الشارع السياسى

تفاصيل زيارة الرئيس السيسي للبحر الاحمر وافتتاح ميناء سفاجا

img_%d9%a2%d9%a0%d9%a1%d9%a7%d9%a0%d9%a1%d9%a0%d9%a5_%d9%a2%d9%a2%d9%a5%d9%a3%d9%a4%d9%a0_%d9%a1%d9%a7%d9%a2

كتب/محمد عبداللة

فى جولة مهمة وناجحة ومليئة بالإنجازات، حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الخميس، على شاطئ البحر الأحمر، حاملاً الخير ويد الأمل والبناء إلى شباك مصر الشرقى على البحر، ومبحرا بسفينة الوطن نحو مستقبل أفضل، كما قال بالضبط فى كلمته خلال فعاليات افتتاح المشروعات المهمة التى حضرها اليوم “فيه ناس بتقلل من الجهد المبذول وإحنا ينجهز بلدنا لمستقبل أفضل”، وهو ما تجلى بقوة على أرض محافظة البحر الأحمر وشواطئها اليوم، عبر عدد من المشروعات والتحركات الافتصادية والعسكرية المهم، التى تجسد اهتمام القيادة السياسية ببناء مصر والتحرك على مستويات عديدة متوازية، ترفع راية الاقتصاد، ولكن بيد مصر القوية العفية القادرة على حماية الوطن وترابه ومصالحه، ربما لهذا جاءت رسالة الرئيس اليوم مزدوجة، بافتتاح أعمال تطوير ضخمة لميناء بحرى تجارى، إلى جانب قاعدة عسكرية لقيادة الأسطول الجنوبى.

فى بداية الزيارة، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، صباح اليوم، قيادة الأسطول الجنوبى بالبحر الأحمر، الذى يمثل نقلة نوعية لقواتنا البحرية، تخطيطًا وتنظيمًا وتسليحًا، بما يمكنها من إحكام سيطرتها الكاملة على مسرح العمليات البحرية فى نطاق البحر الأحمر.

حضر الافتتاح المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة.

الرئيس يفتتح قيادة الأسطول الجنوبى.. ويرفع علم مصر على “جمال عبدالناصر”

يضم الأسطول الجنوبى وحدات للمدمرات و”لنشات الصواريخ”، ولنشات المرور الساحلية، والوحدات الخاصة البحرية، كما رفع الرئيس علم مصر على حاملة المروحيات المصرية “جمال عبد الناصر”، من طراز “مسترال” الفرنسى، وذلك ضمن افتتاح سلسلة من المشروعات القومية فى مجالات النقل البحرى والطرق، شملت موانئ سفاجا ودمياط وأرقين، بعد تطويرها وفقًا لأحدث المنظومات الملاحية العالمية.

بدأت مراسم الاحتفال بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسى لمقر لواء الوحدات الخاصة البحرية، الذى تم تشكيله بقيادة الأسطول الجنوبى، إذ استمع إلى شرح تناول الإمكانات التخصصية، والمنشآت التدريبية والإدارية بالوحدات.

قائد القوات البحرية: قيادة الأسطول الجنوبى درع قوية لحماية المياه الإقليمية

وألقى اللواء بحرى أركان حرب أحمد خالد، قائد القوات البحرية، كلمة أكد فيها أن افتتاح قيادة الأسطول الجنوبى، وما يضمه من تشكيلات جديدة، يمثل درعًا قوية فى وجه كل من تسول له نفسه المساس بمياه مصر الإقليمية، خاصة فى ظل ما تموج به المنطقة من تهديدات وتحديات تحيط بالأمن القومى المصرى، مشيرًا إلى أن القوات البحرية، شهدت خلال الفترة الماضية مرحلة تطوير متكامل، شملت جميع النواحى التى تم تنفيذها على محاور متزامنة، لدعم نظم التسليح، وبناء الفرد المقاتل، وتطوير البنية التحتية للموانئ والقواعد البحرية، مشيرًا إلى انضمام عدد من الوحدات البحرية الحديثة من لنشات الصواريخ طراز سليمان عزت، والفرقاطة طراز فريم، وحاملتى المروحيات طراز (ميسترال)، ولنش الصواريخ الروسى طراز( 32-R)، والوحدات السريعة طراز (ريب)، والغواصة طراز (209) التى تمثل أحدث الغواصات التقليدية فى العالم.

وأوضح قائد القوات البحرية فى كلمته، أن التطوير شمل تصنيع السفن الحربية بسواعد مصرية، بدءًا من تصنيع لنشات المرور الساحلى السريعة، والريبات، ولنشات القطر والإرشاد، والقرويطات طراز “جو ويند”، فى شركة ترسانة الإسكندرية، لافتًا إلى أنه على المدى القريب سيتم استلام القرويطة فرنسية الصنع من طراز “جو ويند”، يتبعها انضمام ثلاث قرويطات من الطراز نفسه، يتم تصنيعها محليًّا بالاشتراك مع الجانب الفرنسى، لتتكامل هذه المنظومات فى وضع أسس قوية لبناء قوات بحرية حديثة، تستطيع تنفيذ جميع المهام التى تُسند إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة.

الرئيس السيسى يشاهد عرضا لعدد من الأنشطة التدريبية والبيانات العملية

وشاهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال مراسم الافتتاح، عرضًا لعدد من الأنشطة التدريبية والبيانات العملية التى تُنفذ بشكل يومى داخل ميدان الاقتحام التكتيكى، الذى يضم محاكى اقتحام سفينة، وبرج الاقتحام متدرج الصعوبة، إذ استعرض مقاتلو القوات البحرية مهاراتهم فى اقتحام إحدى السفن غير المنصاعة، والمخالفة للقوانين داخل المياه الإقليمية، والسيطرة الكاملة عليها واقتيادها إلى أقرب ميناء.

وانتقل الرئيس السيسى بعد ذلك إلى ميدان الموانع و”الكروس فيت” والقتال المتلاحم بنظام الفقمة وحوض السباحة القتالية، إذ شاهد فيلمًا تسجيليًّا أعدته إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، تضمن مراحل الإعداد والتدريب للفرد المقاتل داخل الوحدات البحرية الخاصة، وتابع عددًا من الأنشطة التخصصية، شملت مهارات اجتياز الموانع المائية المختلفة، التى تحاكى الموانع الطبيعية والصناعية التى يمكن التعرض لها خلال تنفيذ المهام، واستخدام السباحة القتالية والغطس لمسافات بعيدة، والتى تتطلب مقومات بدنية ونفسية خاصة، وقدرة على التحمل والبقاء تحت الماء لفترات ومسافات طويلة بدون أجهزة تنفس، وتنفيذ مهارات مقاومة الغرق بعد تقييد أيدى المقاتلين وأرجلهم، بما ينمى الثقة فى النفس والثبات الانفعالى للفرد المقاتل، والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة فى المواقف الطارئة.

ونفّذ مقاتلو القوات البحرية خلال العرض عددًا من المهارات الرياضية الشاقة، داخل حوض التدريب القتالى، وذلك باستخدام الأحمال الحديدية متدرجة الأوزان، ونفذوا تدريبات “الكروس فيت” القتالى تحت سطح الماء، التى أظهرت القدرة البدنية وقوة التحمل العالية لمقاتلى الوحدات الخاصة البحرية، كما نفذت مجموعات أخرى من المقاتلين، رمايات من وضع الغطس، والتى تتطلب المرور بمراحل تدريب متقدمة، وتحتاج تدريبًا شاقًا لإكساب الفرد المقاتل قدرة على تنفيذ المهام القتالية المختلفة، والبقاء تحت الماء لمسافات وفترات طويلة، ونفذت جماعة أخرى بيانًا لإطلاق العائمة “الزودياك” من أسفل سطح الماء، وتجهيزها للإبحار والقتال، إذ تتميز هذه العائمة بخفة فى الحركة وقدرة عالية على المناورة.

السيسى يتابع بيانا عمليا لزيارة وتفتيش سفينة مخالفة فى نطاق المياه الإقليمية
وتابع السيسى تنفيذ بيانات عملية على الهواء مباشرة، لعملية حق الزيارة والتفتيش لإحدى السفن المشتبه بها بنطاق المسؤولية، وبيان للإغارة على هدف ساحلى على شاطئ جزيرة بالبحر الأحمر، ثمّ أعطى إشارة البدء لافتتاح الوحدات القتالية الجديدة التابعة لقيادة الأسطول الجنوبى، وتوجه بعد ذلك لحاملة المروحيات “جمال عبدالناصر”، ورفع علم القوات المسلحة عليها، بالتزامن مع قيام قائد لنش الصواريخ “أحمد فاضل”، روسى الصنع من طراز مولينا، برفع علم الجمهورية على اللنش المنضم حديثًا للخدمة فى القوات البحرية المصرية.

ضر الافتتاح المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة.

عرض يتناول الإمكانات القتالية والفنية لحاملة الطائرات “ميسترال”
واستمع الرئيس السيسى لعرض تناول الإمكانات القتالية والفنية للسفينة الحربية “ميسترال”، وما تنفذه من مهام الإنزال والنقل البحرى الاستراتيجى، ومهام الإخلاء وتقديم الدعم اللوجستى للمناطق المنكوبة، وأعمال البحث والإنقاذ وتقديم العلاج الطبى المؤهل، ومشاركة السفينة فى تنفيذ عديد من المهام والمناورات والتدريبات المشتركة.

وتجول الرئيس داخل حاملة الطائرة “ميسترال” التى تعد واحدة من أحدث حاملات طائرات الهليكوبتر فى العالم، بما لها من قدرة عالية على القيادة والسيطرة، واستخدام أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العالمية من المستشعرات وأجهزة الاتصال الحديثة، كما أن لها قدرة كبيرة على تحميل طائرات الهليكوبتر والدبابات والمركبات والأفراد المقاتلين بمعداتهم، مع وجود سطح طيران مجهز لاستقبال الطائرات ليلاً ونهارًا.

واختتمت الجولة بتوقيع الرئيس السيسى فى السجل التاريخى لحاملة المروحيات، التى تمثل إضافة كبيرة لقدرة القوات المسلحة، والقوات البحرية المصرية، على حماية الأمن القومى، وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية المصرية.

الرئيس يشيد بالمهارات القتالية والتدريب الراقى للوحدات الخاصة

وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالمهارات القتالية والتدريب الراقى لمقاتلى الوحدات الخاصة، وما يبذلونه من جهد للوصول إلى درجة الاحتراف فى تنفيذ المهام الموكلة إليهم، بحرفية وكفاءة عاليتين، ثمّ انتقل الرئيس إلى ميناء سفاجا البحرى، إذ أزاح الستار عن لوحة المشروع، وقص الشريط إيذانًا بافتتاح الميناء بعد تطويره، وفقًا لأحدث النظم العالمية.

واستمع الرئيس فى ميناء سفاجا، لشرح على ماكيت المشروع، من الدكتور جلال مصطفى سعيد، وزير النقل، واللواء هشام أبو سنة رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، استعرضا خلاله أعمال التطوير بالميناء، بعد زيادة مساحته الإجمالية لتصل إلى 825 ألف متر مربع، وإنشاء محطة ركاب بطاقة استيعابية قدرها 5 آلاف راكب يوميًّا، كما يضم الميناء 7 مبانٍ إدارية وخدمية متكاملة، إلى جانب إنشاء محطة لسيارات “التربتك” بطاقة استيعابية قدرها 30 ألف سيارة سنويًّا، وساحات انتظار شاحنات للسفر والوصول بطاقة 40 ألف سيارة سنويًّا، وإنشاء ساحات تخزين خاصة بالبضائع، وإنشاء “كوبرى” للمسافرين بطول 500 متر، لربط محطة الركاب الجديدة برصيف الميناء المجهز بالسيور المتحركة والسلالم الكهربائية، فضلاً عن تزويد الميناء بمحطة للطاقة الشمسية بطاقة 4 ميجا وات فى الساعة، ومحطة تحلية لمياه البحر بقدرة 500 متر مكعب فى اليوم، لإمداد الميناء باحتياجاته من المياه والطاقة الكهربائية.

رئيس الرقابة الإدارية يقدم تقريرا بملاحظات الهيئة حول ميناء سفاجا

بدأت المراسم بعرض اللواء محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، تقريرًا حول عدد من الملاحظات والتوصيات التى تم رصدها وتلافيها خلال أعمال التفتيش والمتابعة فى مشروع الميناء، بالتنسيق مع هيئة الرقابة على الصادرات، ومصلحة الجمارك، وهيئة موانئ البحر الأحمر، ليمثل ميناء سفاجا الجديد بعد تطويره عنصرًا رئيسيًّا فى خدمة ودعم المشروعات الصناعية والتعدينية، الجارى تنفيذها فى محور المثلث الذهبى وإقليم الصعي

ومن جانبه، تناول وزير النقل، الدكتور جلال مصطفى سعيد، فى كلمته خلال الفعاليات، ملامح التطوير لقطاع النقل البحرى، ومنها أعمال تطوير موانئ الإسكندرية والدخيلة ودمياط ونويبع والغردقة وشرم الشيخ، والتى تشمل تطوير البنية التحتية وأسطول النقل البحرى ومنظومتى الشحن والتفريغ وإجراءات الأمن والسلامة البحرية، وتعميق الممرات الملاحية، وإنشاء محطات التداول ونقل الحاويات.

كما استعرض وزير النقل، الافتتاحات الجديدة خلال الفترة الحالية، والتى شملت مشروع تعميق المجرى الملاحى، وحوض الدوران، فى ميناء دمياط، وإنشاء ميناء أرقين البرى مع السودان، الذى يعد بوابة مصر لأفريقيا ودول حوض النيل، ومشروعات شبكة الطرق القومية، وربط البحر الأحمر بأقاليم الصعيد، فى إطار رؤية الدولة لدعم المشروعات الخدمية والتنموية بجنوب مصر، التى شملت تطوير طريق “سوهاج – سفاجا” بطول 180 كيلو مترًا، وتطوير طريق “قنا – سفاجا” بطول 120 كيلو مترًا.

وخلال الافتتاح، أعطى الرئيس السيسى إشارة الافتتاح لمشروعى تطوير ميناء دمياط ومنفذ أرقين البرى مع السودان، عبر شبكة الفيديو كونفرانس، ثم انتقل الرئيس إلى قيادة الأسطول الجنوبى، إذ أزاح الستار عن اللوحة التذكارية لقيادة الأسطول، وقص الشريط إيذانًا بافتتاحه، واستمع لشرح من قائده، تضمن الإمكانات والتجهيزات التخصصية والفنية التى زُوِّد بها الأسطول، ليمارس مهامه بكل كفاءة فى تأمين حركة الملاحة فى المياه الإقليمية المصرية فى البحر الأحمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: