تحقيقات صحفيه

خطط «النور» البديلة لخلافة «الإخوان» فى البرلمان

55317721287

 تحقيق / محمد عبدالله

حزب “النور” حاضرا في بيان 3 يوليو التاريخي الذي عزل محمد مرسي وعطل الدستور وعين عدلي منصور رئيسا مؤقتا للجمهورية. وقتها جلس الشيخ جلال مرة، أمين عام الحزب، إلى جوار الإمام الأكبر الشيخ الطيب، والبابا تواضروس، والبرادعي، ومحمود بدر، وقيادات الجيش.

ضم أعضاء الوطنى.. جذب المنشقين

 من الجماعة الإسلامية.. الزيت والسكر..

«تقية برلمانية» مع الإخوان

الحزب السلفى قد يلجأ إلى ساحات

القضاء للدفع ببطلان البرلمان عبر

«وسطاء غير إسلاميين»

 

جلس الذي كان يكفر نصف المذكورين (إن لم يكن كلهم) إلى جوارهم ليتلون معا البيان الأشهر. وبعد شهور من الاجتماع خرج محمود بدر مؤسس تمرد ليقول إن الشيخ مرة بكى أثناء العشاء، ولم يعرف أحد سبب بكائه. قيل أيضا من ضمن ما سرب من كواليس ما كان يحدث خلال الأيام الحاسمة أن الحزب كان متمسكا باستمرار مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. قيل أيضا (ولم يتحقق من هذا) أن المهندس جلال مرة تلعثم قبل إلقائه الخطاب، فقال له عبدالفتاح السيسي (وزير الدفاع وقتها) (تقدم يا شيخ جلال.. إنت عارف معزتكم عندنا قد إيه).

كل هذه التسريبات والأقاويل كانت ولازالت محل شك وريبة في الحزب الذي جس نبض المجتمع (وربما قواعده أيضا) مرارا وتكرارا باعتزاله العمل السياسي والعودة إلى الدعوة من خلال منابر المساجد (وهي أشد خطوة من ممارستهم للسياسة بالمناسبة).

حزب النور، أو لنقل قياداته، تتعامل مع السلطة الحالية بحذر شديد. من جانب هي لا تريد الصدام لأن حزبها بشكل رسمي مؤسس على أساس ديني، وهو ما يهدده بالحل، على غرار حزب الحرية والعدالة. ومن جانب آخر، هي بانتظار رد جميل مواقفها الداعمة للسلطة طوال العام وثلاثة أشهر السابقين (كما تتصور). ورد الجميل كما يتوقع قيادات الدعوة السلفية وقواعدها المنتشرة في ربوع الجمهورية، كراسي البرلمان.

حرب الأوقاف ضد (النور)، في مسألة الصعود على المنابر جعلته يدرك أن لا حل أمامه سوى مجلس (النواب) القادم. لذا، تجده هذه الأيام لا يتورع في التحالف مع (أشد الأعداء بالنسبة لهم) لنيل عدد من مقاعد البرلمان.

هو فشل تماما في جذب التيار الديمقراطي (المحسوب على الثورتين) إلى تحالف يرأسه، وفشل أيضا في جذب أي من الأحزاب المدنية التي اتصل بها، مثل الوفد والمصريين الأحرار، وبالطبع فشل في جذب (الأقباط) برغم أن قانون الانتخابات ينص على ضرورة وجود قبطي ضمن القوائم.

هو الآن يبحث في دفاتر الدولة عن أعضاء الوطني ذوي الشعبية الكبيرة لاجتذابهم ضمن تحالفه لخوض المعركة، ما يضمن له عددا من المقاعد البرلمانية. وكما يواجه الحزب السلفي حربا من القوى المدنية ووزارة الأوقاف والإخوان، يواجه في مسألة التحالفات حربا من نوع آخر مع حزب الوفد. حيث يتنافس الحزبان على ضم كوادر الوطني إلى صفوفه، حيث شهدت الأيام الماضية قيام الغرف المركزية للحزبين ضمت كوادر حزبية تجيد لغة حوار الانتخابات بإجراء العديد من المقابلات الشخصية لأعضاء الحزب الوطنى، ومحاولة إقناعهم بالانضمام إلى قوائم الحزبين، للاستفادة من شعبيتهم الكبيرة، ولخبرتهم بكيفية التعامل في الانتخابات.

أعضاء الوطني ليسوا فقط من يحاول (النور) الاعتماد عليهم خلال فترة الانتخاب، بل يحاول أيضا مع عدد من قيادات الجماعة الإسلامية المنشقين ومشايخ من التيار السلفى المستقلين في الصعيد، بسبب ضعف المجمعات الانتخابية له هناك.

(النور) وكما صرح العديد من قياداته للإعلام في الفترة الأخيرة، يريد تشكيل جبهة إسلامية إصلاحية لتحسين صورة الإسلام السياسي بعد الجرائم التى ارتكبتها الجماعة الإسلامية والإخوان خلال الفترة الأخيرة. بالتأكيد هذا هو السبب المعلن، لكن ما خفي كان أعظم.

وعلى خطى الإخوان في التعامل مع الانتخابات الماضية، قام أعضاء حزب النور في خطتهم لجذب مزيد من القواعد في المحافظات، بتوزيع شنط غذائية تحتوي على مجموعة من السلع الاستهلاكية (أرز وسكر وشاي وزيت)، على المواطنين، واستخدم شعارات انتخابية على أغلفة السلع الاستهلاكية، مثل (أرز النور معًا على طريق النور!).

وكما أكد يونس مخيون، رئيس الحزب، في تصريحات صحفية عديدة، أن حزبه قرر عمل ثلاثة اجتماعات أسبوعية لمجلسه الرئاسى والهيئة العليا للانتهاء من قوائمه الانتخابية، ووضع برنامج انتخابى وحملة إعلامية ضخمة للدعاية، وكيفية تمويليها، حيث أن الحزب يعاني من ضائقة مالية، بسبب رقابة الدولة الصارمة على أموال التبرعات الآتية من الخارج.

(النور) قد يلجأ للخطة البديلة، وهي سياسة (فيها لأخفيها). حيث يصرح قياداته من حين لآخر أنه معترض على قانون الانتخابات، وأنه سيحرم قطاعا كبيراً من الشباب من خوض الانتخابات بسبب التكاليف الباهظة للانتخابات، لذا فإنه سوف يكون حكراً على رجال الأعمال، وأصحاب النفوذ، وذوي الوجاهات وكبار العائلات والقبليات وأن البرلمان المقبل مهدد بعدم الدستورية، وهو ما يشير إلى تصديه قضائيا (عبر وسطاء غير إسلاميين) لحل البرلمان المقبل.

أما الخطة الأخيرة للنور، فهي الاستعانة بقيادات الصف الثاني والثالث من الإخوان، وهي خطة مستبعدة للعداوة التي استحكمت بين الطرفين بعد 30 يونيو 2013، إلا إذا مارست الجماعة مبدأ (التقية) البرلمانية!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: