الشارع السياسى

وزير الأوقاف: تنظيم النسل ضرورة وطنية.. وتبنينا تجديد الخطاب الدينى

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الوزارة تبنت بقوة تجديد الخطاب الدينى ونشر الفكر الوسطى المعتدل والمستنير، وذلك فى إطار تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشددا على أن مصر عادت بقوة فى المجال الدينى على الساحة الدولية.

وقال وزير الأوقاف، فى حوار صحفى، إن مصر تحت قيادة الرئيس السيسى استعادت علاقاتها على المستوى العالمى بما فى ذلك الجانب الدينى ورفعنا صوت مصر الوسطى عاليا فى المحافل الدولية، من خلال اللقاءات والمؤتمرات الدولية التى نعقدها فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أو تلك التى نشارك فيها بالخارج أو من خلال الموفدين، مشيرا إلى أنه جرى إيفاد وإعارة 1.531 إمامًا وقارئا، وحصلت الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان على المركز الأول، بين جميع الجامعات الكازاخية فى مجال الدراسات الدينية، إلى جانب تطوير المركز الثقافى المصرى التابع لوزارة الأوقاف فى تنزانيا وعقد 9 مؤتمرات دولية و6 مسابقات عالمية، لتعزيز دور مصر الريادى فى نشر الخطاب الوسطى المستنير، فضلا عن توفير 3.621 منحة دراسية للطلاب الوافدين من مختلف دول العالم.

وأضاف أنه من خلال الاهتمام بالفكر والترجمة وتأليف الكتب والتوزيع، نعمل على تجديد الخطاب الدينى وعودة مصر بقوة إلى الساحة الدينية الدولية، لافتا إلى أن الوزارة قامت بطبع وترجمة وتوزيع 260 كتابا جديدا على السفارات والمحافل الدولية والجامعات والمراسلين الأجانب، جميعها تتعلق بتفكيك الجمود والفكر المتشدد وإعمال العقل فى فهم النص القرآنى أو الحديث النبوى الشريف من خلال العمل على فهم مقاصد النصوص، ولم نكتف بذلك بل نقوم بتدريسها وتدريب الأئمة عليها.

وقال وزير الأوقاف “نعمل ونجتهد فى كل الجوانب اجتهادا كبيرا فى مواجهة الفكر المتطرف والمتشدد واستطعنا – بحمد الله تعالى – غل يد الجماعات المتطرفة عن المساجد واعتلاء المنابر وتفكيك الخطاب المتشدد والمتطرف لهذه الجماعات، كما أن بعض الأسماء المتطرفة والمتشددة التى كانت تعتلى المنابر وتتصدر المشهد، لم يعد لها وجود”، مشيرا إلى أن المساجد – التى لم تكن تحت يد الوزارة من المساجد الكبرى كمسجد أسد بن الفرات بالدقى والقائد إبراهيم بالأسكندرية والعزيز بالله بالزيتون وكل المساجد التى كانت تسيطر عليها جماعات التطرف – أصبحت تحت يد الدولة والوزارة”.

وأكد أن الوزارة أحكمت قبضتها على الأمور سواء فى الحضر أو فى الريف أو فى القاهرة والأقاليم، قائلا “لدينا دولة ذات مكانة ومواطن ذا كرامة وجيش واقتصاد قويين”، مشددا على أن “اللاجئين والمشردين لا يقيمون دينا ولا دولة، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق فى أمور دنيانا”.

وأوضح أن الوزارة أعدت – فى هذا الصدد – سلسلة من الكتب والمؤلفات، أبرزها كتاب “كيف نفهم السنة النبوية” والذى يفكك الجمود عند ظاهر النص ويرسخ لمشروعية الدولة الوطنية والحفاظ على الوطن، والعلاقة بين الدين والدولة، لافتا إلى أن الجماعات المتطرفة حاولت أن تخلق عداء بين الدين والدولة كأن تكون مع الدين أو مع الوطن مع أن الوطن من الكليات التى يجب أن يحميها الإنسان بل فى مقدمة الكليات الخمس (الدين والنفس والمال والعقل والعرض)، وأيضا كتاب “تنظيم النسل ” تلك القضية التى تعد من المتغيرات التى يختلف الحكم فيها من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن دولة إلى أخرى، وليست من الثوابت الدينية ولا تحتمل حكما قاطعا واحدا ، ولا يستطيع أى عالم أن يعطى فيها حكمًا قاطعًا أو عامًّا ، مؤكدا أن تنظيم النسل واجب الوقت وضرورة دينية ووطنية فى ظروفنا الراهنة.

وقال وزير الأوقاف إن الكثرة فى النسل إما أن تكون كثرة صالحة قوية منتجة متقدمة يمكن أن نباهى بها الأمم فى الدنيا، وأن يباهى نبينا (صلى الله عليه وسلم) بها الأمم يوم القيامة، فتكون كثرة نافعة مطلوبة، وإما أن تكون كثرة كغثاء السيل، عالة على غيرها، جاهلة متخلفة فى ذيل الأمم، فهى والعدم سواء، مضيفا “أن تناولنا لقضية تنظيم النسل يجب ألا يقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية، إنما يجب أن يبرز إلى جانب هذه الآثار، الآثار الصحية والنفسية والأسرية والمجتمعية التى يمكن أن تنعكس على حياة الأطفال والأبوين والأسرة كلها، ثم المجتمع والدولة؛ فالعبرة فى هذه القضية تقاس بمصلحة الدولة وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها وحاجات المواطنين بصفة عامة، ولا تقاس بقدرة الشخص أو الأفراد فقط”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: