مقالات واراء

من كل قلبي احببت ابنتي ولكن

ابنتى
تاليف- عبد العاطى محمد

img_1631
كم كنت اتمنى ان اجد سعادتى مع زوجتى لكنها كانت قامحة السلوك ناهشة لافكارى تولمنى نظراتها لابنتى التى احببتها من كل قلبى ففى معظم الاحيان لا اجد راحة الا مع ابنتى وكنت اتمنى ان تكون الاولى بمسح دمعتى وحزنى على امها التى تركتنى للمر اشربه ولكن هذا قدرى وقضاء الله مقدر والرضاء به بشرى للصابرين و لامفر ولن يغير من الواقع شىء
جلس محمد موظف البريد متكا على الكنبة بالصالة وفجاة تاخذه سنة من النوم ليرى طيف زوجتة التى احبها تجلس بجواره وتطبطب عليه كعادتها ترويه بحنانها والسعادة تسكن جوارحة والفرحة تعلو وجهه ويسالها اين كنتى عزيزتى وينتظر اجابتها لكنها لم ترد عليها ليكرر سؤاله اين كنتى حبيبتى فاجابت والبسمة تنير وجهها انا معك دائما فانتى حبى ومناى وانا عند ربى فان اردتنى تعالى الى فحبى اليك مثل حبك الى موزون بعيارا واحد وفجاه انتفض محمد ليفاجا بزوجتة الثانية التى تزوجها بعد وفاة زوجته لرعاية ابنته تطلب منه مبلغا من المال فيقول يا ساتر يا رب ايه ده وبعدها جلس محمد يبكى حزنا على حرمانه من نسمات زوجتة التى هبت عليه فى منامة وتمنى الا يكون قد استيقظ ابدا
محمد قبل خروجة من منزلة للذهاب الى عمله توجة الى حجرة ابنته مريم ليضع قبله على خدها كعادته واثناء توجداه فى عمله تلقى مكاملة تليفونية من ابنته مريم تقول له وحشنى جدا يا بابا انا شفت ماما فى الحلم وبتسلم عليك عندها فاضت عيناه بالدموع واستاذن من رئيسه فى العمل وتوجة الى منزله ويقبل ابنته التى تبكى حزنا على وفاه امها ويبادلها البكاء ليفاجا بها تمسح دموعهةكما كانت تفعل والدتها عندما كان يمرض او يتعرض لازمة فى عمله وبعدها اخذ ابنته فى حضنه واستغرقا فى النوم وبعدها يفاجا بزوجتة الثانية توقظة وتاخذه من احضان ابنته ويتوجه معها الى حجرة النوم لاخذ قسط من الراحة لكنها لم تعطية فرصة وارتدت ملابسها الساخنة وادارت الكاسيت لاغنية هابطة فى محاولة للفت نظر زوجها اليها ونسيان ابنته لكنه لم يهتم بها وكالعادة كانت تفشل فى كل مرة حتى انها طلبت منه الانجاب منه الا انه رفض مؤقتا حتى تكبر ابنته مريم
محمد ظل يبكى عندما علم من ابنته ان زوجتة ضربتها وحبستها فى المنزل بمفردها للخروج لزيارة والدتها ورفضت اصطحابها معها وانتظر محمد عودتها ووبخها الا انها ابلغته كذبا انها عرضت عليها مرافقتها لكنها رفضت وانها مظلومة وتظاهرت بالحنان على ابنته واقتربت منها وقبلتها فى محاولة لكسب ود زوجها والذى صدقها ونجحت زوجته بطريقتها الشيطانية ان يكون زوجها فى صفها ضد ابنته حتى اهملها تماما وكان دائم السهر مع زوجته بالخارج دون ابنته التى كانت تبكى دائما ولا يسمعها حتى حجرتها كان لا يدخلها الا بالايام
محمد لبى رغبه زوجتة فى الانجاب منه ووضعت اول مولود ثم بعد ه ثلاثة اخرين وعندما تاكدت انها تربعت على العرش جندت ابنته للعمل بلقمتها لخدمة اطفالها حتى اهملت دراستها وكان ابوها يضربها على سوء نتيجتها ويقدم الهدايا لاطفاله الاخرين ونسيها حتى التزمت حجرتها ورفضت خدمة زوجة ابيها واطفالها للتركيز فى دراستها الا انها عاقبتها بالضرب وابيها مثلها حتى كرهت حياتها وكانت تبكى بحجرتها ولله شاكيه امرها وتطلب ان تكون بجوار امها التى احببتها وتركتها فريسه لابيها وزوجته
محمد اثناء نومة جائته زوجته فى المنام على غير عادتها غاضبة وطلبت منه ان يرعى ابنتها ويتقى الله فيها وانها لن تكون حببيته محمد قص على زوجته رؤية زوجتة الاولى وحزنها على سوء معاملة مريم وطالبها برعايتها ووعدته كذبا بودها حتى طردتها بعد وصلة من الشتائم
مريم توجهت الى منزل خالتها الوحيدة لعلها ان تجد حضنا دافئا وبات عندها ليليتها ولكن ظروفها الصعبة حالت دون بقائها وطردها زوج خالتها وطالبها بالتوجة الى ابيها فهو بهاى اولى وانتقلت مريم من بيت خالتها الى ملجا للايتام للعمل به بعد ان قصت ظروفها لمديرتة .. محمد ظل يبحث عن ابنته فى كل مكان لكن فشل حتى تلقى اتصالا من سيده تدعوة للحضور الى ملجا الايتام وبتوجهه يشاهد ابنته داخل حجرة نوم مريضة على الفراش فى حالة احتضار يقترب منها يقبل يديها حتى رجليها يطلب منها مسامحتة ويبكى ويرتمى فى حضنها الا انها تمسح دموعه بيديها وتسقط يديها على السرير فيحاول افاقتها لكن يكتشف انها ماتت
يصاب محمد بحالة اكتئاب بعد وفاه ابنته حتى اهمل عمله وتم فصله لعدم حضورة حتى زوجتة استولت على تحويشة عمرة وتركتة وحيدا بدون اى رعاية حتى اطفالة كانوا لا يسمعون كلامة ولا يمسحون دموعة مثل ابنته وكان يجلس معظم الاوقات مع نفسه متذكرا ايامه الجميلة مع زوجته وابنته طالبا من الله المغفرة وكانت دموعة لا تجف ابدا حزنا على فراقهما عندما يتذكرهما حتى اتت اليه زوجته وطفلته فى المنام مبتسمتين يخبراه انهما سامحتاه وانهما فى انتظار حضوره اليه
محمد تقرب الى الله بالطاعة حتى استقرت حالتة وشعر بالرضا وعقب ادائه الصلاة بالمسجد تاخذه سنة من النوم ويحلم بزوجتة وابنته وهما مبتسمتان وعندما يحاول المصلون ايقاظة لاداء صلاة العصر فيكتشفوا وفاته ويتم نقله الى منزله وتغسيلة ودفنة وتملا وجهه البشاشة والنضارة ويقول المغسلون سبحان الله ويتناقل ابناء قريته سيرته على مر السنيين لتكون درساً للظالمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: