تحقيقات صحفيهمقالات القراء

محمد عبدالله يكتب عن الخميس الاسود

190697

وصلوا عبر البحر.. استقبلهم إرهابيو بيت المقدس.. واحتضنهم بعض الأهالي قبل الهجوم بأيام. هذا هو ملخص ما كشفته مصادر أمنية خاصة لمبتدا عن الهجوم الإرهابي ليلة أمس الخميس الذى لا يمكن وصفه سوى بالخميس الأسود.. خميس أسود لم ينفرد بنقل وقائعه سوى قناة الجزيرة على الهواء، وكانت كلمة مباشر على جانب الشاشة وكأنها تزف بشرى سارة لأتباع القناة الحقيرة من القتلة والإرهابيين وسفاكى الدماء.

مذيع الإخوان أعطى إشارة البدء من اسطنبول.. والجزيرة نقلت الهجوم على الهواء
60 إرهابيا دخلوا عبر البحر برفقة ضابط مخابرات تركى
التدريب إيرانى.. الدعم تركى والإشراف أمريكى

كتب- مصطفى الأسيوطي وأحمد نور الدين

الهجوم على المقرات الأمنية والعسكرية فى العريش وقع بطريقتين مختلفتين فى توقيتات متزامنة من خلال إطلاق مجموعة من قذائف الهاون على الفوج 101 حرس حدود، وسقطت القذيفة فى أحد مخازن الذخيرة الموجودة بالفوج ما أدى إلى سلسلة انفجارات مدوية واشتعال النارفى جزء من المبنى وإصابة واستشهاد عدد، لا يقل عن الثلاثين حتى الآن، من أبناء القوات المسلحة نتيجة ضغط الموجة الانفجارية التى خلفتها قذائف الهاون والشظايا المتطايرة منها، إلى جانب الحريق الذى شب فى المبنى.

وأوضحت المصادر أن قذائف الهاون التى أطلقتها المجموعات الإرهابية طالت عددًا من المنشآت العسكرية بخلاف الفوج 101، مثل فندق ضباط القوات المسلحة بالعريش، ومستشفى العريش العسكرى، نتيجة وقوع تلك المبانى فى حيز عمرانى واحد، بينما تعرضت مديرية أمن شمال سيناء ومقر الفوج 101 من الخلف، ومبنى المحافظة، لاستهداف من خلال 3 سيارات مفخخة منها “عربة نقل فنطاس” مخصصة لنقل المياه، كانت مملوءة بالمواد المتفجرة تم الاشتباه فيها من خلال قناصة القوات المسلحة الموجودين على أسطح العمارات الموجودة بجوار مديرية الأمن، الأمر الذى أدى إلى انفجار العربة الفنطاس قبل وصولها إلى مبنى المديرية بأمتار قليلة، ولكن ذلك لم يمنع من أن يخلف الانفجار شهداءً ومصابين نتيجة الكميات الكبيرة من المواد المتفجرة التى كانت داخل العربة، بالإضافة إلى مقتل الانتحارى الذى كان بداخلها، فضلاً عن أن العربتين المفخختين بجوار المحافظة والمنشآت العسكرية تم تفجيرهما أيضًا فى نفس التوقيت، تحت تغطية من قذائف الهاون، التى أربكت صفوف قوات الأمن.

هجمات أخرى وقعت فى توقيتات متزامنة على عدة أكمنة عسكرية وأمنية فى شمال سيناء من بينها كمين الريسة، وكمين الماسورة، وضاحية السلام، وأسفر عن إصابة عدد من أفراد الشرطة والجيش، ووقع الهجوم فى حدود الساعة السادسة والنصف ونشرت خلاله الجماعات الإرهابية كل ما لديها من أسلحة ومعدات وقذائف صاروخية لضمان نجاح التنفيذ ومفاجأة القوات على الأرض بالأعمال الإرهابية الجبانة التى تفتقر إلى المواجهة المباشرة وتعتمد على المقذوفات الموجهة بشكل غير مباشر “الهاون”، والتى يتم إطلاقها على مسافات تصل إلى 4 كيلومترات وتحدث ما يسمى بـ”الضرب المساحى” الذى يصيب أكثر من هدف فى وقت واحد، ويتم إطلاقه من خلال عناصر إرهابية أجنبية مدربة من قبل إحدى الدول الأجنبية، ولا يحتاج الأمر لكثير من الذكاء لمعرفة أن هؤلاء تم تمويلهم بأموال تركية وبتدريب المخابرات الإيرانية فضلا عن رعاية أمريكية، وذلك بحسب ما سبق وأكدته وحذرت منه صحيفة ورلد تريبيون الأمريكية وتحديداً في أبريل الماضي، حيث أكدت آنذاك نقل عناصر جهادية من سوريا لسيناء بأوامر من أوباما شخصياً وهو ما أسفر عن مجازر بحق جنودنا بدءً من الفرافرة ومروراً بكرم القواديس ثم حادثة الأمس التي كانت الأكثر عنفاً ودموية وحقارة.

الطبيعة الجغرافية لشمال سيناء تساعد العناصر الإرهابية فى تنفيذ عملياتهم نظرًا لكثرة الثنايات الرملية والأماكن التى يمكن استغلالها لتوجيه ضربات بقذائف الهاون ضد القوات، علماً أن تجهيز وإطلاق قذيفة هاون لا يستغرق أكثر من دقيقة واحدة ثم يتخفى بعدها العنصر الإرهابى داخل خنادق أو يندمج وسط الأهالى، خصوصا أن العاصر الإرهابية فى تعيش وتندس وسط أبناء سيناء.

إشارة البدء

المذيع الإخوانى محمد ناصر، أعطى مايشبه شارة البدء، عبر شاشة قناة “مصر الآن”، التى تبث من تركيا، وحرض بشكل مباشر على قتل الجنود وقيادات الأمن من الجيش والشرطة في مصر، ووجه سبابا للقيادات السياسية.
كما بدا و كأنه على علم بما سيحدث بتأكيده أن عناصر الإرهاب رصدت أماكن خدمات واستراحات الضباط وقامت بنشر هواتفهم وعناوين منازلهم تمهيداً لاستهدافهم هم وأسرهم.

قبل الفاجعة بـ48 ساعة، نشرت جماعة الإخوان الإرهابية بيانًا عبر موقعها، الرسمى بعنوان “رسالة إلى صفوف الثوار: “وأعدوا..”.
واعتمد بيان الجماعة الإرهابية، على التذكير بمواقف وكلمات زعيمهم حسن البنا، وشرح لشعارهم، السيفان وكلمة “و أعدوا”.
كما أوضح أن “أعدوا” شعار القوة فى القرآن الكريم، والكلمات الثلاث التى كُتبت تحت السيفين تعنى ذلك أيضًا، فـ”الحق” لا بد له من قوة تحميه، و”الحرية” لا توهب ولكنها تُنْتَزع انتزاعًا بالقوة، ولذلك جاءت كلمة القوة بين الحق والحرية.

الجهاد الطويل

طالب البيان من الجميع أن يدرك أن الإخوان بصدد مرحلة جديدة، تستدعى فيها ما كمن من قوتها، وتستحضر فيها معانى الجهاد، وتهيىء النفس وزوجاتهم وأولادهم وبناتهم ومن سار على دربهم لجهاد طويل لا هوادة فيه.

مواصلة الإرهاب

استمر الإرهاب منذ الذكرى الرابعة لثورة يناير، وحتى صدور بيان الجماعة وتحريض المذيع الإخوانى، إلى يوم 28 يناير ذكرى جمعة الغضب، و29 من الشهر نفسه بالعديد من التفجيرات والعمليات الإرهابية.

الفاجعة

في ليلة الخميس نفذ الإرهاب الأسود فعلته الشنعاء، واختتم تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى الأسبوع الأخير من شهر يناير الجارى، بمذبحة بحق ضباط وجنود من القوات المسلحة حيث استهدف عدد من المنشآت الأمنية والعسكرية ليلة الخميس.

البيان الأول

نشر التنظيم الذى يطلق على نفسه الآن “ولاية سيناء”، بيانا بموقع تويتر، ذكر فيه استهدفها لعدد من المنشآت الأمنية، وعدد العمليات التى نفذها خلال شهر مضى، من خلال عناصره الإرهابية.
قذائف الهاون
توالت الأحداث وذكر التليفزيون المصرى أن 10 قذائف هاون وسيارة مفخخة استهدفت مديرية أمن شمال سيناء وكتيبة أمنية، وبعض المنشآت الأخرى.

الجيش يتحدث

قال المتحدث العسكرى العميد محمد سمير، إن قوات الجيش بالتعاون مع الشرطة تعمل على مطاردة عدد من المجموعات الإرهابية بشمال سيناء.
وأضاف المتحدث العسكرى، فى تصريحات خاصة لـ”مبتدا”، أن العناصر الإرهابية استخدمت الهاون فى استهداف مناطق ارتكاز القوات، ومن بعدها تواترت الأخبار عن ارتفاع أعداد الشهداء إلى حوالى 20 شهيدا، بينما لم يصدر بيان رسمى بعددهم حتى الآن.

الرئيس يتابع

من جانبه عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، اجتماعا مع عدد من أعضاء الوفد المصرى المرافق له، خلال زيارته لإثيوبيا، بحث خلاله تطورات الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها مدينة العريش.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن السيسى يتابع الحادث، وأجرى اتصالات من مقر إقامته بأديس أبابا، مع الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمود حجازى، رئيس الأركان، للوقوف على آخر التطورات، وبحث آليات مواجهة مثل هذه العمليات الإرهابى، وقطع الرئيس زيارته في إثيوبيا والعودة إلى القاهرة؛ من أجل متابعة الموقف.
البيان الرسمى

وأصدر المتحدث العسكرى بيانًا بتفاصيل الأحداث قال فيه “نتيجة للضربات الناجحة التى وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء، وفشل جماعة الإخوان الإرهابية والعناصر الداعمة لها فى نشر الفوضى فى الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير المجيدة، قامت عناصر إرهابية مساء الخميس بالاعتداء على بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة، والأجهزة الأمنية بمدينة العريش باستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون”.

الاتهامات

فضلا عن التحريض الإخوان منذ 25 يناير 2015، إلا ان أصابع الاتهام أشارت إلى تورط عناصر خارجية منها حماس، ومجموعات إرهابية خارجية، بمساعدة عملاء من الداخل.

الجزيرة تنقل

نشرت قناة الجزيرة القطرية المساندة لجماعة الإخوان الإرهابية، مقطعا مصورًا لأحداث شمال سيناء الدامية مساء الخميس.
وكتبت الجزيرة على المقطع المصور الذى بثته عبر يوتيوب، وأذاعته عبر شبكاتها الفضائية، “فيديو حصرى للجزيرة للحظة الهجوم على مقرات الجيش فى سيناء ومقتل أكثر من 30 عسكرى”.
وأثار هذا المقطع شكوك العديد من متابعى القناة، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يثير الجدل حول ما إذا كانت الجزيرة تعلم بالتفجيرات الإرهابية، أم أنها على تواصل بالعناصر الإجرامية من أجل الحصول على مثل هذه المقاطع المصورة، وبثها على أنها حصرية، حتى وإن ذكرت القناة أنها حصلت عليه من النشطاء أو المتواجدين أثناء الأحداث، ولكن مصدر عسكرى أكد لمبتدا أن الجزيرة منحت منفذى الهجوم الكاميرات التى تم تصوير التفجيرات بها قبيل وقوعها بأيام.

الهدف المنشود من العملية

إلى جانب إلحاق بعض الخسائر فى الأرواح والمعدات لدى قوات الأمن، إلى أن هناك هدف آخر لعله تشتيت الأمن وجلعه الانتباه إلى جانب واحد، ومواجهة العناصر الإرهابية، في ظل القصف بقذائف الهاون، مما قد يتيح الفرصة لدخول عناصر خارجية أخرى لتنفيذ عمليات متفرقة فى محافظات أخرى.
كما أنه من الواضح أن هدف إفشال المؤتمر الاقتصادى في مارس كان في الحسبان، وإفشال زيارة الرئيس الروسى بوتن القادمة، وهذا ما تسعى له الجماعات الإرهابية فضلا عن إرسال صورة للخارج أن مصر بلا أمان، إلا أن إدانة الدول خصوصا الولايات المتحدة لمثل هذه الأفعال يحبط دائما من آمال الإرهاب، فضلا عن مساندة الشعب وأسر الشهداء، للقوات المسلحة، والتنديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: