تحقيقات صحفيهعرب وعالم

محمد عبدالله يكتب للتاريخ //// 3 أسئلة لا يستطيع المواطن الإسرائيلى الإجابة عنها

150858بالفعل، دخل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة حيز التنفيذ، ولمدة ثلاثة أيام، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن كل قواته البرية انسحبت تماما من القطاع، وفقا للمبادرة المصرية. فيما أكدت تل أبيب أنه سيعاد نشر القوات في مواقع دفاعية خارج غزة.

هل الحرب على قطاع غزة مستمرة

أم توقفت؟.. متى ستنتهى؟.. هل حقق

الصهاينة هدفهم بالعدوان؟

إسرائيل خشيت من حرب استنزاف

طويلة الأمد.. ثم تحدثت عن الإنجازات

الوهمية التى حققتها

راهن الصهاينة على كراهية العرب

للإخوان وحليفتهم «حماس».. فلم

يتوقعوا أن الشعوب تراهم العدو الأول

وعلى الرغم من أن العدوان لم يحقق هدفه، بدليل أن الصواريخ كانت تنهال على العمق الإسرائيلي قبل تنفيذ الهدنة بساعات، إلا أن مصادر إسرائيلية أكدت أن الانسحاب جاء بعد استكمال عملية تدمير الأنفاق بين غزة وإسرائيل.

ولكن الأزمة، أنه مع دخول الحرب أسبوعها الخامس، ليس هناك إجابة شافية وافية عن ثلاثة أسئلة مهمة وهي: هل انتهت الحرب أم أنها جارية؟ ومتى ستنتهي؟ وهل صحيح ما تقوله الحكومة عن هزيمة حماس؟.

وبرغم وحشية وهمجية العدوان على مدن قطاع غزة وقراه ومخيماته، فإن أياً من الأهداف الصهيونية لم يتحقق. فلا الهدوء، في نظر الإسرائيليين، عاد ليس إلى مستوطنات غلاف غزة بل أيضا إلى منطقة تل أبيب الكبرى، وتقريبا إلى كل مكان في الكيان، ولا تآكلت إرادة القتال عند المقاومة. فيوم أمس، الذي أعلنته إسرائيل هدنة إنسانية من طرف واحد، وقتلت فيه عائلات بأكملها، شهد إطلاق ما لا يقل عن 80 صاروخاً حتى ساعات المساء.

الأمر هذا العام برمته يشبه كل الحروب التي خاضتها إسرائيل وخسرتها، منذ حرب الاستنزاف بين نكسة 67 ونصر 73، على الجبهة المصرية، واندحار الاحتلال عن الجنوب اللبناني.

إسرائيل أعلنت نهاية العملية البرية، وقالت إن قواتها خرجت من معظم مناطق الحدود في القطاع، عدا منطقة رفح حيث لا تزال تبحث عن أنفاق، لا يجد الجيش سبيلا لإعلان انتصار. فوزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، وقائد الجبهة الجنوبية الجنرال سامي ترجمان، لم يجدا على لسانيهما كلاماً يضمن لمستوطني الجنوب العودة، سوى التأكيد أن بوسع إسرائيل الرد على كل الهجمات. وأكدا أنه ليس هناك ضمانة 100% ألا تسقط عليهم الصواريخ، أو ألا تصل إليهم أنفاق أو هجمات.

الجميع يعلم أن وقف إطلاق النار جاء من دون ترتيب، فقط تنفيذا لمبادرة القاهرة، ولكن البديل لدى إسرائيل هو حرب استنزاف يبدو أنها سوف تستمر، قد تغرق إسرائيل في وضع اقتصادي واجتماعي بالغ الصعوبة، حتى مع الدعم الأمريكي الكامل.

وكان المبرر الأكبر الذي عرضته إسرائيل أمام جمهورها لإنهاء العملية البرية هو ادعاء أن الثمن الذي دفعه القطاع باهظ جدا، وأن (حماس) تلقت درساً لن تنساه، وأن الإنجازات عظيمة وغير مسبوقة. كل هذه التصريحات جاءت على سبيل قول الممثل المغمور (أنا مش قصير أزعة أنا طويل وأهبل) في فيلم (مطاردة غرامية).

ومعروف أن الموقف الذي أعلنته الحكومة الإسرائيلية عن عدم إرسال وفد إلى القاهرة أثار انتقادات واسعة في أوساط الخبراء، واعتبر مجرد حالة نزق أكثر مما هي موقف سياسي. فإذا كانت إسرائيل تريد تسوية في غزة فإن الطرف الوحيد الذي يمكنها إبرام التسوية معه هو (حماس).

إسرائيل حاولت الاستفادة من الاستنفار الكامل في الوطن العربي من الإخوان المسلمين، وظهيرها حماس. لكنها وجدت وخاصة من مصر، اعتراضا كبيرا على العمليات العسكرية، لأنها تُذهب أرواح الأبرياء، برغم الانتقادات التي وجهها قليل من المصريين على فكرة فتح معبر غزة بالتنقيط، وعدم اتخاذ موقف قوي وجاد تجاه المجازر التي كانت تجرى يوميا. إسرائيل في ذلك خسرت الرهان، لأنها ربما لم تعرف نفسية الشعوب العربية، التي تضعها في مقام العدو الأول، مهما كثر الأعداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: