الشارع السياسى

تفاصيل زيارة ولي العهد السعودي لمصر ولقائه بالرئيس السيسي

كتب//محمد عبدالله

تستقبل مصر، اليوم الأحد، صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولى العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، فى زيارة تاريخية إلى وطنه الثانى، وهو التعبير الذى أكدت عليه كافة الأوساط الرسمية والسياسية والشعبية، ترحيبًا بزيارة الأمير السعودى الشاب الذى يسهم فى قيادة بلاده نحو نمو وازدهار وتطور.

ويصل صاحب السمو الملكى، إلى القاهرة، فى زيارة تستغرق 3 أيام قبل أن يتوجه إلى بريطانيا والولايات المتحدة، وذلك فى أول زيارة خارجية له منذ توليه منصب ولى عهد الملكة العربية السعودية فى يونيو 2017، حيث أولى اهتمامه بأن تكون مصر هى المحطة التى تنطلق منها جولته الخارجية لبحث أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز علاقات السعودية مع الدول التى سيزورها، هذا إلى جانب البحث عن جذب استثمارات جديدة للمملكة العربية السعودية.

فشل محاولات إفساد العلاقات بين مصر والسعودية

وزيارة الأمير السعودى الشاب إلى القاهرة لها عدة دلائل، إضافة إلى أنها تحمل فى طياتها عدة ملفات هامة ستطرح على طاولة المناقشات خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، ولعل البداية تأتى انطلاقًا من تأكيد الزيارة على قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين القاهرة والرياض، وفشل كافة المحاولات على مر العقود الماضية فى إفساد علاقات البلدين، خاصة الفشل الزريع لمحاولات قناة الجزيرة وكل قنوات الشر الإخوانية، فى التأثير على العلاقات المصرية ودول مجلس التعاون الخليجى، وعلى رأسها السعودية.

السيسى وولى العهد السعودى يبحثان العلاقات الثنائية للبلدين

وعلى رأس قائمة المباحثات التى ستجمع الرئيس السيسى، وولى العهد السعودى، تتصدر مناقشات أوجه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها فى مختلف المجالات، فضلاً عن تعزيز علاقات الأخوة والصداقة التى تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وذلك فى وقت ينظر فيه إلى الزيارة باعتبارها شاهدًا على المكانة التى تحظى بها مصر فى قلوب السعوديين، فضلًا عن كونها تعبيرًا عن متانة العلاقة القائمة بين القيادتين.

وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض، يشكل رسالة جلية، بقدرة البلدين على التصدى للتحديات المختلفة برؤية موحدة، تحقق مصالح الشعبين الشقيقين، وذلك فى سياق ما تحقق خلال الفترة الماضية من خطوات مهمة على طريق تطوير وتعزيز التعاون المشترك، خاصة وأن السعودية تقف مع مصر فى مختلف القضايا، لاسيما ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، فى التأكيد المستمر للرياض على تأييدها الكامل لجهود الجيش المصرى لدحر القوى الإرهابية فى سيناء، كما تدعم مصر السعودية فى حربها فى اليمن ضد جماعة الحوثى المدعومة من إيران.

الأمن القومى العربى هدف استراتيجى لمصر والسعودية

والسمة الأساسية للعلاقة التى تربط مصر والسعودية، ترتكز على تنسيق وتشاور دائمين بين البلدين الشقيقين، حيث يحرص الجانبان المصرى والسعودى على إقامة علاقات ودية وطيبة بينهما، ويتفقان على رفض أى تدخل خارجى فى الشئون العربية الداخلية، وكل ما يمس الأمن القومى العربى ويهدد استقرار الدول العربية، فالأمن القومى العربى هدف استراتيجى لكل منهما، ففى حين تنظر مصر للسعودية بأهمية بالغة لوقوعها فى الامتداد الجغرافى الذى يمثل الفضاء الحيوى والاستراتيجى لمصر فى دائرتين أساسيتين متداخلتين من دوائر السياسة الخارجية المصرية الثلاث (العربية والإسلامية والأفريقية)، تعتبر السعودية المساس بمصر، مساسًا بالإسلام والعروبة ومساسًا فى ذات الوقت بالمملكة، وأنه مبدأ لا تقبل المساومة عليه أو النقاش حوله تحت أى ظرف من الظروف، لذا يشترك البلدان فى أهداف السياسة العربية، وهى مجموعة من الأهداف المرتبطة بالأوضاع الأمنية والعسكرية الحالية فى المشرق العربى، وشبه الجزيرة العربية، وليبيا، وهو أمر ضرورى، حيث مفهوم الربط بين أهداف المرحلة الحالية وأهداف أعمق وأبعد مدى تتعلق بشكل المنطقة مستقبلًا.

مصر والسعودية تبحثان القضايا المركزية المشتركة

وتوقيت زيارة الأمير السعودى الشاب إلى القاهرة، يتزامن مع اتخاذ الجانبان العديد من المواقف المشتركة لمواجهة مخططات تقسيم دول المنطقة، فضلًا عن أن البلدين إلى جانب الإمارات والبحرين، اتخذا قرارا بمقاطعة قطر لتدخلها فى الشئون الداخلية للدول الأربع، وكذا دعمها للجماعات الإرهابية فى المنطقة التى تهدف إلى تدمير الدول المستقلة وزعزعة أمنها واستقلالها.

وفى هذا الإطار سيكون ضمن أولويات مباحثات الرئيس السيسى، والأمير محمد بن سلمان، مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأهمية تعزيز التعاون والتضامن العربى للوقوف صفًا واحدًا أمام التحديات التى تواجه الأمة العربية، وإنهاء الأزمات التى يمر بها عدد من دول المنطقة، بما يسهم فى استعادة الأمن والاستقرار بتلك الدول.

القضية الفلسطينية فى قلب المباحثات المصرية السعودية

وتحاط زيارة ولى العهد السعودى، إلى القاهرة، بتوقعات وآمال كثيرة بأن تعود بالخير على الشعبين، فضلًا عن سائر شعوب المنطقة التى ترى فى تعاون البلدين إنقاذًا لها من أزماتها، وانطلاقًا من تلك القاعدة، فإن المباحثات الثنائية بين الرئيس السيسى، والأمير محمد بن سلمان، ستتضمن القضايا المركزية فى السياسات المصرية والسعودية، مثل فلسطين واليمن وسوريا، إلى جانب التدخل الإيرانى فى شئون الدول العربية، حيث سيتم بحث سبل تحجيم أيدى إيران عن العبث بأمن المنطقة العربية والتدخل فى الشئون الداخلية لدولها.

ورغم اهتمام مصر والسعودية، بكافة الأزمات والقضايا المنطقة، إلا أن القضية الفلسطينية تمثل الملف المحورى الذى تركز عليه قيادة الدولتين على مدار سنوات طويلة، بل وكافة القادة العرب أيضًا، وينتظر أن يبحث خلال الزيارة ملف اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، بالقدس، عاصمة لإسرائيل، وعزمها نقل سفارتها إليها منتصف شهر مايو القادم.

تعاون بين القاهرة والرياض لمكافحة كافة أوجه الإرهاب

كما تجتمع القاهرة والرياض، على قضية تشغل بال العالم أجمع، وهى مكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره، وكون مصر والسعودية، هما أكبر قوتين فى المنطقة العربية، ويربطهما تعاون مشترك كبير فى هذا الملف بهدف دحر الجماعات الإرهابية ومموليها، فإن هذه الزيارة تشكل رسالة لداعمى الإرهاب، بأن البلدين مصممان على التصدى لتلك الظاهرة التى تمثل خطرًا على مختلف الشعوب، حيث أن استمرار التعاون بين السعودية ومصر كفيل لإفشال مخططات قوى الشر للنيل من استقرار وأمن شعوب العربية.

وبذكر الإرهاب لا يمكن إغفال دور قطر فى دعم الجماعات المتطرفة فى المنطقة، لذا فإن الزيارة ستشمل بحث ملف المقاطعة مع قطر، وموضوع مكافحة الإرهاب وتوحيد الجهود للقضاء عليه بكل الصور، حيث يواصل الجيش المصرى عملية “سيناء 2018” ضد الإرهابيين فى شبه جزيرة سيناء، خاصة وأن الرئيس السيسى، كان قد عرض فى شهر مايو الماضى، خلال مشاركته فى أعمال القمة العربية الإسلامية التى شارك فيها الرئيس الأمريكى ترامب، استراتيجية شاملة لمواجهة خطر الإرهاب من خلال تكثيف الجهود الدولية الساعية لوقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين وتوفير الملاذ الآمن لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: