مقالات القراء

الناشط السياسى يوسف القرضاوى بقلم د. محمد فريد الصادق أستاذ القانون الدستور

index1526577_578486128901934_374237655_n

 

من يقرأ مؤلفات الدكتور يوسف القرضاوى وأبحاثه الشرعية .. ويقارنها
بآرائه الأخيرة فى السياسة والشأن العام المصرى .. يستطيع دون عناء أن يفرق بين مرحلتين :
المرحلة الأولى : مرحلة الإنقطاع للعلم والحرص على وصوله للناس ،
كان د.القرضاوى
عالما جليلا وأستاذا كبيرا يحظى بمكانة مرموقة فى عقول وقلوب الناس .
المرحلة الثانية : مرحلة الناشط السياسى يوسف القرضاوى الذى
أصدر فتوى بعنوان : وجوب المقاطعة ، قال فيها : ( من يصوت على الدستور
لايصح ايمانه ، وإن كان شريفا ، فقد تلطخت مبادئه .. والدستور
يصادر الهوية الإسلامية ، وينتقص من الشريعة ، ويلغى كل
الضوابط الشرعية والإخلاقية ، ويعادى الدين ، ويبيح سب الأنبياء ، ويتنكر
للإسلام ومبادئه ، ويحارب الفضيلة )
ويبدو لى كمتخصص فى القانون الدستورى أن د.قرضاوى لم يقرأ الدستور
أو حتى يطلع عليه ، وإنما قرىء له ، أو نقل إليه أن الدستور
يسىء للشريعة .. والحق الذى لامرية فيه أن الدستور المصرى
الجديد أورد عدة نصوص تؤكد إلتزامه بالشرع
واحتفائه بالشريعة والدين ، ودليلى على ما أقول مايلى :
أولا : المادة الثانية من الدستور التى تقول : الإسلام دين الدولة ، واللغة العربية
لغتها الرسمية ، ومبادىء الشريعة الأسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع .
والنص واضح لايحتاج الى شرح أو تفصيل ، والمعنى أنه لايمكن
لأى سلطة فى مصر أن تصدر قرارا أو قانونا يخالف نصا قطعى الثبوت
قطعى الدلالة ، مثل آيات المواريث مثلا ، فقد وردت فى القرآن واضحة
قاطعة لاتحتاج الى اجتهاد .
ثانيا : المادة العاشرة التى تنص على أن : الأسرة
أساس المجتمع ، قوامها الدين والأخلاق والوطنية ، وتحرص الدولة على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها .
ثالثا : المادة 24 التى تعتبر الدين مادة أساسية
يضاف للمجموع ، حيث قالت : اللغة العربية والتربية
الدينية والتاريخ الوطنى بكل مراحله ، مواد أساسية
فى التعليم قبل الجامعى والخاص .
هذا بالاضافة  الى النص على أن الأزهر الشريف هيئة أسلامية
علمية مستقلة ، يختص دون غيره بالقيام على
كافة شئونه ، وهو المرجع الأساسى فى العلوم ا
لدينية والشئون الإسلامية ، ويتولى مسئولية الدعوىة
ونشر علوم الدين واللغة العربية فى مصر والعالم ، وتلتزم
الدولة بتوفير الإعتمادات المالية الكافيى لتحقيق أغراضه ، وشيخ
الأزهر غير قابل للعزل ، ويختار من بين أعضاء هيئة كبار العلماء
ونعود لنسأل د.قرضاوى : أين اساءة الدستور للشريعة والإنبياء ؟
يادكتور قرضاوى ، ماكتبته أنت عن الدستور لايكتب من قبل
طالب علم ، وإنما من قبل ناشط سياسى ينتصر لرأيه
بغض النظر عن الحقيقة الواضحة .. وفقنا الله واياك الى العودة
الى الحق وجادة الصواب ، والحمد لله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: