الصراحة والتلقائية تلمسها في حديثهما، البساطة والهدوء في طباعهما، تظهر وجوههما الحقيقية بدون ماكيير.. “هو وهي”، ثنائي اجتمع على خشبة المسرح فتعالى تصفيق الجمهور، وتصدَّرا أفيش السينما في الخمسينيات والستينيات بنجومية لامعة، واجتمعا أمام كاميرات التليفزيون زوجين وصديقين، إنهما الدويتو الكوميدي “فؤاد المهندس وشويكار”، ضيفا برنامج “سينما القاهرة” على التليفزيون المصري عام 1974، في حوار من داخل منزل الزوجية مع الفنانة والمذيعة ناهد جبر.
الحوار أخذ نهجا مختلفًا عن الحوارات المعتادة، فبدأت ناهد جبر بمحاورة “شويكار”، ثم انتقلت للأستاذ، بعدها اجتمع الثنائي في حوار جمع الدعابة والصدق والموضوعية، فإلى نص الحوار:-
ناهد جبر: رأيك في فؤاد المهندس كزوج؟
شويكار: “فؤاد” زوج ممتاز، ورب أسرة ممتاز، راجل بتاع بيت مصلي يعرف ربنا، فيه بعض العيوب، عصبي شوية، ميحبش الاختلاط والسهر، ميحبش المزيكا العالية، وده بيضايقني شوية، لأني بحب أخرج وأتفسح، ولكن في النهاية المحاسن بتطغى على العيوب البسيطة دي، ففي تفاهم تام بنا، فهو طيب ومتسامح كزوج، وإذا ربنا وفق بنتي بزوج، أتمنى يكون زي فؤاد المهندس.
ناهد جبر: رأيك فيه كزوج لفنانة؟
شويكار: بيغير شوية من المعجبين، فكنا مرة راجعين من إسكندرية ففي واحد من المعجبين ماشي جنبنا في القطر رايح جاي، ففؤاد اتعصب، وقالي: “شايفه رايح جاي إزاي”، قلت له: “معملش حاجة، ولد معجب بيا، حاسس بيا”، فخاصمني أنا.
فؤاد المهندس: الناس بتوع المهرجانات والجوايز مقاطعين ممثلين الكوميديا.. ومبيعترفوش بيهم
ناهد جبر: اتعرضت حياتكم الزوجية في الفترة الأخير لأكثر من إشاعة؟
شويكار: إحنا بقالنا 3 سنين بنتعرض لإشاعات وحملة تشويه جامدة، رغم إننا زينا زي أي زوج وزوجة، طبيعي بيكون في خلافات طبيعية بنا، ومش عارفة ليه كدة، هو مفيش كلام في الدنيا غير على “فؤاد” و”شويكار”، عايزين يخلونا نطلق، وإذا مكنش نطلق عايزين يفصلونا عن بعض فنيًا، ولكن كل ما يعملوا كدة بنتمسك ببعض أكتر، ومش بنرضى نكدب علشان متتأكدش الإشاعة، ولكن ردنا على الإشاعات بيكون بعمل حلو ومسرحية أو فيلم.
ناهد جبر: هل لشويكار هوايات تانية غير الفن؟
شويكار: أحب أطبخ، وأعمل الديكور، فأنا اللي عاملة ديكور شقتي كله، تعالي اتفرجي معايا على الشقة، وقولي لي رأيك.
ناهد جبر: دايمًا بشوفكم بتغنوا مع بعض انت مغنتيش لوحدك أبدًا؟
شويكار: لا غنيت في فيلم “رضا بند”، كانت أغنية اسمها “ساعة العصاري”.
يقطع “الأستاذ” الحوار بصوت مرتفع لمداخلة هاتفية، مع المخرج نيازي مصطفى، يطالبه بإعفائه من الجزء الثاني من “مستر إكس”، قائلًا: “الناس بقت بتخاف مني يا أستاذ نيازي”، ثم ينتقل الميكرفون لحوار قصير بصحبته.
فتسأله ناهد جبر: عن فؤاد المهندس المخرج وما الأفلام التي كان يحب أن يخرجها؟
فؤاد المهندس: أنا مش مخرج محترف، وإنما الإخراج بيكون إحساس، خصوصًا إن في بعض الأعمال مكنش في تفاهم جيد بيني وبين المخرجين، وبعضهم مكنش فاهمني، ومن الأعمال اللي كان نفس أخرجها “أخطر رجل في العالم”.
ناهد جبر: رغم كل الأعمال الناجحة مشفنكش شاركت في مهرجان أو أخدت جايزة؟
المهندس: ااه مهرجانات وجواويز، أظاهر إن الناس بتوع المهرجانات والجوايز مقاطعينا، لأن الجماعة اللي بيمثلوا كوميدي بيعتبروهم في البند الثاني أو الثالث، أو بيعتبروهم ناس مضحكين وكل شيء كان، فأنا عمري ما سمعت إن ممثل كوميدي راح مهرجان ولا حد خد جايزة، أما الجماعة بتوع الدراما هما أصحاب الكلام ده، هما مبيعترفوش بينا ليه متعرفش.
ناهد جبر: مدام شويكار بتقول إنك بتغير من المعجبين؟
فؤاد المهندس: أقلك على سر ومتقوليش لحد، هي كمان بتغير.
تداخل شويكار، مقاطعة الحديث، ليكون الحوار ثنائي.
ناهد جبر: هل كل الأفلام اللي اشتغلتها راضي عنها؟
فؤاد المهندس: لا طبعًا، في أفلام اشتغلتها راضي عنها، وفي أفلام كمان أنا مش راضي عنها.
ناهد جبر: عملتها ليه؟
فيجيب بكل صراحة عملتها علشان الفلوس.
سؤال للنجمين: إيه أحسن فيلم اشتركتوا فيه مع بعض؟
فؤاد: فيلمين.
شويكار تقطعه: ثلاثة.
المهندس: خلاص إنتي فاكرة أكتر مني.
فتقول شويكار: أكثر الأعمال المميزة هي: “أرض النفاق”، و”شنبو في المصيدة”، و”أخطر رجل في العالم”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.