مال واعمال

ننشر تفاصيل وكلمة الرئيس السيسي في المنتدي الاقتصادي باليابان

320161111448488QP8A5663

كتب/محمد عبدالله

– الرئيس: مصر تشهد ثورة اقتصادية حقيقية وعصراً تنموياً جديداً وتتطلع لتعزيز التعاون وإلى شراكة حقيقية مع اليابان

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى، الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادى الذي ينظمه مجلس الأعمال المصري اليابانى المشترك بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة اليابانية والمنظمة اليابانية للتجارة الدولية، بحضور نائب وزير الاقتصاد والصناعة والتجارة الياباني، وعدد كبير من رجال الأعمال المصريين واليابانيين.

وأعرب الرئيس السيسى فى كلمته بالمنتدى، المنعقد بمقر إقامته فى طوكيو اليوم الأربعاء، عن خالص سعادته بالتحدث إلى المنتدى اليوم فى أول زيارة رسمية له إلى اليابان أمام هذا الجمع الكريم من أبرز الفاعلين فى العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية من القطاعين العام والخاص ومن قلب طوكيو التى تعد من أهم مراكز صناعة القرار الاقتصادى فى العالم.

وقال الرئيس السيسى، إن اليابان كانت ولا تزال نموذجا اقتصاديا ملهماً للعديد من الدول النامية، حيث نجحت فى عبور تحديات جمة بعد الحرب العالمية الثانية وتحولت إلى معجزة اقتصادية استناداً إلى رأسمالها البشرى وجمعت ما بين التقدم المادى والرقى الإنسانى وحرصت على العدالة وتوزيع الثروة بين مواطنيها بمعالجة عدد من سلبيات النظام الرأسمالى وغرست فى مواطنيها حب الوطن وتقدير قيمة العمل الجماعى والتواضع من أجل أهداف سامية.

وأضاف أن التاريخ يشهد على تميز العلاقات المصرية اليابانية التى تمتد لأكثر من 150 عاما حيث أوفدت اليابان بعثة رفيعة المستوى عام 1862 لدراسة تقدم الأمم المختلفة حول العالم وتوقفت آنذاك فى مصر للاطلاع على تطورنا فى ذلك الوقت فى العديد من المجالات ولا تزال صورة الساموراى أمام الأهرامات شاهدة على هذا التواصل الإنسانى الذى نعتز باستمراره حتى الآن. كما شهدت العلاقات المصرية اليابانية تطوراً إيجابياً ملحوظاً خلال العام الماضى تمثل فى العديد من الزيارات الحكومية المتبادلة، كان أبرزها زيارة رئيس الوزراء “آبــى” للقاهرة فى يناير 2015، إضافة لزيارات مكثفة من القطاع الخاص فى البلدين ، حيث اكتسبت العلاقات الثنائية قوة دفع ينبغى استثمارها لزيادة الاستثمارات ومعدلات التبادل التجارى، وتأتى زيارتى الحالية لليابان تفعيلا لاستراتيجية الحكومة المصرية بالانفتاح على أبرز شركائها الدوليين وتنويع شبكة علاقاتها الخارجية فى جميع المجالات.

وأوضح الرئيس السيسى أن شعب مصر نجح فى إعادة بناء كافة مؤسسات الدولة الدستورية والديمقراطية وبدأ مجلس النواب الممثل لكافة أطياف الشعب المصرى فى تأدية مهامه ممتلكاً صلاحيات واسعة تمكنه من الرقابة على أداء الحكومة. وبذلك، تكون مصر قد نجحت فى إرساء أحد أهم نماذج التحول الديمقراطى فى منطقتها رغم ما نواجهه من تحديات وقد نجحت الحكومة فى استعادة هيبة الدولة وتماسك مؤسساتها فى مواجهة الإرهاب والتطرف، مما أدى إلى فرض الأمن والاستقرار وساعد على استعادة الاقتصاد لعافيته وتوفير مناخ آمن للاستثمارات المحلية والأجنبية.

وأكد أن الحكومة بدأت فى تنفيذ برنامج شامل للتنمية المستدامة حتى عام 2030 يهدف إلى جذب الاستثمارات وتشجيعها للعمل فى مناخ آمن ومستقر وذلك من خلال النظر فى كافة التشريعات المتعلقة بالاستثمار، وهو ما توج بإصدار قانون جديد موحد للاستثمار والعديد من القوانين الأخرى إضافة للمضى قدما فى إجراءات جادة للقضاء على البيروقراطية والخروج عن الأنماط التقليدية فى العمل والإدارة والبحث عن الأفكار الخلاقة والمبتكرة وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة فى تنفيذ خطة الحكومة للنهوض بالاقتصاد.

وأشار إلى إشادة المؤسسات الدولية، التى كانت خير برهان على التطور النوعى فى أداء الحكومة المصرية فتحسنت مؤشرات الاقتصاد المصرى وارتفع تصنيف مصر الائتمانى بشهادة تقارير المؤسسات الدولية، وهو ما ساهم أيضا فى نجاحنا مؤخرا فى تحويل مصر إلى دولة عمليات فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية ، وما يعنيه ذلك من فتح نافذة جديدة لتمويل المشروعات فى مصر ويعكس إقرارا دوليا من كافة الدول الأعضاء فى مجلس إدارة البنك بسلامة مسار التحول السياسى والاقتصادى فى مصر.

وأضاف السيسى أن مصر أطلقت عدداً من المشروعات التنموية العملاقة لتكون قاطرة للتنمية وفى مقدمتها افتتاحنا فى أغسطس 2015 لقناة السويس الجديدة والتى مثلت تجسيدا عمليا لثقة المواطن المصرى فى حكومته بشراء المصريين شهادات استثمار بنحو 8.6 مليار دولار فى ثمانية أيام لتوفير التمويل اللازم للمشروع إضافة لتعبيرها عن قدرة الإنسان المصرى على العطاء وتنفيذ مشروع ضخم فى عام واحد فقط وفى الموعد المحدد محققا معدلات إنجاز غير مسبوقة ليقدم هدية من مصر للعالم.

وتابع:” كانت نظرتنا لقناة السويس الجديدة تتعدى إقامة مجرى مائى إضافى للسفن فقط فأعلنا البدء فى إقامة مشروع للتنمية بمنطقة قناة السويس، سيشمل العديد من مشروعات البنية التحتية فى مختلف القطاعات تم إعداد دراسات الجدوى الخاصة بها وسيمثل فرصا واعدة للشركات اليابانية ليس فقط للمساهمة فى مشروعات البنية التحتية، وإنما أيضا كمركز عالمى للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات اليابانية إلى مختلف دول العالم.

وأوضح :” أننا نعكف على عدد من المشروعات الهامة الأخرى مثل مشروع الشبكة القومية للطرق ومشروع استصلاح مليون ونصف المليون فدان، والذى يهدف لإقامة مجتمعات تنموية وعمرانية متكاملة والعديد من مشروعات البنية التحتية خاصة فى قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة، فضلاً عن إنشاء عاصمة إدارية جديدة وفقا لأعلى المعايير الدولية”.

وقال الرئيس السيسى، إن مصر تشهد ثورة اقتصادية حقيقية وعصراً تنموياً جديداً وتتطلع لتعزيز التعاون مع شركائها وأصدقائها حول العالم، وعلى رأسهم اليابان التى نعتبرها شريكا رئيسيا وصديقا نعتمد على دعمه، بما يعود بالنفع على الجانبين، كما تسعى مصر لشراكة حقيقية مع اليابان تكون فيها اليابان بقطاعيها العام والخاص داعمة للنهضة التنموية فى مصر وتقدم فيها مصــر فرصا مميــــزة للقــطاع الخاص اليابانــــى.

وتابع الرئيس:” وفى هذا السياق، أود التأكيد على أهمية التعاون من أجل توفير التمويل اللازم للاستثمارات اليابانية فى مصر. كما أننى أدعو الجانبين المصرى واليابانى لتكثيف مباحثاتهما خلال الفترة القادمة من أجل تيسير نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق اليابانية..وقد شهدت الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فى قطاعات هامة فى مقدمتها الكهرباء والطاقة المتجددة والنقل وقطاعات حيوية أخرى تتويجاً للزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية”.

وأكد الرئيس أن الحكومة المصرية تدرك وجود بعض المعوقات المؤقتة التى واجهت الشركات الأجنبية فى مصر مؤخراً ومن بينها الشركات اليابانية، “غير أننى عازم خلال الفترة القادمة على الاستمرار فى متابعة هذه المعوقات مع الحكومة وإيجاد حلول سريعة ومستدامة لتلك المشكلات فى إطار خطة الحكومة لتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، وبما يدعم مساهمة الاستثمارات الأجنبية فى المشروعات العملاقة التى تنفذها مصر فى الوقت الحالى”.

واختتم الرئيس السيسى كلمته بقوله:”أتطلع إلى النتائج الإيجابية التى سيتوصل إليها اجتماعكم اليوم واضطلاع مجلس الأعمال المصرى اليابانى بمسئولياته وتقديم اقتراحات عملية لزيادة الاستثمارات والتبادل التجارى وتحقيق التواصل المستمر المنشود بين ممثلى القطاع الخاص فى البلدين لدفع العلاقات الثنائية الاقتصادية إلى آفاق أرحب تتناسب مع طموحات الشعبين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: