مقالات القراء

الثقافات المختلفة في المدن الجديدة

كتب / أشرف الشرقاوي

تزخر المجتمعات الإنسانية  في المدن الجديدة في مصر والتي أتت من بعيد من مناطق مختلفة متعددة بثقافات متنوعة، بعضها إيجابي، وبعضها سلبي، بعضها نافع يسهم في رقي الإنسان وتنمية الأوطان ، وأخرى ضارة تهدم وتُفسد وتنحدر بالإنسان وتهدد النمو والرخاء، فالثقافة سلاح ذو حدين، لأنها مفاهيم وتصورات تشكل الوعي والعقل، وأسلوب وتصور وتوجه للفكر والسلوك، ويتحدد معيارالثقافة سلباً أو إيجاباً بحسب نوع هذه التصورات والتوجهات.

إن الثقافة الإيجابية راقية متفتحة في مضمونها، نافعة مفيدة في آثارها، تنعكس عن عقل حكيم، وسلوك قويم، وتحافظ على الضروريات الكبرى، وتعزز المصالح العليا، وتنهر الفساد والوساطة والمحسوبية، وتنشر قيم العدالة والاعتدال، بخلاف الثقافات السلبية التي تحمل الرجعية والتخلف وتعوق التقدم وتنشر الإهمال وتدعو للإحباط ، وهي كثيرة ومتنوعة في مجتمعنا هذا وبالأخص في المدن الجديدة التي ُأقيمت حديثا وتجمع فيها فئات من البشر من مختلف المناطق.

ولا ُأريد سردها والتحدث عنها لأنها كثيرة وكل فرد في مجتمعنا هذا وفي مدينتنا هذة يعرف سلبياتة وايجابيتة ويعرف مدي تقصيرة وسوء سلوكة ,الكل يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ , ويعرف أن ما يفعلة  من سلبيات هو سوء سلوك والإصرار عليه يرجع إلي ثقافتة السلبية والتي يأذي بها الأخرين. فهنا نوجة الجميع كيف تتخلص من سلوكك السلبي.

فلابدّ من التطرّق للحديث عن مهارة مهمّة مرتبطة بهذا الأمر، ألا وهي الإستجابة الثقافية حيث يُعبّر هذا المصطلح عن قدرة الفرد على تقبّل الثقافات المختلفة واحترامها والتعلّم منها. وتتطلّب هذه المهارة امتلاك درجة كبيرة من الانفتاح على وجهات النظر المختلفة، والأفكار وتجارب الآخرين.

ولكن كيف أصبح شخصًا منفتحًا وإيجابي تجاه الثقافات الأخرى، أوّلاً: طوّر وعيك الذاتي لفهم الثقافات المختلفة عنك وتقبّلها وهي تبدأ أولا بفهم ثقافتك أنت! فما هي المعتقدات والقيم التي تحملها ولماذا؟ عندما تتمكّن من الإجابة عن هذه التساؤلات بصدق، سيصبح بمقدورك استيعاب فكرة اختلاف الآخرين عنك في القيم والأفكار، وبالتالي احترامها وتقبّلها والتعلم منها لتعديل سلوكك السلبي, قدّر كلّ ما هو مختلف عنك لا تحكم على الآراء والقيم والعادات المختلفة عنك على أنّها خاطئة. بدلاً من ذلك تقبّل فكرة أنها مختلفة وحسب. ابذل جهدًا حقيقيًا في فهم وجهة نظر الآخر، و حتى وإن بدت لك هذه الأفكار غير مريحة أو أشعرتك بالضيق بسبب بعدها الكبير عنك. وإياك أن تفرض قيمك وعاداتك على الآخرين باعتبارها هي الأصح.

تذكّر دومًا، ليس هنالك ما هو صحيح أو خاطئ في الثقافات، فلكلّ إنسان أفكاره الخاصة. و بذلك تستطيع أن تقاوم السلوك السلبي لتصبح إنسان إيجابي تفيد نفسك والمجتمع التي تعيش فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: