مال واعمال

الحوكمة في مصر: كيف تطوعها الدولة ويفهمها المواطن؟

تقرير: حامد بدر
لا شك أنَّ الحوكمة واحدة من أهم متطلبات المجتمعات التي تسعى نحو التطور لا سيما الاقتصادي، فالكلمة وإن بدت علمية، إلَّا أنها صارت واحدة من المتطلبات الواجب توافرها وفهمها، لدى المواطن المصري في هذه المرحلة، والتي سيصبح حتميًا عليه خلال الفترة القادمة أن يتعامل معها ومع مجرياتها وإجراءاتها، سواء الواضحة أو التي ستنشا خلال التعامل معها.
المساء نيوز، في خطوة فعَّال تقتحم ملف الحوكمة، بطريق يدعو المواطن المصري إلى استيضاح أهمية المفهوم، وكيف عليه أن يبحث جيدًا من أجل أن يواكب بعض المفاهيم الحاصلة على الساحة المصرية، كالجمهورية الجديدة ورؤية مصر 2030.
حين نقرا أو نطَّلع على أهداف أجندة التنمية المستدامة التي تسير عليها رؤية مصر 2030؛ سنقرأ كلمة “الحوكمة”، أو ما يُدعى حوكمة مؤسسات الدولة والمجتمع.
التريب على قواعد الحوكمة
أطلق المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، التابع لوزارة التخطيط، بالتعاون مع جامعة الأمم المتحدة بالبرتغال؛ برنامجًا تدريبيًا متخصصًا تحت عنوان “الحوكمة الرقمية في الإدارة العامة”، لعدد 25 متدربًا من 9 جهات من الجهاز الإداري للدولة؛ وذلك بمدينة غِمَرَيش بدولة البرتغال.
ومن جهتها، قالت الدكتورة شريفة شريف، المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، إن تنفيذ البرنامج يأتي في إطار بروتوكول التعاون المشترك الموقع بين المعهد وجامعة الأمم المتحدة بالبرتغال، مشيرة نحو تضمن البرنامج مزيج من المعرفة النظرية والتدريب العملي على عدة موضوعات تدريبية.
التدريب على موضوعات الحوكمة
تابعت “شريف”: يهدف التدريب نحو إلى التعرف على كيفية إنشاء القيمة العامة من خلال جهود الرقمنة الحكومية، وإتقان المفاهيم والعمليات الأساسية المرتبطة بالتخطيط والتحليل الاستراتيجي للحكومة الإلكترونية، بالإضافة إلى تقنيات التقييم والرصد الرئيسية لمجال الإدارة الإلكترونية، بما في ذلك تعريف واستخدام مجموعات مناسبة من المؤشرات.
وأضافت كما يتضمن البرنامج التعرف على وظيفة التكنولوجيا في المؤسسات الحكومية وكيفية تفاعلها مع الوظائف الأخرى واختلافها عن وظائف التكنولوجيا في المؤسسات المختلفة، فضلا عن إتقان المفاهيم والأساليب والممارسات الأساسية لتخطيط وتصميم وتقييم نظام المعلومات في سياق الحكومة والإدارة العامة.
وأكدت المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، أن تنفيذ البرنامج يأتي استمرارًا للنهج الذي اتبعه المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة في تنفيذ البرامج التدريبية الدولية المتميزة، والتي تأتي بالتعاون مع أعرق الجامعات والمعاهد الدولية، والاعتماد على أحدث منهجيات التدريب والتعليم، وذلك بهدف رفع مستوى الأداء للعاملين بالجهاز الإداري المشاركين في البرامج الدولية التي ينفذها المعهد.
درب من دروب الكفاءة والفاعلية
يقول الاقتصاديون أنَّ تحقق حوكمة مؤسسات الدولة والمجتمع درب من دروب الكفاءة والفاعلية لأجهزة الدولة الرسمية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني، والذي من خلاله ستتحقق قدرة الدولة على الإدارة الأقوى. فرؤية مصر للمستقبل تضع الحوكمة والالتزام بالقوانين والقواعد والإجراءات في ظل سيادة القانون وإطار مؤسسي ضرورة لتحقيق، مفاهيم: “الشفافية، والمساءلة، ومحاربة الفساد”.
كيف طبَّقت مصر الحوكمة من قبل 2020؟
وبالنظر إلى المفاهيم السالفة، سنجد أنَّ كل كلمة مما سبقت، كانت محورًا لمرحلة مرت بها مصر، مثلاً الفساد، يمكن أن نستعيد كيف لجأت الدولة إلى وسيلة ذكية، حين كان إجراء الرقابة الإدارية حاضرًا، من قبل ام 2017؛ من أجل محاصرة محتكري القمح، من خلال حملات موسعة على شون وصوامع القمح، للتأكد من جاهزيتهم لاستلام القمح، وصرف المستحقات للمزارعين. كيف مثلاً يتسنى للدولة تحقيق مفهوم محاربة قوية للفساد دون صياغة الشكل الرشيد للتعامل مع الظواهر، مثل مفهوم الحوكمة، الذي يظهر معه اعتماد الدولة على الشفافية في إيضاح الأمر للمواطن، وبالتالي تتمكن من المساءلة عن رؤية وبصيرة، ودعم من الشعب للحاكم.
ولاستبيان هذا الأمر، نجد أنَّ النتائج التي أفرجت عنها أحدث دراسة في مجلة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، تحت عنوان قياس العلاقة بين الحوكمة والنمو الاقتصادي في مصر خلال الفترة (1996 – -2021) تشير نحو متغير مكافحة الفساد، لها إيجابياتها في معدَّل النمو الاقتصادي على فاعلية الحكومة.
كما أظهرت النتائج وجود تأثير إيجابي لكل من الاستقرار السياسي وغياب العنف، وفاعلية الحكومة، والجودة التنظيمية في النمو الاقتصادي، وإن كان ذلك على مستوى قصير الأجل، ومن ثَمَّ فالحوكمة الفعَّالة التي تحقق المفاهيم الثلاثة “الشفافية، والمساءلة، ومحاربة الفساد”، يمكن أن تؤدي دورها المنوط بها في التأثير على النمو الاقتصادي في بلادنا مصر.
وختامًا تخلق النظرة نحور الحومكة مسار تواؤم بين النهج الفكري، والأكاديمي والتطبيقي، ما يثير اهتمام أكبر بمفهوم الحوكمة وكيف يحقق المزيد والمزيد؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: