آدم وحواءاهل الفنبقلم رئيس التحرير

أول أيام معرض الكتاب.. سحب كتب القرضاوى ولقاء القمة يفرض نفسه

166580

توافد آلاف المواطنين، صباح اليوم الخميس، على معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ46. وشهدت البوابات زحامًا شديدًا، وتجاوزت الطوابير أمامها الـ10 أمتار.

وفي وقت مبكر، انتهت دور النشر من صفّ كتبها على الرفوف، وعانت الأجنحة من زحام شديد، خاصة جناح مكتبة الأسرة وسور الأزبكية، الذي أعلن عن تخفيضات تصل إلى 50%.

وشهد المعرض تشديدات أمنية مكثفة على البوابات، لتفتيش الزوار، خوفًا من أعمال التخريب، كما انتشرت قوات الأمن فى جراج المعرض مزودة بالكلاب البوليسية، للكشف عن أى متفجرات.

زوار معرض الكتاب لم يكتفوا بشراء الكتب، وحضور الفعاليات الثقافية فقط، ففي تمام السادسة مساءً، تجمّع كثيرون أمام شاشة عرض كبيرة، لمتابعة لقاء القمة بين الأهلي والزمالك، أمام القاعة الرئيسية.

سحب كتب يوسف القرضاوي من دار الشروق

وشهد اليوم الأول للمعرض واقعة غريبة، تمثلت فى سحب كتب يوسف القرضاوي، من جناح دار الشروق، إثر اعتراض عدد من الجمهور على وجودها. رغم تصريحات الدكتور أحمد مجاهد بعدم وجود نية لمنع أي كتاب أو مصنف أدبي إلا بحكم قضائي، تنفيذًا للدستور، ودعوته لمواجهة الفكر بالفكر.

عقب سيجارة يرعب الزوار!

وبعد ساعات من بداية اليوم، انتشرت شائعة وجود قنبلة أمام جناح الأردن، وتفكيكها من قِبل رجال كشف المفرقعات. لكن لم تمض إلا دقائق معدودة، حتى أصدر الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، بيانًا، قال فيه: “مجرد عقب سيجارة ألقي فى صندوق قمامة، ولم يترك أى أثر”. وأكد أنه لو كان هناك أى شيء مثل هذا، لكانت وزارة الداخلية قد أعلنت عنها، مناشدًا الجميع التأكد من الأخبار قبل ترويجها.

تجديد الخطاب الديني وخلل الرؤية لدى داعش

وركزت ندوات المعرض، على تجديد الخطاب الدينى، وشخصية معرض الكتاب، الإمام محمد عبده، وكذلك سيناء، والوضع الحالى فيها، ونظّم المعرض في القاعة الرئيسية، ندوة بعنوان “تجديد الخطاب الدينى.. الجهاد فى الإسلام، متى؟ ولماذا؟”، بحضور عدد كبير من الجمهور.

وقال الداعية ماهر فرغلى، فى بداية الندوة، إن مفهوم الجهاد فى الإسلام واسع وشامل، لكن الجماعات الإسلامية، استغلته، دون وعى أو إدراك، مضيفًا أن الجهاد ليس غاية، بل وسيلة، فالإسلام لم يأت ليقتل ويحارب.

وأضاف فرغلى أن 25 غزوة وسَريّة لم يبدأ الرسول فيها القتال، مؤكدًا أن الجماعات الإسلامية لديها خلل فى الرؤية والتنظير، وهو ما يظهر بشكل جلى فى أفكار داعش تحديدًا.

وأشار فرغلى إلى أن الخونة وأعداء الوطن يفسدون الدين، ويستشهدون ببعض الآيات والأحاديث، لمقاتلة كل من يخالفهم الرأى، متجاهلين رحمة الدين والرسول. وأكد أن غير المسلمين لهم ما للمسلمين من حقوق.

وقال الدكتور عبدالله النجار، إن الجهاد أسيء استعماله، وهو من أخطر ما جاء فى الإسلام، لذلك قنّنه الدين، وقيّده، مضيفًا أن “الصحابة كانوا فى الغزوات إذا سقط واحد من المشركين فى المعركة أرضًا لا يقتلونه، رحمةً، وتنفيذًا لقيم الإسلام”.

وأضاف النجار أن لجمال الدين الأفغانى مقولة شهيرة، هى “المحافظة على الوطن هو المدخل الصحيح للحفاظ على الدين”، مضيفًا أن زكي نجيب محمود كتب مجموعة من المقالات في الأهرام بعنوان “الانتماء”، تناول فيها الانتماء للوطن، ووسع الدائرة لتشمل القومية، ثم الدين الذي يشمل الوطن والقومية.

وتابع: “كان زكى نجيب محمود يرى أنه من المفترض أن يُعرّف الشخص نفسه بالدائرة الأضيق، إلى الأوسع، أى يقول أنا مصرى، عربى، مسلم”، مضيفًا أنه عارضه فى مجموعة من المقالات بمجلة الأزهر، إلا أنه راجع أفكاره بعد سنوات، وكتب مقالًا فى روزاليوسف بعنوان “أخطأت وأصاب زكى نجيب محمود”.

النجار أكد خلال الندوة أن الإسلام رفض إجبار الناس على الإيمان، لأنه لا يمكن لأى دعوة أن تنتشر بالعنف، لذلك لا يستخدم الجهاد للقتال، وإنما لرد العنف، أو حماية النفس.

ندوة أخرى نظّمها المعرض فى يومه الأول لمناقشة “موسوعة سيناء”، وهى الأولى من نوعها عن سيناء، من تحرير 20 عالما مصريا، صدرت طبعتها الجديدة فى 2015، بعد 50 عامًا من إصدارها الأول.

وقال الدكتور فتحى مصيلحى، عضو اللجنة القومية لتخطيط سيناء، إن معالم سيناء تغيرت عن الماضى، بعد أن كانت مجرد صحراء مصرية، مضيفًا أن سيناء وقناة السويس تمثلان الأمن القومى لمصر، وعندما احتلت إسرائيل مصر بدأت مشروعها الاستيطانى بهدف الاستيلاء على البترول ومياه نهر النيل من خلال شق قناة، وهو ما أكده مشروع الشرق الأوسط، الذى ينظر إلى سيناء باعتبارها مكانًا لتوطين الفلسطينيين.

وأضاف مصيلحى: “مصر الآن أصبحت دولة منكمشة، فقد كانت الإمبراطورية المصرية قديمًا، تبدأ من حدود تركيا وحتى خط الاستواء، وهو ما يجعلنا فى حاجة لتغيير خطنا الدفاعى”.

وأكد مصيلحى أنه لا بدّ من مراجعة اتفاقية كامب ديفيد، بخصوص التسليح، فضلًا عن تعمير سيناء كما فعلت إسرائيل عندما استولت على صحراء النقب، وحولتها إلى منطقة سكنية، بتوطين مواطنيها فيها، ما زاد من قدرتهم الدفاعية على الأرض.

اجتهادات محمد عبده في تجديد الخطاب الدينى

وفى ندوة “محمد عبده وعقلانية الخطاب الدينى”، ناقش وزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمود حمدى زقزوق، فكر الإمام محمد عبده فى تغيير وتجديد الخطاب الدينى، وقال إن محمد عبده اتخذ من إزالة عقبة التقليد والثقافة الخاطئة، والعودة إلى مقررات العقل السليم، والبعد عن نغمة الترهيب والتخويف والعمل على غرس ثقافة الأمل فى نفوس الناس، قواعد يسير عليها لتغيير وتجديد الخطاب الدينى.

وأضاف زقزوق أن الشيخ محمد عبده كان دائما ما يردد أن التقليد واتباع الاَخر دون تفكير، تنازل عن الإنسانية، ويرى أن وسائل التثقيف الخاطئة مثل الكتب التى تحوي معلومات مغلوطة أو خرافات، لها دور كبير فى الإخلال بالخطاب الدينى.

وأشار زقزوق إلى أن هناك عقولا لا تزال للآن متمسكة بما دُوّن فى الكتب القديمة، دون الأخذ بعين الاعتبار تغيّر الزمن، ودون دراسة جديدة، موضحًا أن الشيخ محمد عبده كان يعيب على مشايخ جيله لجوءهم للكتب القديمة، دون إعمال العقل، لأنه يرى أنهم لن يجدوا شيئا مفيدًا، لاختلاف الزمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: