تفاصيل ضبط المتهم بقتل القبطي صاحب المحمصة في الاسكندرية والامن:اثناء ضبطه وصفنا بالكفار

كتبت/رغدة رجب

تمكنت مباحث مديرية أمن الإسكندرية، من إلقاء القبض على الملتحى المتهم بقتل صاحب محمصة الإسكندرية، فى أثناء اختبائه بأحد الأماكن المهجورة فى “شاكوس” بمنطقة باكوس، وتبين أن اسمه عادل سليمان، 48 سنة، وجارٍ التحقيق معه ومعرفة أسباب ارتكابه لجريمة القتل.

كانت نيابة المنتزه أول، برئاسة المستشار محمد وحيد، مدير النيابة، قد بدأت تحقيقات موسعة فى قضية مقتل صاحب “محمصة”، يبيع من خلالها الخمور، فى منطقة خالد بن الوليد فى سيدى بشر بشرق الإسكندرية، إذ انتقل فريق من أعضاء النيابة العامة إلى موقع الحادث، وتابع سؤال شهود الواقعة، وتفريغ كاميرات المراقبة الموجود بالمحل، والتى رصدت الجريمة كاملة.

تفاصيل الواقعة وكيفية تنفيذ الجريمة وما أظهرته الكاميرات
وكشفت التحريات الأولية التى يقوم عليها ضباط ورجال المباحث بمديرية أمن الإسكندرية، وضباط من جهاز الأمن الوطنى، أن المجنى عليه يمتلك “محمصة” فى شارع خالد بن الوليد، إلا أنه يديرها أيضًا لبيع الخمور بدون ترخيص، وأثبتت كاميرات المراقبة أن المتهم باغت القتيل من الخلف فى أثناء جلوسه على المقهى المواجه لمحله، وذبحه وهو يدخن الشيشة.

وأوضحت كاميرات المراقبة، أن المتهم بجريمة القتل ملتحٍ يرتدى “بالطو أصفر”، وكان يحمل سكّينًا كبيرة فى أثناء تسلّله من خلف المجنى عليه لمعى يوسف، بينما كان يجلس وحيدًا على المقهى، فى تمام الواحدة والنصف صباحًا، ومرّر المتهم السكين على رقبة الضحية مرتين، ثم فر هاربًا قبل أن يسقط المجنى عليه قتيلًا، وسط فزع ودهشة المواطنين الذين لم يستطيعوا اللحاق بالمتهم.

كما كشفت تحقيقات النيابة، بعد الاستماع لشهود الواقعة ونجلى المجنى عليه، عن أنه ليس بينه وبين أحد خلافات مالية أو عداوات، وأنه أحد أبنائه حاول اللحاق بالمتهم بعد ارتكابه الواقعة، إلا أنه استقل سيارة ميكروباص بيضاء، كان يقودها آخر، وفر هاربًا.

تحقيقات النيابة تتوصل لهوية المتهم والأمن يتمكن من ضبطه
وتوصلت التحقيقات إلى هوية المتهم، واسمه عادل عبد النور سليمان، 49 سنة “بائع متجول” ويسكن فى شقة متهدّمة فى عقار آيل للسقوط وخالٍ من السكان، وتتكدس أمامه القمامة، للاختباء من الأمن بعد جريمته،ومع انتشار صوره عبر صفحات التواصل الاجتماعى، بعد ساعات من ارتكابه الجريمة، ساعد هذا الأهالى على التعرف عليه ورصد تحركاته والإبلاغ عنه، إذ رآه البعض يدخل المنزل المختبئ فيه بمساكن شاكوس، فى منطقة دربالة بوسط الإسكندرية، فأبلغوا الأجهزة الأمنية، وعلى الفور انتقل ضباط من مباحث قسم شرطة المنتزه أول، وضباط من جهاز الأمن الوطنى، وألقوا القبض عليه داخل المنزل، بينما حاول المتهم مقاومتهم مستخدما سكينا كبيرة كانت بجواره، ولكن مع كثرة عدد أفراد الأمن، تمكنوا من السيطرة عليه، وتكبيل يديه واصطحابه خارج المنزل، بينما تعاى صوت المتهم بسبهم ووصفهم بالكفار.

محل القتيل محمصات
محل القتيل “محمصة”
أهالى المنطقة يزفّون المتهم عقب القبض عليه
وعلى الطريقة المصرية الشهيرة فى التعامل مع المجرمين، لم يفوّت أهالى حى دربالة فرصة زفّ المتهم والهتاف ضده، لاعنين تشويهه لسنة النبى، وترك لحيته ليسىء بها للإسلام، فقال له أحدهم: “الإسلام برىء منك ومن أتباعك يا عسلية”، و”عسلية” شهرة المتهم عادل سليمان، البائع الذى يتجول بعربة يجرها بنفسه فى منطقة فيكتوريا القريبة من قسم الشرطة، يُعرف عنه انتماؤه للتيار المتشدد، وله أفكار متطرفة تشاجر من أجلها مع جيرانه وزبائنه أكثر من مرة.

النيابة تسمع شهود الواقعة.. ونجل الضحية: الشخص ده ما أعرفوش
عقب القبض على المتهم، بدأت نيابة شرق الإسكندرية تحقيقاتها فى الواقعة، اليوم الأربعاء، وبدأت فى الاستماع لأقوال شهود الواقعة، بداية من نجلى المجنى عليه “طونى” و”بيتر”، و”عم بدوى” عامل المقهى الذى يجاور محل المجنى عليه وشهد تنفيذ الجريمة.

وفى سياق التحقيقات، قال “طونى”، الابن الأكبر للمجنى عليه، ويعمل محاميًا، وكان يجلس مع والده فى المحل يساعده ويستأنس بصحبته عندما وقعت الجريمة: “اتفاجئنا بالصراخ، والموضوع كله حصل فى لحظات، ولما حاولنا نمسكه هددنا بالسكينة وهرب، وانشغلنا بإسعاف والدى، والشخص ده أنا ما أعرفهوش نهائيا ومفيش بينه وبين والدى أى خلافات مالية”.

“عم بدوى”، عامل المقهى الذى شهد الجريمة، فقد فجر مفاجأة فى أقوله بالتحقيقات، قائلًا: “المتهم قعد عندى فى القهوة قبل 3 ساعات من جريمته، وطلب 3 فناجين قهوة، وفى كل مرة كان بيدفع الحساب بعد ما أجيب له الفنجان، ولما طلبت منه يستنى لما ييجى ماشى ويدفع الحساب فى النهاية، قال لى إنه مش عارف هيمشى إمتى، ممكن يمشى فى أى وقت، ومش عايز يبقى عليه دين”.

وينتظر المتهم بدء التحقيق معه مساء اليوم الأربعاء، بعد الانتهاء من سماع كل شهود الواقعة، لمواجهتهم به، ومطابقة البصمات، واستلام تحريات المباحث وجهاز الأمن الوطنى حول الواقعة والمتهم.