الشارع السياسى

تعزيز التعاون المشترك يتصدر قمة السيسى – البشير .. و الزعيمان يؤكدان حرصهما على مواصلة التنسيق والتشاور

متابعه محمدعبدالله

استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم بمطار القاهرة الدولي الرئيس السوداني عُمر البشير الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر.

وقد اصطحب سيادته الرئيس السوداني إلى قصر الاتحادية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين.

وصرح السفير بسام راضي المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الرئيس عُمر البشير استهلها بالترحيب به في وطنه مصر، مؤكداً ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية وعوامل ثقافية واجتماعية مشتركة وممتدة لآلاف السنين.

كما أشاد سيادته بالتطورات الإيجابية التى تشهدها العلاقات بين البلدين مؤخراً على مختلف المستويات ، مشيراً إلى انعقاد الاجتماع الرباعى الذي ضم وزيري الخارجية ورئيسي جهاز المخابرات في البلدين بالقاهرة الشهر الماضي، والذي تم خلاله مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين بشفافية كاملة.

وأكد السيد الرئيس أيضاً حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع السودان من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة القادمة والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات في كافة جوانبها وتحقيق نقلة نوعية تلبى طموحات شعبي وادي النيل الشقيقين.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السوداني أعرب من جانبه عن تقديره لحفاوة الاستقبال وسعادته بزيارة مصر، مؤكداً ما يجمع بين البلدين الشقيقين من علاقات أخوية تاريخية، ومرحباً بتفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يحقق التكامل بين جهود البلدين التنموية.

كما رحب الرئيس “عُمر البشير” بالتشاور المستمر بين البلدين، مؤكداً ما يعكسه ذلك من خصوصية العلاقات التي تربط بينهما، وأشار الرئيس السوداني إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات، بما في ذلك على الصعيد الأمني.

وذكر السفير بسام راضي أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، حيث تم الاتفاق على ضرورة تعظيم التعاون الاقتصادي وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، وخاصةً في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني والنقل والبنية التحتية، فضلاً عن إقامة مشروعات حيوية بين البلدين تندرج تحت مفهوم الشراكة الاستراتيجية بينهما، وفى هذا الإطار تم التأكيد على أهمية الإسراع بتنفيذ المشروع الخاص بالربط الكهربائي بين مصر والسودان.

وقد أعرب السيد الرئيس خلال المباحثات عن حرص مصر البالغ على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها، مشدداً على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال بين البلدين فاعلة ومنفتحة في إطار من الشفافية والمصداقية.

كما أوضح سيادته أن المتغيرات والظروف التي تحيط بالمنطقة وطبيعة الأوضاع السياسية وحجم التحديات الأمنية، تفرض ضرورة التوحد صفاً واحداً ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات دولنا وتحصينها من أية محاولات للنيل من مقدراتها، وذلك إرساءً لمبدأ أن الأمن القومي لدول وادي النيل كل لا يتجزأ، وقد اتفق الرئيسان في هذا الإطار على تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين من خلال اللجنة الأمنية التي تم تشكيلها بين البلدين.

وقد عقد الرئيسان عقب انتهاء المباحثات مؤتمراً صحفياً مشتركاً القى فيه الرئيس السيسى كلمة فيما يلى نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم

” فخامة الأخ العزيز عمر البشير ، السيدات والسادة،، اسمحوا لي أولا أن أرحب بأخي فخامة الرئيس البشير والوفد السوداني المرافق له في بلدهم مصر،ونؤكد على علاقات الأخوة الأزلية والروابط المشتركة التي تجمع بين شعبي وادي النيل ،وإدراكهما لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة وتعظيم مساحات التعاون المشترك، بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقي إلى طموحات الشعبين ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعلاقات وطيدة اجتماعية وثقافية وأيضا سياسية وأمنية واقتصادية”.

” السيدات والسادة .. تأتي هذه الزيارة الكريمة من الأخ الرئيس عمر البشير والوفد المرافق لتعكس الروح الإيجابية بين البلدين والحرص التام على تعزيز التشاور وتوثيق أواصر التعاون في مختلف المجالات وتعزيز التشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

” وقد تناولت مع الرئيس البشير في المحادثات الأخوية بيننا سبل تعزيز المصالح المشتركة في ظل الاحترام الكامل للشؤون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتوثيق الثنائي إلى أعلى مستوى على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما”.

” واتفقنا كذلك على أهمية العمل على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتوثيق في مختلف المجالات والقضايا التي تهم البلدين وبحث الفرص المتاحة وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين، ومن بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية واللجنة القنصلية واللجنة العسكرية ولجنة المنافذ الحدودية وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية ولجان أخرى عديدة تعمل على تذليل أي صعوبات أو تحديات أمام تلك العلاقة الأخوية العميقة “.

وتابع السيسي ” اتفقنا أيضا علي الحفاظ على دورية انعقاد هذه الأليات بصورة منتظمة وبما يؤمن تعزيز مصالح البلدين ومعالجة أي شواغل أو تحديات قد تطرأ أمامها، كما أكدنا اعتزام البلدين على المضي في طريق تعزيز التعاون بمجالات الطاقة والربط الكهربائي والربط البري والجوى والبحري ومشروعات البنية التحتية والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين ” .

وأكمل الرئيس ” وفى ضوء أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعبي وادي النيل فقد أكدنا عزمنا العمل معا ومع الأشقاء في إثيوبيا للتوصل إلي شراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف ومواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الأثيوبية حول سد النهضة التي عقدت فى أديس أبابا في إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ الموقع بالخرطوم في 23 مارس 2015 ، اتفقنا كذلك على بدء الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسى البلدين خلال العام الجاري في الخرطوم حيث عقدت اللجنة الأخيرة في القاهرة عام 2016 ” .

واختتم الرئيس قائلا ” فخامة الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان الشقيق مرة أخرى أرحب بكم ضيفا عزيزا على مصر مؤكدا سعادتي الكبيرة بالالتقاء بكم اليوم، ومعربا عن تطلعى لمزيد من تفعيل علاقات التعاون الوثيقة بين بلدينا في مختلف المجالات، لتستمر العلاقات بين بلدينا تعبيرا صادقا على اسمى معانى الأخوة والمصير المشترك وتحقيق المصلحة المشتركة لشعبينا الشقيقين.. وفي النهاية أشكركم ” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: