في دروب الحياة (3) بقلم مايسه سليم
بقلم ✍️ _ مايسة سليم
في حاجات في حياتنا لما بتيجي متأخرة ، بتفقد جزء كبير من قيمتها، وبنفقد إحساسنا بيها ، وبيضيع معاها تفاصيل كان من المفروض أنها تكون حلوة.. بس للأسف ضاعت بتأخيرها
زي الطبطبة لو مجتش وقت الضعف ، والاحتياج مالهاش طعم ولا أهمية ، مالوش لزوم انك تيجي تسندني بعد ما قمت وسندت نفسي بنفسي ، في حاجات لو ماحصلتش في وقتها يبقي ملهاش اي لزوم. و زي كلمة مبروك لو متأخره مبيبقاش ليها طعم ، والهدية المتأخرة بتفقد جزء كبير من أهميتها ومن فرحة الشخص بيها ، الشئ اللي مبيتعملش في وقته بيبقى ماسخ ، بيبقى حاجه كده شبه تقضية واجب ، ومبيبقاش ليها طعم.
عندك مثلا الزعل .. وقتها بيكون الواحد في أضعف حالاته ، وفي احتياجه لأي كلمة تراضيه ، و تطيب خاطره ، زي “ماتزعلش” , “حقك عليا”, “أنا آسف”, “مهنتش عليا” ,”انا جنبك” . كلام يبان لك بسيط لكنه بيفرق معانا جدآ .
محدش فينا بيحب الخناق ، ولا الخصام ، ولا الزعل ، ولا حتي البُعد . بس ساعات بيكون غصب عننا بنزعَل وبنزعِّل .
فلما حد يزعل منك بلاش تقول “سيبه لما يهدي .. ومش وقته” أو “براحته ويتفلق” أو “ياعم تبات نار تصبح رماد”
مينفعش تسيب النار والعة وتبعد بحجة إنه يهدي ، أو بكره يرجعله عقله، وبعد ما تكون خلَّصت على كل حاجة ترجع تطفيها . بلاش تسيب نار الغضب تاكل اللحظات الحلوة ، وتقتل المودة ، والرحمة اللي بينكم ، بلاش تطفي شمعة الحب ، وتبٌور أرضك بأيديك . بلاش يُهون عليك الخاطر وتهون عليك سنين العشرة ، ياما الأهمال خرَّب علاقات ، ودمّر مشاعر ، وفرَّق أحباب ، وقتل كل حاجة حلوة بين اتنين .
الدنيا متستاهلش نكسر بخاطر حد ،ولا نستهون بزعله أو بغضبه ، او ننتظر لحد ما الفرصة تيجي وتصالحه ، لان في حاجات لما بتيجي متأخرة عن وقتها بيبقى ملهاش لازمة ولا قيمة. لان “كل حاجة في توقيتها حلو”..
كل الحاجات الجميلة اللي المفروض تيجي في وقت معين بتفقد معناها الحقيقي لمًا بتيجي متأخرة ، بتلاقي نفسك بمنتهي الهدوء و أحياناً بكل برود بتقول “خلاص مبقتش عايزها.
… مش كل حاجة في الحياة الزمن بيعالجها . عامل الوقت أحياناً بيقتل المشاعر وبيقتل احساسك باللحظة حتي الشغف بيروح و بيفضل الوجع موجود ، و اثره بيسيب علامة حتي لو مش ظاهر ليكم …
الإعتذار والمراضية ، لما بيجوا بعد ما بركان الغضب يخمد ملهوش لازمة ، ولا ليه تأثير ، لازم العلاج يكون في وجود المرض ، مش بعد ما المريض يشفى ويبقى مش محتاج لدواء . و زي ما قال الرومي ” لا جدوى من أشياء تأتي متأخرة ، كقُبلة اعتذار على جبين ميِّت
صدقوني … الحاجة لما بتيجي من غير مقابل ، و في وقتها المظبوط ، و بحب .. بتكون أجمل بكتير و بتفرق معانا جداً ، بس احنا اللي غاويين نوجع قلوبنا
علشان كدا أجروا على حبايبكم ،وأمسكوا فيهم اهتموا بيهم ، و اتصالحوا ، و أسالوا عليهم ، و اشتروا خاطرهم محدش فينا ضامن النهاردة من بكرة .
ولدروب الحياة بقية في الحلقه الرابعه……
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.