اهل الفن

بين أسباب ودوافع هُجران المجال الفنِّي.. لماذا تعتزل عواطف حلمي؟

متابعة : حامد بدر

الفن، بكل تعبيراته المتنوعة، يعكس جوانب مختلفة من الحياة البشرية ويعتبر مرآة تعبيرية للمجتمع. لكن على الرغم من عشق الجماهير والإلهام الذي يستمدونه من تفاعلهم مع الفن، يأتي الوقت الذي يختار فيه بعض الفنانين الابتعاد عن الأضواء والاعتزال. هنا نلقي نظرة على بعض الأسباب التي تدفع الفنانين لاتخاذ هذا القرار الصعب، لا سيما صاحبة هذا القرار، وهي فنَّانة لم تنل حظها من الأضواء، بقدر ما نال منها نصيبًا من الصحة والعمر.. عواطف حلمي.
لقد بكت أمام الكاميرا، بطريقة ربما تثير لديك العاطفة أو الإشفاق، لكن الحقيقة لإعلان صاحب الموهبة الفنية أو من نسميه الفنَّان اعتزاله لهذه المهنة، لا يكون مجرَّد قرارًا عاديًا. إذ أنَّ الفنة حالة فريدة من نوعه، فصاحب الموهبة كثيرًا ما تكون موهبته مصدر للرزق ولقمة العيش.
وإذا تنجلي لنا بعض أسباب اعتزال الفنانة، فإننا نحاول النظر بشكل أكثر واقعية؛ من أجل أن نحظى بأسباب تعلن عن منطقيتها في مثل هذه الحالات.
المساء نيوز، في هذا التقرير تجد منفذًا؛ لاستيضاح أسباب الاعتزال عن الفن بشكل يخدم شغف الجمهور من أجل التعرف على هذا المنحى.
الفنانة عواطف حلمي لها رصيد في الدراما، فارتبطت بشكل سيميولوجي، أو بآخر ينُمّ عن قدرتها على تجسيد أدوار الأم أو السيدة البسيطة، وهذا الدور، وإن اجادته الكثيرات، لكنَّ بعض المناحي تحتاج أن يتم تسكين الأدوار فيها بشكل يتلائم مع طبيعة الطراز أو حجم المشاركة للدور المقدَّم، وهذه طبيعة العمل الفنِّي.

الضغوط والتوتر النفسي:
يتعرض الفنانون لضغوط نفسية هائلة نتيجة للتوقعات المستمرة، سواء كانت من الجماهير أو من صناع السينما والموسيقى. قد يشعر الفنان بالتوتر المستمر وضغط الحياة العامة، مما يدفعه إلى اتخاذ قرار الاعتزال للحفاظ على صحته النفسية.

تغير الصناعة الفنية:
تتغير ديناميات الصناعة الفنية بسرعة، وبعض الفنانين قد يجدون أنفسهم غير قادرين على التكيف مع التطورات الحديثة. قد يكون التحول في طبيعة العمل الفني أو انقضاض التكنولوجيا جزءًا من السبب وراء اعتزالهم؛ الذي ربما يفتح لنا مجالاً لأهمية تطوير قدرات العديد من الفنانين بشكل يتوائم مع الصناعة الحديثة وطبيعة الكتابة المقدَّمة.
في نظرة سريعة حول أزمة الفنان يوسف فوزي، والذي أصيب بمرض شلل الرعاش، قال في إحدى اللقاءات، أنَّ بعض شركات الإنتاج تنسج أدوارًا تتلائم مع أمراض بعض الفنَّنين لا سيما المرض الي يعاني منه، والذي قد يضفي طبيعي على الدور الذي يتم تقديمه. ولكن لكي نكون أكثر منطقية، فالأدوار لن تكون بمثابة عرض لمأساويات على الشاشة، بالطبع لا، فالأدوار التي سيتم تقديمها ستتلائم مع حالات وتتنافى مع أخرى، خاصة وأن اصحابها قد يرفضون، إلا أن الللجوء لمثل هذا ربما ينقذ العديد من المواهب من خسارة المجال لهم، وبخاصة وأن َّ الفن يؤمن بـ “من فات قديمه تاه”.

الإعلام والتشهير:
وإن كانت قصتنا الحالية لا يمُسَّها مثل هذا الإشكال، إلا أنه يمكن أن يصبح الاهتمام الكبير من قبل وسائل الإعلام والجمهور نوعًا من التحديات. قد يشعر بعض الفنانين بفقدان الخصوصية وضغوط الحياة العامة، مما يؤدي إلى رغبتهم في انسحاب من الأضواء.

التغيرات الشخصية:
تتغير أولويات الحياة الشخصية مع مرور الوقت، وقد يرغب بعض الفنانين في الانخراط في تجارب جديدة أو تكوين عائلة. يمكن أن تؤدي هذه التغيرات الشخصية إلى اتخاذ قرار الاعتزال.

الصحة:
تلعب الصحة دورًا حاسمًا في قدرة الفنان على متابعة مهنته. قد يكون التعامل مع مشاكل صحية أو الإصابة بعجز جزءًا من الدوافع وراء اتخاذ قرار الاعتزال.

يظل قرار الفنانين بالاعتزال قرارًا شخصيًا يعتمد على مجموعة متنوعة من الأسباب؛ إلا أنهم يتخذون مسارًا مختلفًا يختباين من حالة لأخرى، يبقى إرثهم الفني حاضرًا وملهمًا للجماهير الذين استمتعوا بفنهم على مر السنين.
وختامًا، إن كانت هذه الأسباب غير كافية، فربما هذا يفتح لنا حالة بابًا من أبواب البحث حول أسباب ودوافع الاعتزال، على منحى يجعل الأمر يسير بشكل طبيعي، بعيد عن العواطف، ويحترم مسيرات وقدرات أصحاب المهن الإبداعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: