اهل الفن

ابراهيم البسيونى يكتب ||| حرب «الألقاب» تشتعل بين الفنانين

تحقيق / ابراهيم البسيونى

اللقب الفنى.. منحة يعطيها الجمهور للفنان بعد أن تختمر الأعمال التى قدمها فى وجدان الناس ويعشقوها ثم يطلقون اللقب على ذلك الفنان. وارتبطت بعض الألقاب بتاريخ نجوم ونجمات الغناء قديماً، وطوال عمر الفن نسمع ونقرأ ألقابا منحها الجمهور والنقاد لنجومهم المفضلين، ولم يخترها النجوم، فلم نسمع يوما ما أن المطربة العظيمة أم كلثوم قالت “أنا الست” ولم تطلق على نفسها يوما لقب “كوكب الشرق”، ولم تختر الرائعة الكبيرة فيروز لنفسها لقب “القيثارة” أو “جارة القمر”، ولم يمنح محمد عبد الوهاب لنفسه لقب “موسيقار الأجيال”، بل إن فنهم وأعمالهم الخالدة هي من منحتهم هذه الألقاب التي ما إن نسمعها ترفرف قلوبنا من السعادة ويعاودنا الحنين لأيامهم ولفنهم العظيم.. ألقابا كثيرة منحت لهؤلاء لكن فنهم ظل الأكبر والأعظم من كل الألقاب الموجودة في العالم.

تامر حسنى وحماقى يتنازعان على

«مايكل جاكسون العرب»

أحلام ونجوى كرم تتنافسان على

«الملكة».. وشيرين سعيدة بلقب

«مطربة الحشيش»

هيفاء اختارت «ملكة الأنوثة العربية»

ونانسى «مارلين مونرو الأغنية

العربية»

 

أما الآن فحدث ولاحرج، فالألقاب أصبحت بالجملة وممكن أن تباع بالكيلو في سوق الخضار.. فلا عجب إن رأيت فكهاني يدلع بضاعته بلقب يحمل لقب مطرب مشهور، ولا تندهش إذا ارتبط العنب والبلح بالمطرب الشعبي سعد الصغير، والغريب في أمر هذه الألقاب أنه لم تعد هناك قوانين ولا قواعد تحكم هذه المسألة، فنجد المطربين يتحكمون في اختيار ما يناسبهم من ألقاب ويمنحونها لأنفسهم عملا بمبدأ (أبو بلاش كثر منه).

ويأتي على رأس قائمة من يمنحون لأنفسهم ألقابا، المطرب تامر حسني، الذي يسعى ويجري ويلهث وراء الألقاب بالرغم من أنه ناجح كمطرب له جمهور، فمرة يختار لنفسه (نجم الجيل) ومرة أخرى يلقب نفسه بـ(الأسطورة) وإذا سألت عن الجهة المانحة للقب فلن تجد لها أي وجود، وهناك كثير من متعهدي الحفلات يشترطون على الجهات المنظمة للحفلات أن تكتب اللقب الذي يروق للنجم حتى يوافق على الغناء.

ومن تامر حسني لشيرين عبد الوهاب الملقبة بـ(بنت النيل) و(أسطورة الإحساس) وآخرها لقب (مطربة الحشيش) وهو اللقب الوحيد تقريبا الذي لم يكن لها دخل به ولقبت به من قبل بعض (الفانز) على مواقع التواصل الاجتماعى، والغريب أن شيرين لم تغضب من اللقب بل أبدت سعادتها به موضحة أنها طالما تطرب المحششين فهذا شيء يسعدها.

أما لقب (مايكل جاكسون العرب) فقد تنازع عليه كلا من تامر حسني ومحمد حماقي ولم يحسم الصراع حتى الآن بين (فانز) النجمين لكنه الأقرب لنجم الجيل تامر حسني باعتباره خبيرا في تسويق الألقاب، أما حماقي فاكتفي بلقب ملك البوب والنجم الأكثر شعبية، ولقب وائل كافوري بـ(العندليب الطائر).

ويظل الصراع محتدما على الألقاب أيضا بين النجوم والنجمات العرب فنجد مثلا المطربة أحلام الملقبة بـ(فنانة الخليج الأولى) تصارع زميلتها في عالم الغناء واالطربب نجوي كرم على لقب (الملكة) وتحاول كلا منهما الحصول على اللقب لتأتي إليسا وتخطف اللقب لنفسها وتضيف عليه لتصبح (ملكة الإحساس) وتظل نجوي كرم محتفظة باللقب المحبب لقلبها (شمس الأغنية العربية).

أما هيفاء وهبي فاختارت لنفسها لقب (ملكة الأنوثة العربية) ونانسي عجرم (مارلين مونرو الأغنية العربية) ولقبت رولا سعد نفسها بـ(الدلوعة) أما مايا دياب فاكتفت بلقب (نجمة الإثارة)، ولعلكم ترون التطور الطبيعي للألقاب الفنية فبعد أن كانت مقتصرة على مصطلحات الإحساس والطرب دخلت في المناطق الشائكة مثل (الدلوعة) و(المثيرة) و(الأنوثة) و(مارلين مونرو)، ولا ندري هل التطور سيصل إلى مراحل أخطر من هذا أم سيظل ثابتا.

ولعل ألقاب نجوم الطرب كلقب (سلطان الطرب) لجورج وسوف و(الهضبة) لعمرو دياب و(الكينج) لمحمد منير و(قيصر الأغنية) لكاظم الساهر و(ملكة الرومانسية) لأنغام و(أمير الغناء العربي) لهاني شاكر هي الأقرب للحقيقة فقد حرص هؤلاء النجوم منذ بداياتهم على مايقدمونه من فن حقيقي وغناء هادف ومحترم استحقوا عليه هذه الألقاب ولم تشغل بالهم يوما ما.

أما فؤش أو النجم محمد فؤاد فلم يحصل على ألقاب ولم تشغل اهتمامه أبدا لدرجة أن (الفانز) الخاص به مازال يبحث له عن لقب يليق بمشواره الفني، وكنا نتمنى أن يخرج الجيل الجديد من المطربين على هذا النهج الذي يقدم ما عليه وينتظر من الجمهور تخليد اسمه بلقب يليق به، بدلا من أن تفقد الألقاب قيمتها، وهنا يجب أن نقف ونقول (عفوا الألقاب لاتصنع النجومية).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: