الشارع السياسى

الرئيس السيسي يعقد جلسة مباحثات مكبرة مع رئيس الوزراء المجري

FB_IMG_1464799101567

كتب/محمد عبدالله

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات مع رئيس وزراء المجر فىكتور أوربان، بمقر قصر الاتحادية بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع.

وحضر المباحثات، “سامح شكرى وزير الخارجية، وسحر نصر وزيرة التعاون الدولى، وطارق قابيل وزير التجارة والصناعة، وجلال سعيد وزير النقل، وعمرو الجارحى وزير المالية، وداليا خورشيد وزيرة الاستثمار”، ومن الجانب المجرى “وزراء الخارجية والتجارة، والاقتصاد الوطنى، والتنمية الوطنية، والدفاع، والزراعة، الذين يمثلون نصف أعضاء الحكومة المجرية”.

وعقد الرئيس لقاءً ثنائيًا مع رئيس الوزراء المجرى بحضور رئيس مجلس الوزراء، ووزيرى خارجية البلدين، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور أعضاء الوفد “المصرى – المجرى”.

وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن السيسى رحب برئيس وزراء المجر فى زيارته الأولى للقاهرة، مشيدًا بما شهدته العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين منذ عام 1939 من تطور ملحوظ خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أهمية العمل على تنمية التعاون المشترك خلال الفترة القادمة فى مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادى.

وأشار الرئيس إلى زيارته إلى المجر خلال العام الماضى مثلت نقطة انطلاق جديدة للعديد من مجالات التعاون بين البلدين، أكدتها زيارة رئيس الوزراء المجرى للقاهرة، قائلا: “تشهد الفترة المقبلة متابعة لما تم الاتفاق عليه خلال الزيارتين”.

كما أشاد السيسى بمواقف المجر الداعمة للإرادة الحرة للشعب المصرى وخياراته المستقلة، فضلا عن تفهمها لطبيعة التطورات التى مرت بها مصر خلال السنوات القليلة الماضية.

من جانبه، أعرب رئيس وزراء المجر عن سعادته بزيارة مصر، مشيدًا بعلاقات الصداقة الوطيدة والتاريخية التى تجمع بين البلدين، وما شهدته تلك العلاقات الممتدة من تفاهم مستمر ودعم متبادل، موضحًا أن تلك العلاقات لم تشهد خلافات على مدى 70 عامًا.

وأشاد أوربان بما حققته مصر من استقرار سياسى وتقدم اقتصادى على مدار العامين الماضيين، كما أعرب عن تقدير بلاده لدور مصر المحورى وإسهامات قيادتها السياسية المُقدرة فى مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذى ينعكس إيجابيًا على تحقيق مزيد من الأمن والاستقرار لأوروبا.

وأوضح السفىر علاء يوسف، أن السيسى استعرض خلال المباحثات سُبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وكيفىة الاستفادة من الخبرات المجرية المتقدمة فى المجالات المختلفة، معربًا عن التطلع لعقد الاجتماع المقبل للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى فى القاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادى والعمل على تنميتها.

وفى هذا الصدد، أشار رئيس الوزراء المجرى إلى أهمية زيادة التبادل التجارى بين البلدين ليرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بينهما على الأصعدة السياسية والثقافية والتعليمية، مؤكدًا ضرورة العمل على مضاعفته فى المرحلة المقبلة لاسيما فى ضوء توافر الإمكانيات اللازمة لذلك لدى كل منهما.

ولفت إلى أن الوفد المرافق له يضم عددًا كبيرًا من ممثلى مجتمع الأعمال المجرى و70 من كبريات الشركات المجرية، قائلا إن منتدى الأعمال “المصرى – المجرى” الذى ستُعقد جلسته الافتتاحية مساء اليوم سيشهد مزيدًا من المناقشات الاقتصادية من أجل التعرف عن كثب على الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة فى مصر.

وأضاف المتحدث الرسمى أن السيسى شدد على أهمية تطوير التعاون فى المجال السياحى والعمل على تشجيع السياحة المجرية لمصر، معربًا عن التقدير لتقديم المجر 100 منحة سنويًا للمواطنين المصريين للدراسة بالجامعات المجرية فى إطار البرنامج التنفىذى للتعاون الثقافى والتعليمى بين البلدين، منوهًا باعتزام مصر الاستفادة الكاملة من تلك المنح مع تطلعها لاستمرار هذا البرنامج وتطويره فى المجالات العلمية كأحد أهم محاور التعاون الثنائى.

وقد أعرب رئيس وزراء المجر فى هذا الإطار عن ترحيب بلاده واستعدادها لزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلبة المصريين للدراسة فى المعاهد والجامعات المجرية.

وأكد أهمية التواصل بين الشباب فى البلدين لما يتيحه ذلك من إمكانيات مضاعفة التعاون بين البلدين فى المستقبل، فضلاً عن التواصل الثقافى والحضارى بين البلدين والذى يمثل نموذجًا للتفاهم بين الإسلام والمسيحية.

كما رحب السيسى باتمام صفقة عربات القطارات، والتى ستقوم المجر بموجبها بتوريد 700 عربة لمصر بتكلفة تبلغ مليار يورو، فضلاً عن توفىر التدريب والدعم الفنى، لافتًا إلى تطلع مصر لترسيخ تعاون مشترك طويل الأجل مع المجر فى هذا المجال بما يشمل الارتقاء بجودة التصنيع المحلى وزيادة الاعتماد عليه.

وأشار رئيس الوزراء المجرى فى هذا السياق إلى رغبة بلاده فى تدريب وتأهيل العمالة المحلية المصرية فى مجالات التعاون التى تشهد تقدمًا ملحوظًا بين البلدين ومن بينها السكك الحديدية، مشيدًا بما تشهده مصر على صعيد التنمية الزراعية وحرصها على تنفيذ مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، مُعربًا عن ترحيب المجر بنقل خبراتها فى المجال الزراعى إلى مصر.

ووجه رئيس الوزراء المجرى التهنئة لمصر، قيادة وشعبًا، على شروعها فى بناء أول مفاعل نووى فى محطة الضبعة لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، لافتًا إلى خبرات بلاده الكبيرة فى هذا المجال، وإمكانية التعاون لتدريب الكوادر المصرية العاملة فيه، كما نوَّه بأهمية التعاون فى المجالات التى تمتلك فيها بلاده خبرة متميزة ومن بينها معالجة المياه، وتطوير نظم الصرف الصحى.

وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أشار إلى جهود مصر فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، لافتًا إلى أهمية تبنى منظور شامل يتضمن الأبعاد التنموية والثقافية والدينية فى إطار التصدى للفكر المتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الجهود الدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والعمل على تجفيف منابعه ومعالجة الأسباب التى تؤدى إليه.

كما شهد اللقاء استعراضًا للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك لاسيما الأوضاع بالدول التى تتعرض لأزمات بالمنطقة، وسُبل التوصل لحلولٍ سياسية لتلك الأزمات بما يحفظ وحدة هذه الدول وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية.

وفى هذا الصدد، توافقت رؤى الرئيس ورئيس الوزراء المجرى على أهمية تحقيق الاستقرار فى ليبيا، ولفت الجانبان إلى أهمية دعم حكومة الوحدة الوطنية فى ليبيا، وتمكين الجيش الليبى من بسط السيطرة والأمن على الأراضى الليبية والاضطلاع بمهامه فى مكافحة الإرهاب، فضلاً عن أهمية وقف دعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: