بقلم رئيس التحريرتحقيقات صحفيه

فى مطلع العام الدراسى الجديد .. ذهبوا باليونيفرم فعادوا فى كفن

مدارس تستقبل عامها الجديد 2014/2015 بـ3 حالات وفيات، وإصابة خطرة، نتيجة إهمال المسؤولين وسوء البنية التحتية، الطفل أدهم بمدرسة النشرتى بأطفيح لقى مصرعه مهروسا تحت عجلات سيارة نقل داخل فناء المدرسة، الطفل يوسف بإحدى مدارس المطرية سقط عليه زجاج النافذة ما أصابه بجرح قاتل قى الرقبة ولم يتم إسعافه فى الحال ليلفظ أنفاسه الأخيرة، طفل ثالث يدعى أيضا يوسف بمطروح سقطت عليه بوابة المدرسة المعدنية لتسيل دماه على الأرض، وطفلة رابعة بإحدى مدارس الشرقية اسمها أسماء أنقذتها العناية الإلهية بعد سقوط البوابة فوق رأسها، وما زالت تعالج من ارتجاج وشرخ بالجمجمة.
سوء البنية التحتية والإهمال وراء مصرع 3 أطفال بمدارسهم وإصابة رابع
وزير التربية والتعليم يشعر بالأسى والألم
محاسبة المقصرين لا تكفى

هكذا كانت بدايات العام الدراسى الجديد، فى 4 مدارس مختلفة من إجمالى 50 ألف مدرسة تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، الوزير يشعر بالأسف، كبار المسؤولين يتوعدون المقصرين والمهملين، هناك أسباب خارج دائرة الإهمال المباشر منها سوء البنية التحتية للمدارس وضعف الإمكانات ووسائل الإسعاف ومواجهة الأزمات؛ فلنفتح هنا تحقيقا فى هذا الملف، للوقوف على حقائق الأمور، ومنعا لتكرار مثل هذه الحوادث التى يتحمل عبئها فى نهاية الأمر سمعة التعليم المصرى ومستقبله لا ولى الأمر والأسرة التى فقدت أحد أبنائها رغم مصابها الأليم.
أدهم.. دهسته سيارة فى الفناء

كان الطفل أدهم محمد أحمد، 10 سنوات، المقيد بالصف الثالث الابتدائى، مدرسة النشرتى الابتدائية بأطفيح، متواجدا بفناء المدرسة الساعة 12 ظهرا خلال الفترة الفاصلة بين الدروس (الفسحة)، بينما دخلت السيارة رقم ( ر. ه. ف. 586 ) يقودها المتهم حمادة أحمد بكرى لتوريد مواد غذائية خاصة بالوجبة المدرسية، وأثناء رجوعه بالسيارة إلى الخلف دهس الطفل تحت عجلاتها.
سائق السيارة: الفرامل بتفوت.. مدير المدرسة: لا توجد قوانين بمنع دخول السيارات للفناء

وقد أمر النائب العام المستشار هشام بركات بحبس مدير المدرسة ومشرف الأمن المسؤول عن دخول السيارة ومشرف التغذية المختص، لتورطهم فى الجريمة بالخطأ والإهمال.

وأقر السائق أمام النيابة بارتكابه الواقعة، وقال إن فرامل سيارته بها عطل فنى وأنه اعتاد دخول المدرسة بها كل عدة أيام لتوريد المواد الغذائية، ولم يمنعه أحد. فيما قال ناظر المدرسة إنه لاتوجد لوائح أو تعليمات إدارية تمنع دخول السيارات إلى المدارس.
يوسف.. ضحية نافذة زجاج مدرسة بالمطرية

تقول رواية إدارة المدرسة: حاول الطفل يوسف، بالصف الثالث الابتدائى، بإحدى المدارس التابعة لإدارة المطرية التعليمية، فتح إحدى نوافذ المدرسة؛ فسقط عليه الزجاج، الأمر الذى أصابه بجرح قطعى فى الرقبة، وتوفى بعد نقله للمستشفى، قبل إجراء جراحة عاجلة فى الشريان الأورطى.
والد الطفل يكذب رواية الإدارة ويتهم المدرسة بالإهمال وعدم إسعاف الطفل

بينما قال والد الطفل فى اتصال هاتفى ببرنامج (يحدث فى مصر) إن الحادث وقع الساعة التاسعة صباحا، وظل يتنقل بين المستشفيات حتى توفى ابنه قبل إجراء العملية.

وأضاف باكيا: (نقلنا يوسف إلى مستشفى المطرية التعليمى، ولكنهم قالوا إنه لا يوجد إمكانيات لإجراء عملية، ثم نقلناه إلى مستشفى عين شمس التخصصى، وأطباء المستشفى تشابكوا مع بعضهم البعض، لإجراء عملية ليوسف وإدارة المستشفى توقفت عن العلاج وطالبتنى بسداد 10 آلاف جنيه أولا).

فيما أعلن المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أنه سيفتح تحقيقا فوريا فى وفاة الطفل يوسف بالتنسيق مع وزير الصحة عادل عدوى.
أسماء.. سقطت عليها بوابة المدرسة وأنقذتها العناية الإلهية بكسر فى الجمجمة

أصيبت الطفلة أسماء، المقيدة فى الصف الأول الابتدائى بمدرسة (أم سعدون العايدى) فى الشرقية، بارتجاج فى المخ وكسر فى الجمجمة، بعد سقوط بوابة المدرسة عليها، مما استدعى نقلها إلى قسم المخ والأعصاب فى مستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق لخطورة حالتها.

وهى محتجزة بها حتى الآن، وتتساءل والدة الطفلة: (هو احنا ولادنا بتروح المدارس تتعلم ولا تموت).

بينما شكل محمد مدحت، وكيل أول وزارة التربية والتعليم، لجنة قانونية للتحقيق فى الواقعة، مؤكداً أن الوزارة ستحاسب المقصرين والمتسببين فى الحادثة.
يوسف.. لقى مصرعه تحت بوابة المدرسة التى عصفتها الريح

لقى الطفل، يوسف سلطان زكى عبد العال، المقيد بمدرسة الزغيرات الابتدائية، فى مدينة النجيلة بمطروح، مصرعه إثر سقوط بوابة المدرسة فوقه.

وقال عبدالعظيم مختار، مدير إدارة النجيلة التعليمية، إن سقوط بوابة المدرسة على الطفل كان سببه عوامل الرياح، ولا توجد شبهة جنائية فى وفاة التلميذ.

فيما قال مدير أمن مطروح اللواء العنانى حمودة، إن الحادث وقع نتيجة إهمال وسيقيد جنح للتحقيق مع إدارة المدرسة.

وأوضح الشيخ فرج يوسف، شيخ قبيلة العشيبات بقرية الزغيرات بالنجيلة التى وقع بها الحادث، إن المدرسة كلها محتاجة إلى صيانة؛ فالبوابات مخلعة سواء البوابة الرئيسية أو البحرية، بخلاف دورات المياة والفصول، وهناك تقصير من (التربية والتعليم) والمحافظة.
وزير التربية والتعليم يشعر بـ(الأسى)!
والحل محاسبة المقصرين!

قال هانى كمال، المتحدث باسم وزارة التعليم، إن الوزير محمود أبو النصر يشعر بالألم والحزن بسبب التقصير والإهمال المتواجد فى المدارس، مؤكدًا أنه اتخذ إجراءات حاسمة للمهملين والمقصرين. وأضاف أن الوزير لديه استعداد أن يتقدم باستقالته إذا كان هو الحل، موضحًا أن مصر ليست من الدول المتقدمة مثل أمريكا واليابان حتى يشعر الوزير بالحرج ويتقدم باستقالته ولكن نحن فى دولة مازالت تتعافى.

وأكد أن الحل فى محاسبة المقصرين الذين عاشوا سنوات من الفوضى.

وأضاف هانى كمال المتحدث باسم وزارة التعليم هاتفيا: لدينا 3 حالات وفاة بالمدارس وسط تحمل مسئولية 18مليون طالب.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفى فى برنامج (هنا العاصمة) الذى تقدمه لميس الحديدىي على قناة (cbc).

وفى سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج (صوت الناس) على (المحور)، إن الوزارة تشرف على 50 ألف مدرسة، بينما وقعت بعض الحوادث فى 4 مدارس فقط.

وأضاف كمال أنه تم إيقاف كل المسؤولين عن حادث وفاة طفل المطرية بعد سقوط لوح زجاجى عليه، وحادث وفاة الطفل يوسف بعد سقوط بوابة المدرسة عليه، موضحا أن تركة وزارة التعليم ثقيلة، ومحملة بعيوب كبيرة وتحتاج إلى مجهود جبار لإصلاحها.

وأشار إلى أن الوزارة تعترف بالخطأ وستتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع تكرار تلك الحوادث.60683659747

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: