مقالات القراء
الناشط السياسى يوسف القرضاوى بقلم د. محمد فريد الصادق أستاذ القانون الدستور
من يقرأ مؤلفات الدكتور يوسف القرضاوى وأبحاثه الشرعية .. ويقارنها
بآرائه الأخيرة فى السياسة والشأن العام المصرى .. يستطيع دون عناء أن يفرق بين مرحلتين :
المرحلة الأولى : مرحلة الإنقطاع للعلم والحرص على وصوله للناس ،
كان د.القرضاوى
عالما جليلا وأستاذا كبيرا يحظى بمكانة مرموقة فى عقول وقلوب الناس .
المرحلة الثانية : مرحلة الناشط السياسى يوسف القرضاوى الذى
أصدر فتوى بعنوان : وجوب المقاطعة ، قال فيها : ( من يصوت على الدستور
لايصح ايمانه ، وإن كان شريفا ، فقد تلطخت مبادئه .. والدستور
يصادر الهوية الإسلامية ، وينتقص من الشريعة ، ويلغى كل
الضوابط الشرعية والإخلاقية ، ويعادى الدين ، ويبيح سب الأنبياء ، ويتنكر
للإسلام ومبادئه ، ويحارب الفضيلة )
ويبدو لى كمتخصص فى القانون الدستورى أن د.قرضاوى لم يقرأ الدستور
أو حتى يطلع عليه ، وإنما قرىء له ، أو نقل إليه أن الدستور
يسىء للشريعة .. والحق الذى لامرية فيه أن الدستور المصرى
الجديد أورد عدة نصوص تؤكد إلتزامه بالشرع
واحتفائه بالشريعة والدين ، ودليلى على ما أقول مايلى :
أولا : المادة الثانية من الدستور التى تقول : الإسلام دين الدولة ، واللغة العربية
لغتها الرسمية ، ومبادىء الشريعة الأسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع .
والنص واضح لايحتاج الى شرح أو تفصيل ، والمعنى أنه لايمكن
لأى سلطة فى مصر أن تصدر قرارا أو قانونا يخالف نصا قطعى الثبوت
قطعى الدلالة ، مثل آيات المواريث مثلا ، فقد وردت فى القرآن واضحة
قاطعة لاتحتاج الى اجتهاد .
ثانيا : المادة العاشرة التى تنص على أن : الأسرة
أساس المجتمع ، قوامها الدين والأخلاق والوطنية ، وتحرص الدولة على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها .
ثالثا : المادة 24 التى تعتبر الدين مادة أساسية
يضاف للمجموع ، حيث قالت : اللغة العربية والتربية
الدينية والتاريخ الوطنى بكل مراحله ، مواد أساسية
فى التعليم قبل الجامعى والخاص .
هذا بالاضافة الى النص على أن الأزهر الشريف هيئة أسلامية
علمية مستقلة ، يختص دون غيره بالقيام على
كافة شئونه ، وهو المرجع الأساسى فى العلوم ا
لدينية والشئون الإسلامية ، ويتولى مسئولية الدعوىة
ونشر علوم الدين واللغة العربية فى مصر والعالم ، وتلتزم
الدولة بتوفير الإعتمادات المالية الكافيى لتحقيق أغراضه ، وشيخ
الأزهر غير قابل للعزل ، ويختار من بين أعضاء هيئة كبار العلماء
ونعود لنسأل د.قرضاوى : أين اساءة الدستور للشريعة والإنبياء ؟
يادكتور قرضاوى ، ماكتبته أنت عن الدستور لايكتب من قبل
طالب علم ، وإنما من قبل ناشط سياسى ينتصر لرأيه
بغض النظر عن الحقيقة الواضحة .. وفقنا الله واياك الى العودة
الى الحق وجادة الصواب ، والحمد لله .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.