرق الأوسط يكمن في التخلص من المنافسة الجيوسياسية بين القوى الكبرى، والقضاء على الضغوط والتدخلات الخارجية.

وأضافت يينغ -في تصريح اليوم الجمعة تعليقا على المبادرة التي طرحها وزير الخارجية الصيني وانغ يي من 5 نقاط لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط- “لقد كان الشرق الأوسط يوما منطقة حضارية بارزة في تاريخ البشرية، ولكنه شهد في العصر الحديث صراعات واضطرابات طويلة الأجل. وإن المخرج الرئيس من الفوضى في الشرق الأوسط يكمن في التخلص من المنافسة الجيوسياسية بين القوى الكبرى، والقضاء على الضغوط والتدخلات الخارجية، واستكشاف مسارات التنمية ذات الخصائص الشرق أوسطية، وبناء إطار أمني يأخذ في الاعتبار الشواغل المشروعة لجميع الأطراف”.

وتابعت “في الوقت الحاضر، لا يزال الوضع الوبائي في منطقة الشرق الأوسط ينتشر، والاضطرابات يصعب حلها. إن منطقة الشرق الأوسط تقف عند مفترق طرق مرة أخرى. وفي هذا السياق، طرح عضو مجلس الدولة وانغ يي مبادرة من خمس نقاط لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط خلال زيارته الحالية للمنطقة”.

وقالت: “تنص المبادرة على: أولا، الدعوة إلى الاحترام المتبادل، حيث تتمتع الشرق الأوسط بالنظام السياسي والاجتماعي النابع عن تاريخ الحضارة الفريدة، فيجب احترام الخصائص والأنماط والطرق للشرق الأوسط، ويجب تغيير العقلية القديمة وعدم النظر إلى الشرق الأوسط بنظرة المنافسة الجيوسياسية فقط، بل يجب اعتبار دول الشرق الأوسط شركاء للتعاون والتنمية والسلام. ويجب دعم جهود دول الشرق الأوسط لاستكشاف طرق تنموية بإرادتها المستقلة، ودعم الاعتماد على دول المنطقة وشعوبها لإيجاد حلول سياسية لملفات سورية واليمن وليبيا وغيرها من الملفات الساخنة. ويجب تعزيز الحوار والتواصل بين الحضارات وتحقيق التعايش السلمي بين كافة الشعوب في الشرق الأوسط. كما تحرص الصين على مواصلة دورها البناء في هذا الصدد”.

وتنص النقطة الثانية على الالتزام بالإنصاف والعدالة، حيث إن حل القضية الفلسطينية وتحقيق “حل الدولتين” أمر يمثل أهم محك للعدالة والإنصاف في الشرق الأوسط، وتدعم الصين جهود الوساطة الحثيثة للمجتمع الدولي بغية تحقيق هذا الهدف، وتدعم عقد مؤتمر دولي ذي مصداقية في حالة نضوج الظروف. ويحرص الجانب الصيني على دفع مراجعة القضية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي أثناء رئاسته للمجلس في شهر مايو القادم، بما يجدد التأكيد على “حل الدولتين”. وسيواصل الجانب الصيني دعوة الشخصيات المحبة للسلام من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء الحوار في الصين، كما يرحب بممثلي المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء مفاوضات مباشرة في الصين.

وتتمثل النقطة الثالثة في تحقيق عدم انتشار الأسلحة النووية، حيث يجب على الأطراف المعنية تقريب المسافة فيما بينها بخطوات ملموسة، انطلاقا من طبيعة تطورات ملف إيران النووي، والبحث في وضع جدول زمني وخارطة طريق لعودة الولايات المتحدة وإيران إلى الوفاء بالتزامات الاتفاق الشامل بشأن ملف إيران النووي. وإن الأولوية القصوى هي أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات ملموسة لرفع العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على إيران و”الولاية القضائية طويلة الذراع” المفروضة على طرف ثالث.

وبالمقابل، تستأنف إيران الوفاء بالتزاماتها في المجال النووي، بما يحقق “الحصاد المبكر”. في الوقت نفسه، يجب على المجتمع الدولي دعم جهود دول المنطقة في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

أما النقطة الرابعة، فتنص على العمل سويا على تحقيق الأمن الجماعي، حيث إن تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط أمر يتطلب مراعاة الشواغل المشروعة لكافة الأطراف. فيجب دفع دول منطقة الخليج لإجراء الحوار والتشاور على قدم المساواة وتبادل الفهم والمراعاة وتحسين العلاقات فيما بينها. ويجب مكافحة الإرهاب بحزم ودفع عملية نزع التطرف. وفي هذا السياق، تدعو الصين إلى عقد حوار متعدد الأطراف بشأن أمن منطقة الخليج في الصين، للبحث في آلية بناء الثقة في الشرق الأوسط، بدءا من مواضيع ضمان أمن المنشآت النفطية والممرات الملاحية، وإقامة منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط بخطوات تدريجية.

وتتناول النقطة الخامسة تسريع وتيرة التنمية والتعاون، حيث إن تحقيق الأمن والأمان الدائمين في الشرق الأوسط يتطلب التنمية والتعاون والترابط. فيجب تضافر الجهود لهزيمة الجائحة، وسرعة تحقيق التعافي اقتصاديا واجتماعيا. وينبغي مساعدة دول الشرق الأوسط التي تعيش المرحلة ما بعد الصراعات على إعادة الإعمار ودعم تنويع الاقتصاد في الدول المنتجة للنفط، ومساعدة دول الشرق الأوسط الأخرى على تحقيق التنمية والنهضة وفقا لمواردها وإمكانياتها المتباينة. تحرص الصين على مواصلة إقامة المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية ومنتدى أمن الشرق الأوسط، وتعزيز تبادل الخبرات مع دول الشرق الأوسط حول الحكم والإدارة.

وأشارت يينغ إلى أن الصين وقعت على وثائق التعاون لبناء “الحزام والطريق” مع 19 دولة في الشرق الأوسط، وتجري حاليا التعاون المتميز مع كل منها، وأجرت الصين التعاون مع جميع دول الشرق الأوسط في مكافحة الجائحة. وفي المرحلة القادمة، ستواصل الصين تعميق التعاون مع دول المنطقة في مجال اللقاح وفقا لاحتياجاتها، والتشاور معها حول التعاون الثلاثي مع الدول الإفريقية في مجال اللقاح. كما تعمل الصين حاليا على إقامة نموذج تنموي جديد، ومستعدة لتقاسم فرص السوق الصينية مع دول الشرق الأوسط، والعمل مع الدول العربية سويا على تحضير القمة الصينية العربية، والتشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجال التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة. كما تأمل الصين في التوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي في يوم مبكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: