الشارع السياسى

كواليس اول يوم للرئيس السيسي في اندونيسيا

FB_IMG_1439340658311

كتب/محمد عبدالله

صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو، رحب بالرئيس عبدالفتاح السيسى خلال القمة الثنائية، التي عقدت بينهما، اليوم الجمعة في القصر الرئاسي.

ولفت “يوسف” إلى أن الرئيس الإندونيسي أشار إلى مصر كانت فى طليعة الدول التي اعترفت بإندونيسيا عقب استقلالها، مؤكداً على عمق العلاقات التاريخية والصداقة الوثيقة التي تجمع بين البلدين وشعبيهما.. كما أعرب عن تطلع بلاده لتعزيز هذه العلاقات وتنميتها في كافة المجالات.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسى، أكد اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين، مؤكداً أن زيارته إلى إندونيسيا- وهي أول زيارة لرئيس مصرى منذ عام 1983- تؤكد عزمنا الصادق على إعطاء دفعة قوية لتلك العلاقات، خاصة فى ضوء مساحة التفاهم الكبيرة بين البلدين إزاء مختلف الموضوعات الإقليمية والدولية.

وأعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر لمواقف إندونيسيا الداعمة والمساندة لخيارات الشعب المصري وإرداته الحرة، مشيراً إلى تجربة إندونيسيا في التحول الديمقراطي وإمكانية الاستفادة من خبرتها في هذا الصدد.. كما أعرب عن تقدير مصر لموقف إندونيسيا المؤيد لحصول مصر على عضوية مجلس الأمن لعامىّ 2016 / 2017 .

وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس نوّه إلى التحديات التى تواجه العالمين النامى والإسلامى، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب، مؤكداً ضرورة الارتقاء بمستوى التعاون بين مصر كدولة رائدة في محيطها الإقليمي، وبين إندونيسيا بثقلها في العالم الإسلامي لمواجهة تلك التحديات.

وأشاد الرئيس السيسى بمستوى التعاون الثقافى والدينى بين الدولتين، مؤكداً حرص مصر على استمرار دور الأزهر الشريف فى إندونيسيا كمنارة لنشر القيم السمحة للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله.

وفي سياق متصل، أكد الرئيس السيسى اهتمام مصر بتعزيز الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مقدراً الجهود الإندونيسية المبذولة في هذا الصدد.

وأشار الرئيس السيسى إلى أن مصر الجديدة تبني سياستها الخارجية على أسس من الانفتاح على الجميع، وفي هذا الإطار يبرز اهتمام مصر بالقارة الآسيوية وبدولها الصديقة، ومن بينهم إندونيسيا، مشيرا إلى آفاق التعاون الاقتصادي الواعدة ليس فقط بين البلدين ولكن أيضا مع رابطة دول جنوب شرق آسيا “الآسيان”.

من جانبه، أعرب الرئيس الاندونيسي عن اتفاقه في الرؤى مع الرئيس السيسي حول أهمية إيضاح الروح الحقيقية السمحة للدين الإسلامي وتفعيل قيمه السامية لتساهم في مكافحة الإرهاب والتطرف والراديكالية، مؤكدا على أهمية التعاون بين مصر وإندونيسيا من أجل تحقيق هذه الأهداف.

ونوّه الرئيس السيسى إلى تطلع مصر لتدعيم العلاقات التجارية مع إندونيسيا.

وفي هذا الصدد، أكد الرئيس الاندونيسي اعتزاز بلاده بأن تكون مصر أكبر شريك تجاري لها في شمال إفريقيا، معرباً عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الإندونيسية في مصر.

ودعا الرئيس الإندونيسي، الحكومة المصرية، إلى تقديم المساعدة والرعاية للمستثمرين الإندونيسيين، وكذا للرعايا الإندونيسيين سواء من الطلبة أو العاملين في مصر.

وأكد الرئيس السيسي أن جميع المقيمين في الأراضي المصرية يتمتعون بكافة حقوقهم وينعمون بالأمن والاستقرار شأنهم في ذلك شأن المواطنين المصريين.

ووجه الرئيس السيسى الشكر للرئيس الاندونيسي على إيفاده مبعوثاً شخصياً للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس، مستعرضاً الفرص الاستثمارية الواعدة التي سيتيحها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، وكذا المشروعات الوطنية الأخرى الجارى تنفيذها فى مصر.

وفي ذات السياق، أشار الرئيس إلى الاجراءات والتشريعات التي تتخذها وتصدرها مصر من أجل تهيئة مناخٍ جاذبٍ للاستثمار، منوهاً إلى الفرص التصديرية المتاحة أمام المنتجات التي يتم تصنيعها في مصر بأسواق الدول المجاورة لاسيما في المنطقة العربية والقارة الافريقية.

وعلى الصعيد الاقليمي، استعرض الرئيس تطورات الأوضاع في المنطقة وما تعانيه عدة دول فيها من ويلات الإرهاب والتطرف، مؤكداً على أهمية أن تتم مكافحة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على المواجهات العسكرية والأبعاد الأمنية ولكن تمتد لتشمل كافة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر تؤيد الحلول السياسية لهذه الأزمات بما يساهم في الحفاظ على كيانات ومؤسسات هذه الدول ومقدرات شعوبها.

وشدد الرئيس السيسى على أن القضية الفلسطينية ستظل محتفظة بمكانتها المتقدمة على قائمة أولويات السياسة الخارجية المصرية، منوهاً بأنه يتيعن تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يوينو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي هذا الصدد، أشار الرئيس الإندونيسي إلى أن بلاده تؤيد إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأعرب الرئيس الإندونيسي عن أهمية قيام الدول الإسلامية بالتباحث في المشكلات والأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط للبحث عن حلول لها وتدارك آثارها الإنسانية السلبية على شعوب دول المنطقة، ومن بينها تزايد أعداد اللاجئين والهجرة غير الشرعية وما يترتب عليها من تداعيات مأساوية. وقد رحب الرئيس السيسي بتلك الفكرة، منوهاً إلى أهمية بلورتها وإعدادهاً جيداً لتحقق أهدافها المرجوة.

وفي نهاية المباحثات، وجه الرئيس السيسى الدعوة للرئيس الإندونيسي لزيارة بلده الثاني مصر، وهو ما رحب به الرئيس الإندونيسي، معرباً عن تطلعه لإتمام هذه الزيارة .

وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على مذكرتي تفاهم في مجال التدريب والتعليم الدبلوماسي، وفي مجال إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة من تأشيرات الدخول.

وقد عقد الرئيسان عقب ذلك مؤتمراً صحفياً، ألقى خلاله الرئيس السيسي كلمة كان هذا نصها:ـ

فخامة الرئيس، السيدات والسادة، أود أن أعبر بداية عن تقديرى البالغ لفخامة الرئيس الإندونيسى.. وحكومة وشعب إندونيسيا الصديقة.. على حفاوة الاستقبال التى لاقيناها خلال هذه الزيارة المهمة.. التى تعبر عن عمق علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين .. والتى نعتز بها كثيراً.

لقد ناقشنا مختلف أوجه التعاون الثنائى سياسيا واقتصاديا.. وعكست المناقشات استمرار تطابق مواقف البلدين.. تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. ومن بينها الأوضاع الإقليمية فى كل من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا .. كما اتفقنا على العديد من الأفكار لتعزيز التعاون الثنائى.. والتنسيق فى المحافل الدولية لمواجهة التحديات المختلفة التى تواجه البلدين .. وفى مقدمتها مكافحة خطر الإرهاب والتطرف .. فضلا عن ضرورة التعامل الجاد مع التحديات التنموية المتزايدة التى تواجهها شعوبنا .. كما شهدنا التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية.

وكذلك اتفقنا على تعزيز فرص التبادل التجارى والاستثمارى والثقافى بين البلدين .. والاستفادة من الرصيد التاريخى الكبير للعلاقات الثنائية.

لقد طمأنت فخامة الرئيس على سلامة الطلاب والعاملين الإندونيسيين في مصر .. حيث أن مصر آمنة ومستقرة وتحترم وتوفر الأمان لكل من يقيم على أراضيها.

لقد وجهت الدعوة إلى فخامة الرئيس الإندونيسى لزيارة مصر.. لمتابعة نتائج اجتماعنا اليوم.. وفتح آفاق تعاون جديدة.. خاصة فى المجالات التجارية والاقتصادية.. وأتطلع إلى استقبال السيد الرئيس فى القاهرة فى أقرب فرصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: