مقالات القراءمقالات واراء

الصيام روضة المتقين:بقلم الدكتور محمد علي العجمي

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام
قال الله تعالي.

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون ﭱ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون ﮗ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ﯨ
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون ﯼ
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون ﮚ)
فالتقوي هي غاية الصيام العظمى ومناطه الأسمى وإنْ لم يَزِدْ صيامك في تُقاك، فإنما هو إنهاك لِقواك ولذلك فرض الصيام في رمضان، فإن لم تقم بطاعة لا تقم بمعصية وايات الصيام بدئت بالتقوى وختمت بالتقوى وفيه إشارة للمقصد الأعظم من الصيام، وهو تقوى الله.
واستشعار مقاصد الصيام لتحقيق التقوى
في كل شيء والتذكير بها.
وهذه الأمة امتداد لمؤمني أهل الكتاب لو كانوا يشعرون.
فشهر رمضان فرصة كبرى لتصفية النفس، وتخليتها من كل شائبة تكدر الصفو وتعوق مسيرة التقوى.
ورمضان يمضي سريعًا، فإن أحسنت فيه فزِد، وإن بَعُدت فعد، وإذا غفلت فاذكرولو فترت عزيمتك وتكاسلت فاذكروتسهيل الصيام على المسلمين وملاطفة جميلة.
إنها مجرد أيام قليلة، يذهب النصب بعدها ويبقى الأجر، فاستغل هذه الأيام فيما ينفعك.
قالها الله سبحانه في سياق التسلية على المؤمنين، وتخفيف معاناة الصوم عليهم، وليس على سبيل تحسيرهم وإحزانهم بقلة أيامه.
لشهر قصيرلا يحتمل التقصير، وقدومه عبور لا يقبل الفتور، فالهمة الهمة.
واحذر أن يكون فتورك في وقت الغنائم، وفي أزمنة السباق، مضى من عمرك ما مضى.
فمن عَجَز عن الصيام، وفاته استشعار حال الفقراء والمساكين، فلا يتركنَّ مواساتهم بالإطعام توثيقًا لعُرى الصلة والرحمة بين المؤمنين.
وللصوم على سائر الطاعات مزيَّةٌ في الجزاء، وفي الحديث القدسي: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، إنه إن تكفَّل كريمٌ بالجزاء أجزل العطاء، فما الظن بمالك الأرض والسماء؟
شرف الله زمن رمضان بنزول القرآن فيه، فكيف بشرف قلبك بالإيمان به؟
واختص الله سبحانه رمضان من سائر الشهور بنزول القرآن، فاجعله سمة شهرك وطابعه الذي تلازمه ليل وَنهار.
والذي أكرم عباده بالقرآن في رمضان وهو أفضل العطايا فلن يحرمهم ما سألوه أبدًا.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: