تحقيقات صحفيه

فن السجاد اليدوي بببنى سويف.. حرفة عريقة فى طريقها للانقراض

الشناوية هى إحدى القرى التابعة لمركز ناصر بمحافظة بنى سويف مساحتها حوالى50 ألف متر مربع ويقطنها حوالى 150 ألف نسمة وتشتهر بالصناعات اليدوية المتعددة ويحدها من جهة الشرق نهر النيل ومن جهة الغرب الطريق الزراعى مما يساعد على عملية التسويق التجارى لصناعاتها الحرفية المختلفة.

ومن أبرز الصناعات اليدوية التى تتميز بها الشناوية صناعة السجاد والكليم اليدوى تلك الحرفة التى توارثت من الأجيال القديمة الماهرة والتى اشتهرت بدقة التصنيع ومهارة العقدة وذاعت شهرتها بمنطقة الشرق الأوسط حتى وصلت للمستوى العالمى ولكنها تواجه الآن شبح الانقراض.. وللتعرف على تاريخ هذه الحرفة المتميزة وتطورها وسبب التخوف من انقراضها تحدثنا مع العاملين بهذه المهنة فى هذا التحقيق.

نشأة صناعة السجاد اليدوى بالشناوية

فى البداية يقول يوسف بدر عامل بقسم التشغيل بوحدة الشناوية لصناعة الكليم إن وحدة الكليم والسجاد فى الشناوية أنشأت فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر فى 1/5/1961 وكان الهدف من إنشاء المشروع هو تدريب المتسربين من التعليم والأميين من الجنسين على صناعة الكليم والسجاد حيث كانت صناعة مزدهرة آنذاك وهى صناعة يدوية معروفة مثل تشغيل المعادن وتشكيل النحاس وغيرها من الصناعات اليدوية الشهيرة وكان يقوم بعملية التدريب مدربين على مستوى عالى ملمين بكيفية صناعة السجاد والكليم بمساعدة الجمعية الصناعية وقتها وأمدتهم بالرسومات والخامات والمدربين المتميزين.

وبدأت صناعة السجاد اليدوى بصناعة السجاد 9 عقدة وتطورت حتى وصلت إلى 81 عقدة وسعر السجادة اليدوى يزيد على الألف جنيه وهناك سجادة يصل سعرها إلى 3 آلاف جنيه حسب تركيبة عقدة العامل فى الشكل المنفذ على خيوط الرول وفى بعض الأحيان كان يصل سعر المتر المربع إلى 5 آلاف جنيه إذا كانت السجادة من الحرير الطبيعى.

ونظراً لدقة هذه الأنواع من السجاد كان يتم اختيار الخامات من القاهرة وخارجها من دول أخرى مثل نيوزيلندا وإيران والمتر المربع لصناعة السجاد يتطلب 800 جرام من خيط السيداء سواء كان قطنا أو صوفا أو حريرا ثم 4 كيلو من الصوف أو الحرير ثم 1 كيلو تفويت ويتم عمل مقايسة لأى سجادة بناءاً على هذه الكميات فى سعر الكيلو فى جنيه زائد أجرة العامل ويوجد أنواع أخرى للسجاد اليدوى مثل الشروان والكازاك والتوبس والحرير ويتراوح سعر المتر المربع للكازاك من 400 إلى 450 جنيه أما الشروان 800 جنيه والتوبس من 900 إلى 1200 جنيه وأما الحرير فمن 3000 إلى 3500 جنيه.

مميزات السجاد اليدوى

يتميز السجاد اليدوي بالمتانة والدقة والجمال فى الشكل إلى جانب زيادة عمر السجادة الافتراضى بالإضافة أنه آمن على الصحة بعكس السجاد الحديث المصنوع بطرق آلية وبه أضرار صحية أكدها الأطباء نتيجة استخدام نوعيات من الخيوط فى صناعته تحتوى على مواد رغوية ولزجة مضرة قد تصيب بالحساسية الصدرية خاصة بالنسبة للأطفال.

إلى جانب أن غسيل السجاد اليدوى يختلف عن الصناعى بحيث أن السجاد الحديث يخرج روائح كريهة عند عملية الغسيل أما اليدوى فلا وإذا سكب على السجاد الآلى ماء أو عصائر ولم يجفف جيداً يؤدى إلى عمل ثقب وقطع فى السجادة نتيجة لضعف النسيج.

وفيما يخص عملية التسويق فإن سجاد الشناوية يحظى باهتمام كبير بين تجار السجاد بالقاهرة إلى جانب معارض الأسر المنتجة والمعارض الموسمية المختلفة بالقاهرة وجميع هذه الأماكن تم عرض وبيع أنواع سجاد الشناوية المختلفة بها.

العمال يعانون ظروفاً سيئة

يقول جمعة صالح (47 سنة) عامل بمصنع السجاد اليدوى بالشناوية (أعمل بهذه المهنة منذ عام 1970 وبدأت عملى مع الجمعية الصناعية التابعة للمحافظة وقتها إلى أن قامت الشئون الاجتماعية بعد الحرب بضم المصنع للأسر المنتجة وتعلمت هذه المهنة وأنا عمرى 7سنوات وذلك للظروف المعيشية وكنت أتقاضى 70قرش شهرياً ونعمل الآن بالإنتاج وزاد الدخل عن سابقه ولكنه مازال قليل ولا يكفى نتيجة صعوبات ومتطلبات الحياة حيث أننى أتقاضى الآن متوسط 220 جنيه شهرياً وأطالب بتعيينى بنظام المكافأة الشاملة ليزيد الراتب وأستطيع مواجهة ظروف الحياة).

ويشير محمود طلعت (35سنة) عامل بصناعة السجاد اليدوى وحاصل على محو الأمية، (عم صالح قام بتدريبى وأحب العمل بهذه المهنة لما بها من تعلم واكتساب مهارات التذوق والحس الفنى حتى أننى وصلت الآن لمستوى رسم أشكال وقطاعات السجاد المصنوع يدوياً ولكن نظراً لضعف قيمة الأجور بها اتجهت للعمل الخاص لحسابى بحيث أقوم برسم القطاعات وأتقاضى عليها الأجر لتحسين مستوى معيشتى وأطالب المسؤولين بزيادة أجور العاملين بالمهنة وتثبيتهم ليزيد الإقبال على العمل بها بدلاً من العزوف عنها حيث أن معظم العاملين بها الآن يتركونها الواحد تلو الآخر مما يشير إلى احتمالية انقراض هذه المهنة).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: