مقالات القراءمقالات واراء

ظُلم الدنيا بِرُمَّته فى غزة.. لكن حين يُريد الله يأتى بالمستحيل

أحمد التايب .

فى ظل أحداث مؤسفة يتعرض أشقاؤنا في فلسطين وغزة على وجه الخصوص لحصار خانق وقصف مجنون يقتل الأطفال، ويُشرد النساء، ويجوع الرُضع من قبل كيان مُحتل لا ضمير له ولا أخلاق تجاه شعب صامد على الحق، متمسك بالأرض، صابر في وجه الطغيان، وكأن ظُلم الدنيا برمته يتجلى فى “غزة”، لكن لا نملك إلا أن نقول “اثبتوا فإن رب الخير لا يأتي إلا بالخير، وأنه حين يريد الله يأتى بالمستحيل، وسيأتى يوما سيضئ مصباح نظنه لن ينير”.

واعلموا.. أن ثباتكم هو ثبات للأمة كلها، فما تفعلونه وتقدمونه من دم وحياة هو في رقبة كل مسلم على وجه هذه البسيطة، ومهما كانت الظروف فوعد الله آتٍ ونصره قريب، فقد قال الله تعالى: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ”.

واعلموا.. أنه مهما كان الظلم والظلام، علينا أن نوقن أن النصر من عند الله، وأنه كائن لا محالة لعباده المؤمنين لأنه وعد الله، وقد جرت سنة الله تعالى في خلقه أن ينتصر الحق ولو بعد حين، وأنتم على حق وأهل حق.

وإذا كنا نستلهم هذه الطمأنينة وهذا الإيمان، لكن علينا نحن أن لا ننسى أن توحيد الصفوف والجهود واجب دينى، وضرورة حتمية، في ظل غطرسة عالم أنانى ومجتمع دولى أعمى يدعم الباطل، ويغض الطرف عن الحق، لذلك يجب أن نُعلم أولادنا أن القضية الفلسطينية ليست قضية أهل فلسطين فحسب، وإنما قضية إسلامية من الدرجة الأولى، وأن ننتبه أن الكيان المحتل وداعموه بذلوا وما زالوا يبذلون جهوداً جبارة لإبعاد القضية الفلسطينية عن الخط الإسلامي، وإفهام المسلمين من غير العرب أنها قضية عربية، لا شأن لغير العرب بها، بل أزيد القول أنهم يحاولون الآن بكل الوسائل والطرق أن يختذلوا القضية والصراع على أنه بين دولة إسرائيل وحركة المقاومة فحسب لتفريغ القضية من مضمونها.

لذا، يجب الانتباه، وأن يكون دفاعنا عن القضية الفلسطينية من منظور إسلامي وعربى حتى نفوت الفرصة على من يُريد أن يختذلها في صراع ضيق، وأن نكون على يقين أن بعد العسر يسر، وأن الله قادر أن يُسخر القوة من حيث لا نعلم.

وأخيرا.. نتوجه بخالص التحية والتقدير والدعاء لأهلنا في غزة وفلسطين، قائلين، “اللهم نصرا قريبا، وأنتم أبطال حقيقيون قُدر لكم أن تكتبوا التاريخ بصفحات ناصعة مليئة بالشجاعة والصبر والمقاومة والتضحية.. نصركم الله وربط على قلوبكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: