بعد هجوم مدينة “سوروج” التركية على يد تنظيم “داعش” الإرهابي واشتباكات بين جنود الشرطة والإرهابية على الحدود السورية، دفعت الحكومة التركية بتعزيزات عسكرية على الحدود، في إعلان ببدئها الحرب بشكل جدي على التنظيم الإرهابي ومحاولةً خفية للتوغل في الأراضي السورية لمحاربة الرئيس السوري “بشار الأسد”.
وقُتل جندي تركي وأصيب آخر، اليوم، في اشتباكات بين تنظيم “داعش” الإرهابي على الحدود السورية التركية، ذلك بحسب ماقاله مسئولون أتراك لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
وأكدت الصحيفة أنه في وقت سابق، قتل ضابط شرطة تركي وأصيب آخر في مدينة ديار بكر التي يسكنها أغلبية كردية. ولفتت الصحيفة إلى تصاعد وتيرة العنف بين تنظيم داعش والجنود الأتراك في الفترة الأخيرة، فشهدت مدينة سروج يوم الاتنين الماضي تفجيرًا انتحاريًا قام به عناصر التنظيم وأسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
بعد تصاعد التوترات على الحدود السورية التركية، دفعت الحكومة التركية بتعزيزات عسكرية جديدة بعد التفجير الذي شهدته ولاية شانلي منذ أيام، وسط أنباء عن عملية عسكرية وشيكة بالداخل السوري.
وتوجهت تعزيزات عسكرية قادمة من قيادة الفوج الخامس المدرع في ولاية غازي عنتاب التركية (جنوب)، وصلت إلى المنطقة الحدودية مع سوريا في ولاية كيلس (جنوب).
وضمت التعزيزات رتلًا من المركبات العسكرية، انضمت إلى الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود السورية في قضاء “أل بيلي” التابع لكليس.
وكانت القوات المسلحة التركية، قد نشرت خلال الأسابيع الماضية، دبابات، وعربات قتالية مدرعة، وأنظمة دفاع جوي، إضافة إلى جنود، عند النقاط الحدودية بقضاء “أل بيلي” المذكور.
قالت هيئة الأركان العامة للجيش التركي على موقعها الإلكتروني، إنها قتلت متشددًا من تنظيم داعش، وقصفت 3 عربات تابعة للتنظيم، اليوم الخميس، بعدما رد الجيش على إطلاق نار عبر الحدود مع سوريا.
هاجمت المجلة “القسطنطينية”، تصدر باللغة التركية، في عدد من مقالاتها رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، واصفة إياه بالطاغوت، واتهمته بأنه يدعم من وصفتهم ” بالمرتدين” في سوريا، في إشارة إلى الجيش الحر وجيش الفتح.
وفي سياق منفصلٍ بدأت إذاعة بيان التابعة للتنظيم، ببث نشرة الأخبار باللغة التركية، ليصل عدد اللغات التي تعمل بها الإذاعة إلى 6 لغات.
أفادت صحيفة “أكشام” التركية، أن اتفاقا تركيّا أمريكيّا سيسمح للقوات الأمريكية باستخدام قاعدة “إنجرلك” الجوية بشكل محدود داعش مقابل أن تساند الولايات المتحدة تركيا في إقامة منطقة عازلة في حال تعرّضت المناطق التي تصفها تركيا بالخط الأحمر للمخاطر.
لكن متحدثا باسم البيت الأبيض رفض الإفصاح عما إذا كانا قد توصلا إلى اتفاق جديد بخصوص استخدام تلك القاعدة، فيما وذكرت وسائل إعلام تركية أنه تم وضع اللمسات النهائية على اتفاق بهذا الشأن الليلة الماضية.
وأكدت وكالة “سبوتنك” الروسية، أن الهدف من العملية العسكرية التركية بسوريا هو حماية الأراضي التركية من الجماعات المتطرفة ومسلحي داعش إلى جانب مواجهة القوات الكردية خوفا من تأسيس دولة لهم على الحدود وخصوصا بعد تحقيقهم تقدما ملحوظا في حربهم ضد داعش مما ينذر باحتمالية توجههم نحو كردستان التركية.
وأشارت سبوتنك إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أنه يسمح بتأسيس دولة كردية على حدودها الجنوبية حيث أكد أنه سيبذل كل ما بوسعه لإفشال هذه الخطة مهما كان الثمن وهو ما اعتبرته دليلا على نيته شن هجوم على سوريا تحقيقا لأهدافه.
حلم أردوغان
يرى المراقبون أن “أردوغان” يتخذ من مواجهة “داعش” والتدخل تدريجيًا في الأراضي السورية ذريعة للقضاء على نظيره السوري “بشار الأسد”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.