ما بين التحريم وضرورة الاحترام
بقلم ناديه عبدالغفور
قلة الأدب في الحديث عن الله هو مسألة هامة تستحق التناول والنقاش. يُعتبر الحديث عن الله من أكثر المواضيع الحساسة والمقدسة في العديد من الثقافات والديانات.ومع ذلك نجد بعض الشعوب العربية في لهجتهم العامية جرأة غريبة على الله تبارك وتعالى وقلة أدب وانعدام حياء مع خالقهم، تذهل حين تسمعهم يتلفظون بألفاظ عجيبة أقول بعض الشعوب لأنها ظاهرة بالفعل منتشرة في بعض المناطق؛ حتى أن لفظة “ربك” دائما تقال في سياق غير مؤدب ولا يعبر عن توقير الله عز وجل، هذا فضلا عن اللعن والبذاءة والسباب الذي لا يقف عند المخلوق بل يحاول الأحمق أن يجعله يصل إلى الخالق سبحانه وتعالى
لو كنت تتحدث عن رئيس دولتك بأسلوب غير محترم وسمعك ستتمنى الموت ألف مرة من الخجل أو الخوف.. فما بالك بحديثك عن “ربك” جل جلاله بأسلوب لا يليق..؟!
هذه الظاهرة متفشية في بعض اللغات العامية أكثر من غيرها، لكن كل عامية ولها مجموعة من المفردات التي لا تناسب مقام الذات الإلهية أو تحتوي على شرك أو حلف بارتكاب حرام أو طلاق أو غير ذلك من الحماقة التي أعيت من يداويها..
كل إنسان مسؤول مسؤولية كاملة عن تنقية ألفاظه من هذه السوقية في الحديث عن رب العالمين مالك الملك الذي تكاد السموات تنشق والجبال تتصدع من خشيته، وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم:
إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم
تتجلى ظاهرة قلة الأدب في الحديث عن الله في عدة أشكال. قد يتم التحدث عن الله بطرق غير لائقة أو مهينة، مثل استخدام الكلمات النابية أو التجاوز عن الحدود المقدسة المتعلقة بالله. هذا يتعارض مع المفهوم العام للأدب والاحترام وينطوي على انتهاك للقيم الدينية والثقافية.
بعض الأشخاص يستخدمون اسم الله بطريقة ساخرة أو استهزاء، مما يؤدي إلى إهانة مشاعر الآخرين والتقليل من قدسية الله بالنسبة لهم. هذا يؤثر على العلاقات الاجتماعية ويخل بالسلام النفسي للأفراد الذين يؤمنون بالله ويحترمونه.
علاوة على ذلك، يمكن أن تتجلى قلة الأدب في الحديث عن الله في استخدام الأقوال المتطرفة أو المتشددة. فقد يتم التحدث بطريقة يعتبرها البعض متطرفة أو مفرطة، مما يؤدي إلى تشويه صورة الدين ويخل بالسمعة المتعلقة بالله ومعتقداته.
لحل مشكلة قلة الأدب في الحديث عن الله، ينبغي على الناس أن يستعيدوا قيم الاحترام والتسامح والتواضع. يجب أن نكون حذرين في استخدام الكلمات وأن نعتبر هذا الموضوع من أعلى المواضيع المقدسة والتي تستحق الاحترام العميق.
علاوة على ذلك، يمكن للتعليم والتوعية أن يلعبا دورًا هامًا في تغيير هذه الظاهرة. ينبغي على المؤسسات التعليمية والدينية تعزيز قيم الأدب والاحترام عند ذكر لفظ الجلالة ويجب أن يتم توفير منصات للنقاش الهادف والبناء حول هذا الموضوع
من الضروري أيضًا أن نتذكر أن الحديث عن الله يجب أن يكون مليئًا بالحب والتواضع والاحترام. يجب أن نتعلم كيف نعبر عن اعتقاداتنا ومشاعرنا بطريقة تعزز الفهم المتبادل والتواصل البناء. بتوجيه الاحترام والأدب في حديثنا.
فعلينا جميعا الحذر من ما يخرج من أفواهنا وتتحرك به ألسنتنا.. مما لا يشتمل على التوقير اللازم في حق الله جل جلاله.