الشارع السياسىعرب وعالم

محمد عبدالله يكشف فتاوى إخوانية تغتال رجال الجيش والشرطة

114912_1390888147المسألة انفرطت من يد قادة الإخوان ولو ادعوا غير ذلك للمساومة أو للإيحاء بالتماسك أو بقوة التأثير.. العشرات من أبناء التنظيم انطلقوا فى طريق العنف المنظم، أو شبه المنظم بلا رجعة، فيما أن جماعات التكفير والإرهاب المسلح التى تحصن بها المعزول وأهله وعشيرته، ومن قبلهم مكتب إرشاده، لم يعيد يعنيهم الموائمات السياسية للجماعة. بينما يبقى التحريض المفجع الذى مارسته الأخيرة، بالتلاعب بآيات الله وسنة رسوله، ضد أفراد الجيش والشرطة، هو كلمة السر فى القصة برمتها.

التنظيم وجماعات العنف المسلح

يعتبران الجنود «أعوان ظالمين» وجب

قتلهم

الجماعة تشبّه الثورة على مرسى

بنقض يهود بنى قريظة لعهدهم مع

الرسول

القرضاوى وغنيم وعبد المقصود أفتوا

صراحة بقتل معارضى «الإرهابية»

بيانات وتصريحات منسوبة لتكفيريين، على طريقة أنصار بيت المقدس والشريعة والداعشيين، كفروا مرسي وإخوانه من قبل، لعدم تطبيق الشريعة، والآن يكفرونهم مجددًا، ويحرمون مظاهراتهم، ويدعون شبابهم للخروج عليهم، لأنهم لا يعلنون حمل السلاح صراحة ضد النظام، فيما يستعطفون الأخير فى الكواليس طلبًا للمصالحة.. بل إن أبناء التنظيم نفسه، يتهمون القادة الآن بالخيانة وتقبيل أحذية الداخل والخارج لإنقاذ الجماعة من الاندثار.. نظرة خاطفة على حسابات أحمد المغير فى فيس بوك وتويتر، تكشف تلك الحقيقة بجلاء.

11 جنديًا من الشرطة سقطوا فى عملية إرهابية جديدة برفح.. عجلة العنف والإرهاب تدور بأقصى سرعة، بينما البذرة الإخوانية ناضحة بشدة فى المجزرة الجديدة، وفى كل مثيلاتها السابقات، ولو لم يشترك التنظيم بنفسه فى إسالة الدماء.. فالكلمة تقتل أسرع من الرصاصة، وأنصار الجماعة محترفو اغتيالات بترديد الأكاذيب والافتراءات باسم الدين.. إن الجماعة التى احترفت لى آيات كتاب الله، وأحاديث رسوله الكريم، لتبرير كذب قادتها، ونقض عهودهم، والتراجع عن الالتزامات، وقبل كل ذلك لصبغ جرائمها الجنائية والسياسية ضد المصريين، طيلة فترة وجود مندوبها في قصر الاتحادية، وبعد عزله، لا تتردد أبداً في تربية شبابها وكوادرها الحركية، على استحلال دم كل من عاداها، أو أفسد مخططاتها للتمكين والأخونة واقصاء الآخر، وذلك بزعم أنهم ربانيون ، ووحدهم يمثلون الإسلام، وما دونهم أعداء مشروعه، بل وكافرين خارجين على الملة.

بينما يبقى السر فى تصاعد وتيرة (شرعنة العنف والقتل)، فى الشعور الجمعى بالمحنة والمظلومية، والمتنامى لدى قواعد الجماعة منذ عزل مرسى، وما تلى ذلك من عزل شعبى وقضائى لها، ثم الفض الوحشى والعنيف لاعتصامى رابعة العدوية والنهضة. ذلك الشعور الذى حرصت قيادات الإخوان على تغذيته ولا تزال، بترويج الشائعات، وتزييف الحقائق والادعاء بأن 30 يونيو انقلابًا عسكريًا، وكذا بدفع شباب الجماعة والمتحالفين معها من دعاة الخلافة الإسلامية، والمتدينين غير المسيسين الحالمين بحكم المشروع الإسلامى، لأتون معارك غير متكافئة مع الجيش والشرطة والشعب، ثم المتاجرة بدمائهم داخليًا وخارجيًا، لإنقاذ التنظيم من الاندثار، ورؤوسه الكبيرة من السجن وربما حبل المشنقة.

الإخوان وحلفاؤهم تعاملوا زورًا، وكما روج كبارهم علنًا وفى أكثر من مناسبة، على أن انتخاب مرسى رئيسًا للجمهورية، يعتبر صكًا لبيعته، على خطى بيعة الخلفاء الراشدين.. قالوا ذلك بعد ساعات من إعلان فوز المعزول (بايع المسلمون أبا بكر.. وبايع المصريون مرسى). وعليه فإن أداء أى وزير (ومن بينهم وزيرا الدفاع والداخلية) اليمين الدستورى أمام مرسى، فى عرف التنظيم وجماعات التكفير، هو إعلان بالولاء والطاعة العمياء له ولجماعته.

وبالتالى فإن انحياز أى مسؤول فى الدولة للإرادة الشعبية بعد فيضان 30 يونيو، يعد من وجهة نظر جماعة حسن البنا وسيد قطب، خروجاً على الولى الشرعى، ومن ثم وجب قتل كل وزير فعل ذلك، بل وقتل كل من يعمل تحت أمرته، إذا أطاعه، أو شارك فى مواجهة عنف الإخوان والموالين لهم. وهو المنطق الذى يقتل به الإخوان والتنظيمات المسلحة الجنود بدم بارد.

الأخطر أن دعاة الفتنة الإخوانية، يشبهون خروج المصريين على مرسي، بدعم من الجيش والشرطة والأزهر والكنيسة ومؤسسات الدولة، بنقض يهود بنى قريظة لعهدهم مع الرسول كحاكم لمكة، وخيانته بالتحالف مع قريش، ما حتم قتلهم جميعاً عدا النساء والأطفال. في حين قال كبير دعاة الإخوان الدكتور يوسف القرضاوى، عقب عزل مرسى إن لم يكف الخارج على الحاكم فالأصل هو قتله، هنالك ولى شرعى يسمع ويطاع. الرجل حرض أيضًا المسلمين فى شتى بقاع الأرض للجهاد فى مصر ضد سلطة ما بعد 30 يونيو.

وقال نصًا: (أدعو المسلمين فى أنحاء العالم فى كل مكان من إندونيسيا وماليزيا ونيجيريا والسنغال وباكستان وبنجلاديش والهند والصومال، وفى العراق وإيران وليبيا وتونس وسوريا، وفى لبنان وفلسطين والأردن، وفى كل بلاد الدنيا، أدعوهم ليكونوا شهداء).

وقبل ذلك حرم القرضاوى التظاهر ضد مرسى، وأفتى بأن 30 يونيو انقلاب.

وكان القيادى السلفى محمد عبد المقصود، حرض على مجابهة معارضى مرسى، حينما وصف متظاهرى 30 يونيو بالكافرين. وسبق أن أفتى الدكتور محمود شعبان بقتل قادة جبهة الانقاذ، وفى مقدمتهم، حمدين صباحى والدكتور محمد البرادعى: (من حق الحاكم فى قتل رموز المعارضة الذين ينازعونه فى الحكم).

بينما بدا وجدى غنيم أكثر فجاجة بفتوته الشهيرة المصورة بعد سقوط المعزول (من خرج على مرسى فاقتلوه). كما أن المغير وجوقته تطالب صراحة باغتيال رجال الأمن، وهو الطلب الذى يتبناه بعض أعضاء تحالف الشرعية الكارتونى.

ناهيك عن تلفيق الإخوان، وشيوخ التطرف لحوادث تاريخية أبطلها شيوخ وفقهاء الإسلام الكبار، بحجم أبي حنيفة النعمان، تصف العاملين في أجهزة الأمن بأعوان الظالمين. ما يعنى وفق التفسير الإرهابى للجماعة وأعوانها، أن رجال الأمن يعاونون قادة الشرطة والجيش ضد الإخوان، ومن ثم وجب محاربتهم واغتيالهم.

مهما حاول الإخوان التنصل من جرائم الإرهاب ستظل تطاردهم. فمن لم يتبرأ أو يعتذر أو يبدى ندمًا بسبب عمليات القتل والعنف الذى مارسه، أو تبناه، أو روج له، أو دعمه، طيلة ثمانية عقود متصلة، ستبقى يداه ملطخة بالدماء، حتى ولو ادعى غير ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: