مقالات القراء

تحت الوصاية

لماذا يتدخلّ أيّ إنسان في حياة إنسان آخر؟!

 

بقلم : أسيل إبراهيم المنزلاوي

إنّها الوصاية، كل إنسان وصى نفسه دون أن يُطلَب منه أن يكون وصيًّا على الناس، ليس فقط الناس من ذويه ؛ بل الموضوع أكبر من ذلك هو وصيّ على كل الناس؛ فأعطى نفسه الحق أن يحكم على طريقة وشكل فلان وعمل فلان وبيت فلان ؛ وذلك لأنّه يعلم بالطبع أنّه أكثرَ علمًا وفهمًا ودراية بشؤون الآخرين لدرجة أكثر منهم، وذلك باب من أبواب الشيطان؛ وهو باب ( ادّعاء المعرفة) وهو أجهل الناس ، أجهلهم بالخصوصية وأجهلهم بالدين الذي فرض علينا عدم التدخل فيما لايعنينا، ونهانا عن التجسس والتفتيش في نوايا الناس .

انشغل أكثر الناس اليوم عن حياتهم بحياة غيرهم لدرجة الوقيعة والضغينة ؛ فالتدخل ليس فقط مؤذٍ للآخرين وإنّما لصاحبه أيضًا، حينما تتدخلّ فأنت تتدخل لتفسد شيئاً ما لم يعجبك ، وإن لم يتغير هذا الشيء قد تغيّره بالإجبار والفرض والتسلّط، أهذا من الدين أو العقل؟!!
سبحان الله! و الله نفسه تركنا مخيّرين لعبادته واختياره. فمن أنت حتى تفرض رأيك على الآخرين .

أصبحت عقولنا اليوم تخلو من الرجاحة والرصانة، عقول فارغة وقلوب ممتلئة بالغلّ والبغض لكل ما ومن يخالفني.
فقد انتهى عصر تلك الجمل الرّنانة ( الاختلاف رحمة)،( والاختلاف في الرأي لايفسد للودّ قضيّة)؛ لأنّ الرحمة غابت عنّا فلم نعد نتفق، والودّ تبدّل بالبغض، فلم نعد نلتقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: