الشارع السياسى

نص حوار السيسى مع «فرانس 24»

174385تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال لقائه مع قناة “فرانس 24” الإخبارية الفرنسية، للحديث عن عدة قضايا محلية وعربية وإقليمية، أهمها أفق التعاون العسكرى مع أوروبا، والهجمات الإرهابية فى سيناء، والأوضاع الأمنية في ليبيا، والمصالحة مع قطر، والعنف فى القدس، وتسليم الولايات المتحدة الطائرات الأباتشى لمصر، والموقف من حركة حماس والإخوان المسلمين، وأوضاع الصحفيين الأجانب المحتجزين فى السجون المصرية.
الرئيس: ليس لدينا أى قوات برية أو جوية أو بحرية فى ليبيا
التعامل العسكرى وحده لن يقضى على الإرهاب فى المنطقة
جذور التطرف واحدة.. وما نقوم به تجاه الإخوان رد فعل

وقال الرئيس، خلال اللقاء التليفزيونى، إن زيارته المقررة إلى ايطاليا وفرنسا تأتى ضمن الجهود التى يبذلها لاستعادة مكانة مصر وشرح وجهة نظرها للأوروبيين ليتفهموا ما يحدث فى مصر والمنطقة.

وأضاف أن العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا البلدين ليست وليدة اليوم، فمصر لديها طائرات ميراج 5 وميراج 2000 الفرنسية، بالإضافة إلى صواريخ الكروتال التى تعمل ضمن نظام الدفاع الجوى وأسلحة الميلان المضادة للدبابات، مشددًا على أن مصر لها علاقات تعاون عسكرى مع فرنسا من سنوات طويلة.
وأشار إلى أن عقد صفقات جديدة بين البلدين مرتبط بمدى ما يمكن أن تقدمه فرنسا لمصر فى ظل الظروف الراهنة، وتفهمها للمطالب الأمنية لمصر بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الحالية.

الإرهاب في سيناء.. وداعش

قال الرئيس السيسي إن “مصر تبذل جهودًا منذ أكثر من عام فى مكافحة الإرهاب ونحن منضمون للتحالف المناهض لداعش، ولكننا نقوم بهذا الجهد في سيناء وعلى حدودنا الغربية والجنوبية، وذلك حتى قبل التحالف ضد داعش”.

وأشار السيسي إلى إن مصر تدعو منذ سنين طويلة إلى ضرورة توحيد الجهود والتحالف من أجل التعامل مع التطرف، مضيفا: “نحتاج في ذات الوقت ألا يكون العمل العسكري فقط هو الأساس للتعامل مع هذه الظاهرة خلال المرحلة الحالية، وإنما نحتاج الى مجموعة إجراءات متكاملة اقتصادية وثقافية واجتماعية وأمنية وسياسية لحل المسألة.”

وأوضح أن إقامة منطقة خالية على الحدود في سيناء هو أمر كان يتعين أن يحدث منذ سنين طويلة لما له من تأثير كبير على الأمن فى سيناء وربما مصر ككل، وأنه يتم تنفيذ هذا القرار بمنتهي التفاهم مع السكان فى سيناء، كما جرت لقاءات مع أهل المنطقة وتم التفاهم معهم ومنحهم التعويضات المناسبة، فضلا عن إنشاء مدينة رفح الجديدة بالشكل الذي يليق بهم وبمصر.

وألمح السيسى إلى أن سكان المنطقة الحدودية في سيناء كانت لهم حدود مباشرة مع قطاع غزة دون سيطرة كاملة على حركة العناصر والأنشطة فى هذه المنطقة الحدودية، مؤكدًا حرص قوات الجيش والشرطة في سيناء على ألا يكون هناك أى ضحايا من المدنيين أو الأبرياء خلال الحرب على الإرهاب، وأيضًا فيما يتعلق بحقوق الإنسان.

وقال الرئيس السيسي إن سكان المنطقة تفهموا أمر الإخلاء جيدًا، نظرًا لحاجة الأمن القومي المصرى له، مضيفًا: “نسعى لتوفير مساكن لهم فى منطقة قريبة من منطقتهم”.

مصر والأوضاع الأمنية في ليبيا

أكد السيسي أن مصر تساعد الجيش الوطنى الليبى والبرلمان والحكومة، لحماية أمن ليبيا، مطالبًا المجتمع الدولى بمساعدة الجيش الليبى ليكون قادرًا على مواجهة الإرهاب، نافيًا وجود قوات جوية أو أرضية أو طائرات عسكرية مصرية في ليبيا، مشددًا على ان مصر تؤمن حدودها من داخل حدودها.

وأوضح أن ليبيا تتطلب اكثر من مجرد التدخل العسكري بالنظر إلى أن العمل الذي قام به حلف الاطلنطي لم يستكمل، حيث سقط النظام الحاكم لكن لم يتم إعادة بناء المؤسسات وتسليم الدولة لشعب ليبيا، وبمجرد سقوط النظام غادرت قوات الناتو وتركت ليبيا مليئة بالأسلحة والمعدات والميليشيات.

وطالب السيسى بمواجهة التطرف ككتلة واحدة وعدم نسيان ليبيا بسبب ما يحدث في العراق وسوريا وإلا تحولت ليبيا إلى منطقة جذب للإرهاب تؤثر على أمنها واستقرارها وجيرانها.

المصالحة مع قطر وتركيا

أشار الرئيس السيسي إلى إصدار مصر بيان ردًا على دعوة خادم الحرمين الشريفين لها لتهيئة المناخ لموقف أكثر إيجابية مع قطر، وبالفعل بدأت القاهرة فى المضى قدمًا وبخطوات جدية في ملف المصالحة مع قطر.

وفيما يخص تركيا، أضاف السيسي أن مصر منذ 30 يونيو و3 يوليو وحتى الآن لم تصعد الموقف مع أية دولة بأى إجراء سلبى على الإطلاق.

الولايات المتحدة والأباتشى

قال الرئيس السيسي إن الولايات المتحدة بدأت استئناف إرسال طائرات الأباتشى والإف 16 لمصر لتأمين الحدود الشاسعة في مساحتها، والتى تحتاج إلى حجم قوات ومعدات متطورة كى لا تكون هناك خسائر فى المدنيين.
وحول العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وصفها الرئيس السيسي بأنها علاقات استراتيجية، مؤكدًا أن مصر تتمتع تسعى لإقامة علاقات وطيدة مع كل الدول.

العنف فى فلسطين

أعرب الرئيس السيسي عن أمنيته في نزع فتيل الأزمة في فلسطين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدًا أن الفلسطينيين محبطون وليس لديهم أمل، مشيرًا إلى إجرائه اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وقوله له: “نحتاج إعطاء أمل للفلسطيين وإعطائهم دولة فلسطينية يعيشون فيها بأمان وسلام جنبًا إلى جنب مع الشعب الاسرائيلي”، مؤكدا “نحتاج كلنا كدول محبة للسلام والاستقرار ان نقدم كل الضمانات للدولة الفلسطينية”.

وأضاف الرئيس أن مصر مستعدة للإسهام في تقديم الضمانات التى تحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وألا يكون هناك شكل من أشكال التهديد بين الطرفين.

الموقف من حماس والإخوان

أوضح السيسى أنه عندما نتخذ إجراءات أمنية داخل سيناء يكون هدفها تأكيد سيادتنا على سيناء كجزء من أرض مصر، ونؤكد أننا لا نسمح أن تكون أرضنا قاعدة لتهديد جيراننا”.

وحول ما إذا كان هناك رابط بين حماس وأنصار بيت المقدس وداعش، قال الرئيس السيسي إن الأفكار المتطرفة وما يسمى بالإسلام السياسى جذوره واحدة ولا يمكن فصل داعش عما يحدث في ليبيا، أو أنصار بيت المقدس أو حتى ما يحدث فى أفغانستان ودول أخرى كثيرة.

وبالنسبة للإخوان المسلمين ومقارنة ذلك بوضعهم في تونس ، قال الرئيس السيسي إن مصر بها 90 مليونا وأنه مع كل التقدير لما حدث بالنسبة للإسلاميين فى تونس فإن عدد سكانها لا يتجاوز واحد على عشرة من تعداد سكان مصر، كما أن ما تقوم به الدولة المصرية إزاء الاخوان المسلمين هو رد فعل وليس فعلًا، وأكد أن المناخ متوافر لكى يعيش كل المصريين باختلاف أفكارهم، مضيفًا: “لسنا ضد فكر أى طرف بشرط ألا يحاول فرض فكره على الناس بالقوة وهى مشكلة موجودة عندنا”.

أوضاع الصحفيين الأجانب

أكد السيسى أنه لم يكن مسؤولا حينما تم إلقاء القبض على صحفيين أجانب وتحويلهم إلى المحكمة، مشيرًا إلى أنه لو كان موجودًا فى السلطة وقتها لوجد أنه من الأنسب لمصر وأمنها القومى أن يتم ترحيلهم إلى بلدهم وغلق القضية.

وأضاف “الدول الأوروبية تحترم القانون والقضاء ولا تعلق عليه فلماذا لا تريدوا أن يتحقق هذا أيضًا فى مصر، فلابد أن يُحترم القانون والقضاء المصرى ولا يتم التعليق على أحكامه”.

وحول إمكانية منح صحفيى الجزيرة عفوًا رئاسيًا، قال الرئيس السيسي إن “هذا الأمر يتم بحثه لحل المسألة، وإذا وجدنا أن هذا الأمر مناسب للأمن القومى المصري سنقوم به.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: