بقلم رئيس التحريرتحقيقات صحفيه

البابوات والرؤساء.. أسرار تنشر لأول مرة «القديس والزعيم» المساء نيوز تفتح الملفات الشائكة

تحقيق / ابراهيم البسيونى 

عبدالناصر والبابا كيرلس- المساء نيوز
عبدالناصر والبابا كيرلس- المساء نيوز

يحتوى ملف العلاقة بين الكنيسة المصرية والسلطة، على الكثير من الأسرار والتفاصيل، كما يشتمل على العديد من القضايا المهمة التى مر بها الوطن وكانت الكنيسة طرفاً فيها باعتبارها جزءاً أساسياً من مكونات المجتمع المصرى، هذا بالإضافة إلى شكل وطبيعة العلاقات بين البابوات الذين اعتلوا الكرسى البابوى وبين الرؤساء المصريين منذ قيام ثورة يوليو وحتى الآن. الكاتب والباحث هانى لبيب، أعد دراسة وافية حول هذا الموضوع، مُتضمَّنة في كتابه “الكنيسة المصرية.. توازنات الدين والدولة”، تقوم “المساء نيوز ” بنشر ما ورد فيها على حلقات مسلسلة، وإلى الحلقة الأولى:

قصة خادم البطريرك الذى اختطف البابا

وأجبره على توقيع تنازل عن الكرسى

حقيقة «معجزة» شفاء جمال عبد الناصر على يد البابا

كيرلس

الراهب «الجاسوس» الذى أرسل خطاباً لبن جوريون

  باسم كيرلس للوقيعة بينه وبين عبد الناصر؟

بعد وفاة الأنبا مكاريوس في 31 أغسطس سنة 1945.. تم انتخاب الأنبا يوساب أثناء حكومة النقراشي باشا، وتنصيبه في 14 مايو سنة 1946، وصدر الأمر الملكي بتعيين يوساب الثاني بطريركاً للأقباط الأرثوذكس في يوم التنصيب نفسه أثناء عهد حكومة إسماعيل صدقي باشا الثانية. ولقد فشلت حينذاك كافة محاولات الإصلاح بين البابا يوساب الثاني وبين المجلس الملي، وكان ملك جرجس (خادم البطريرك) سبباً رئيسياً في توتر العلاقة بين البابا والمجلس الملي بسبب ما عرف عنه من فرض إتاوات على الكنائس والأديرة، والتدخل في تعيين الكهنة والأساقفة والمطارنة. وهو ما أدى به في نهاية المطاف إلى خطف البابا يوساب الثاني، واحتجازه بدير البنات وتوقيعه على التنازل عن البطريركية عن طريق (جماعة الأمة القبطية). وفي 5 سبتمبر سنة 1955 اجتمع المجمع المقدس وأصدر قراراً بإعفاء الأنبا يوساب الثاني من منصبه، وتشكيل لجنة ثلاثية لإدارة الكنيسة، وأخطر المجمع المقدس المجلس الملي بقراره.. فتمت الموافقة عليه، وأستبعد البطريرك الأنبا يوساب الثاني إلى دير المحرق في 24 سبتمبر سنة 1956.

البابا يوساب وخادمه

كيف تأسست جماعة الأمة القبطية رداً على الإخوان المسلمون ؟

أما الجماعة التي قامت بخطف البطريرك يوساب الثاني؛ فقد أسسها إبراهيم فهمي هلال (المحامي الشاب) في 11 سبتمبر سنة 1951 تحت اسم جمعية (جماعة الأمة القبطية) المشهرة بوزارة الشئون الاجتماعية حينذاك، وكان غرضها ديني اجتماعي، ولا تعمل بالسياسة. بل وكانت حريصة على إعلان أنها ليست شيوعية. وكان شعارها (إنها اتخذت من الله مليكاً، ومن مصر بلاداً، ومن الإنجيل شريعة ومن الصليب علامة، ومن الشهادة على اسم المسيح غاية الرجاء). وهو ما جعل علاقتها بالكنيسة في بدايتها علاقة وطيدة.

دعت (جماعة الأمة القبطية) إلى إحياء القومية القبطية ومواجهة الفكر المضاد للوحدة الوطنية والاتجاه المتشدد لجماعة الإخوان المسلمين.
لقد ظهرت (جماعة الأمة القبطية) في إطار الدعوة لما يسمى بالقومية القبطية . ولكن تبين لوزارة الداخلية فيما بعد أن هذه الجمعية قد حادت عن أهداف تأسيسها، وبدأت تعمل على تحقيق أهداف خفية في مقدمتها تكوين (دولة قبطية)، وذلك عن طريق استخدام الـقوة المسلحة لو اقتضى الأمر كما فعلت الجماعة بخطفها للأنبا يوساب الثاني سنة 1954. وهو ما يظهر بوضوح أيضاً في الشعار الذي تبنته الجماعة: (الإنجـيل دستـورنا، والقبطية لغتنا، والموت في سبيل المسيح أسمى أمانينا). وهو الشعار النقيض لجماعة الإخوان المسلمين حينذاك: (القرآن دستورنا، والرسول زعيمنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا). وهي ملاحظة شكلية.. غير إننا – في الوقت نفسه – لا نستطيع أن نضع جماعة الأمة القبطية في مقابل جماعة الإخوان المسلمين للاختلاف الجذري في النشأة والتوجه والمضمون مما يسقط أي محاولة للربط أو للمقارنة
بينهما.

البابا يوساب إلى جوار الرئيس محمد نجيب

وقد بادرت وزارة الداخلية باستصدار أمراً قضائياً بحل تلك الجمعية، فرفعت الجمعية المنحلة معارضة في أمر الحل أمام الدائرة الخامسة المدنية بمحكمة القاهرة الابتدائية، وانتهى الأمر بتأييد قرار حل الجمعية.

تميزت جماعة الأمة القبطية بأنها حركة تعمل من خارج الكنيسة، وتحاول تغيير الكنيسة جذرياً لتغير المجتمع فيما بعد، وهو ما جعـلها بعد اكتـشاف أهدافها الخفية.. تمثل نوعاً من التطرف المسيحي الذي يتبنى الأصولية منهجاً في ظل المعارضة داخل الكنيسة. ولا شك أن هناك الآن العديد ممن يمكن أن نطلق عليهم امتداداً لهذه الجماعة ولأهدافها، غير أن المتغيرات الدينية من جانب والمتغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية من جانب آخر لم تسمح بنمو مثل هذه الجماعات المتطرفة والأصولية خلال مرحلة الرئيس جمال عبد الناصر حيث تعامل معها النظام بحسم شديد.

وفي المقابل من موقف النظام المصري من (جماعة الأمة القبطية)؛ فقد اتسمت مرحلة الرئيس جمال عبد الناصر بأنها مرحلة تاريخية في العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في مصر حيث شهد العديد من الكتابات أنها تعبر عن متانة العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس.. كعلاقة مباشرة لا يدخلها وسطاء ولا تدخلها (حساسيات)، وذلك في ظل وجود مشروع قومي لكافة المصريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية، وفي ظل التركيز علي الخطاب السياسي الوطني وتأكيده، وليس الخطاب الديني والطائفي.

البابا كيرلس فى إحدى الصلوات

وعلى الرغم من أن كل الكتابات التي تناولت هذه العلاقة تؤكد على كونها علاقة متينة منذ أن التقى الرئيس جمال عبد الناصر بالبابا كيرلس السادس للمرة الأولى بعد انتخابه بطريركاً سنة 1959 فإن واقع الأمر يؤكد على حقيقة أخرى يجب ذكرها. وهي أن العلاقة بينهما كان يشوبها نوع من التوتر في بدايتها لعدة أسباب، منها: إن البابا كيرلس السادس قد طلب عدة مرات مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر بعد توليه كرسي البطريركية في 11 مايو سنة 1959، ولأسباب غير معروفة لم تتم المقابلة. كما إن الرئيس جمال عبد الناصر لم يكن يعرف شخصية البابا كيرلس السادس الهادئة عن قرب، ولم يجد له مبرر في عدم حضور العديد من المناسبات الرسمية للدولة، واكتفاءه بإرسال سكرتيره كنيابة عن بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وقد انتهت حالة الفتور بمبادرة من البابا كيرلس السادس الذي زار الرئيس جمال عبد الناصر في منزله في 12 أكتوبر سنة 1959 باقتراح من الراحل زكي شنودة (المحامي ومستشار البابا كيرلس السادس الخاص وعميد معهد الدراسات القبطية فيما بعد). وانتهت المقابلة بشكل حميم جداً لدرجة الاتفاق على أن يكون الاتصال بينهما مباشر بحيث أعطى الرئيس جمال عبد الناصر الحق للبابا كيرلس السادس في أن يطرق بابه في أي وقت يشاء.. خاصة في الزيارات المنزلية.

ليست معجزة

وحسبما روى الراحل الأنبا غريغوريوس (أسقف عام الدراسات العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي) لهانى لبيب، حينما سأله عن عدم اقتناعه بما يردده البعض من الكهنة (القساوسة الأقباط) في عظاتهم المسجلة على شرائط كاسيت أو في بعض الكتابات، من أن قوة علاقة البابا كيرلس السادس بالرئيس جمال عبد الناصر تعود إلى ما يردد من أنها معجزة شفاء قام بها البابا للرئيس تارة، ولأحد أبناءه تارة أخرى. بالإضافة إلى اعتقاد الباحث أن شخصية الرئيس جمال عبد الناصر لا تتوافق مع مثل تلك الأطروحات.واتفق معه الأنبا غريغوريوس في الطرح السابق.
الكاتدرائية الجديدة

البابا كيرلس يعمد أحد أبناء الكنيسة

ولبناء الكاتدرائية قصة تؤكد (حالة) التكامل الوطني بين البابا كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر. وهي القصة التي كتبها محمد حسنين هيكل في كتابه خريف الغضب ، ثم أكدها الراحل الأنبا غريغوريوس بعد ذلك. إنها القصة التي بدأت عندما أراد البابا كيرلس السادس بناء كاتدرائية كبيرة تليق بمكانة الكنيسة القبطية، ولم يرد البابا الاستعانة بموارد من خارج مصر. وفي الوقت نفسه، فإن موارد التبرعات المحتملة من داخل مصر كانت قليلة لأن قرارات التأميم أثرت على الأغنياء من الأقباط والمسلمين على السواء. وهو ما جعل البابا كيرلس السادس في مأزق جعله يدعو محمد حسنين هيكل (وكان رئيساً لتحرير جريدة الأهرام حينذاك) لزيارته، وحضر اللقاء الراحل الأنبا صموئيل (أسقف عام الخدمات). وتحدث البابا كيرلس السادس مع محمد حسنين هيكل لبحث مدى إمكانية الحديث مع الرئيس جمال عبد الناصر في هذا الأمر لاستطلاع رأيه دون أن يتسبب ذلك في حرج للبابا أو للرئيس نفسه.

وكان رد فعل الرئيس جمال عبد الناصر إيجابياً جداً.. بتأكيده على أهمية حقوق أقباط مصر في التركيب الإنساني والاجتماعي لشعبها الواحد. وذلك من خلال رؤيته للمركز الممتاز للكنيسة القبطية ودورها الأساسي في التاريخ المصري في ظل المحاولات المتكررة من مجلس الكنائس العالمي لاستقطاب الكنيسة القبطية حينذاك. وهو الأمر الذي تغير بعد مرور سنوات طويلة، وأصبحت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عضواً رئيسياً فاعلاً بمجلس الكنائس العالمي، كما أصبح البابا شنودة الثالث أحد رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط.

وبناء عليه، قرر الرئيس جمال عبد الناصر أن تساهم الدولة بنصف مليون جنيه في بناء الكاتدرائية الجديدة بحيث تقوم الدولة بدفع نصف الإسهام نقداً، ونصفها الآخر يقدم عيناً بواسطة شركات المقاولات التابعة للقطاع العام. وهكذا تم الاتفاق بين الكنيسة والدولة على بناء واحدة من أكبر كاتدرائيات العالم للكنيسة القبطية. وجاء الرئيس جمال عبد الناصر لوضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة بالعباسية في حضور الإمبراطور الأثيوبي هيلاسلاسي والبابا كيرلس السادس، وألقى كلمة جاء فيها: (نادى الدين المسيحي ونادى الدين الإسلامي بالمساواة وتكافؤ الفرص.. واستنكرت الأديان الاستغلال بكل معانيه.. وإحنا كحكومة وهيئة حاكمة – وأنا كرئيس جمهورية – مسؤول عن كل واحد في هذا البلد مهما كانت ديانته، ومهما كان أصله وحسبه ونسبه.. ومسؤوليتنا دي إحنا مسؤولين عنها قدام ربنا يوم الحساب).

الرئيس جمال عبد الناصر يضع حجر الأساس للكاتدرائية

وبالإضافة إلى ما سبق، قام الرئيس جمال عبد الناصر بعدة مواقف وطنية، على غرار: إقالة أحد كبار المسؤولين من منصبه بعدما تأكد من قيامه بالعديد من الإجراءات المتعسفة التي تسببت لمتاعب كثيرة للبابا كيرلس السادس. كما شجع أبنائه على التبرع بمدخراتهم لبناء الكاتدرائية الجديدة.. قائلاً: إن أبناءه صمموا على هذا التبرع إيماناً منهم بالله ووحدة الوطن وأن تبرعهم للكنيسة يساوي تبرعهم لبناء مسجد. كما نذكر أيضاً إن الدولة قد أسهمت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر في 10 مايو سنة 1967 بمبلغ عشرة آلاف جنيه لمواجهة عجز ميزانية البطريركية وسداد مرتبات الموظفين بعد توقفها لعدة شهور.

وحينما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر التنحي عن الحكم بعد هزيمة يونيو 1967؛ توجه البابا كيرلس السادس على رأس وفد من المطارنة والأساقفة والكهنة إلى رئاسة الجمهورية يوم 10 يونيو سنة 1967، وأعلن تمسكه وتمسك الأقباط بجمال عبد الناصر. وعندما تراجع عبد الناصر عن قرار التنحي.. أمر البابا كيرلس السادس جميع الكنائس بضرب الأجراس احتفاء بقرار جمال عبد الناصر. والطريف في الأمر، أنه أثناء مرض الرئيس جمال عبد الناصر وسفره للعلاج في مصحة تسخالطوبو بالاتحاد السوفيتي حينذاك.. كان البابا كيرلس السادس من القلائل الذين كانوا على اتصال تليفوني دائم به للاطمئنان على صحته. وكان على رأس مستقبليه حين عودته للقاهرة.

وحينما رحل الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر سنة 1970 عبر البابا كيرلس السادس عن عميق حزنه في بيان قائلاً: (إن الحزن الذي يخيم ثقيلاً على أمتنا كلها لانتقال الرئيس المحبوب والبطل المظفر جمال عبد الناصر إلى عالم البقاء والخلود أعظم من أن يعبر عنه أو ينطق به. أن النبأ الأليم هز مشاعرنا ومشاعر الناس في كل الشرق والغرب بصورة لم يسبقه إليها ونحن لا نستطيع أن نصدق أن هذا الرجل الذي تجسدت فيه آمال المصريين وكل العرب يمكن أن يموت. جمال لم يمت ولن يموت إنه صنع في أقل من عشرين سنة تاريخنا.. ما لم يصنعه أحد من قبله في قرون وسيظل تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية إلى عشرات الأجيال مرتبطاً باسم البطل المناضل الشجاع الذي أجبر الأعداء قبل الأصدقاء على أن يحترموه ويهابوه ويشهدوا بأنه الزعيم الذي لا يملك أحد أن ينكر عليه عظمته وحكمته وبعد نظره وسماحته ومحبته وقوة إيمانه بمبادئ الحق والعدل والسلام. إن الآسي في قلوبنا أعمق من كل كلام يقال ولكن إيماننا بالخلود وإيماننا بالمبادئ السامية التي عاش جمال عبد الناصر من أجلها وبذل لها دمه وحياته إلى آخر رمق فيها يملأ قلوبنا بالرجاء. إننا نشيعه إلى عالم الخلود محفوفاً بالكرامة التي تليق باسمه العظيم وعزاء للأمة كلها ولأمة العرب بأسرها بل عزاء للعالم في رجل من أعظم الرجال الذين عرفتهم البشرية في كل عصورها).

مرت الأيام، ورحل البابا كيرلس السادس في 9 مارس 1971، فأعلنت إذاعة صوت العرب: (لقد توفى الصديق الوفي لعبد الناصر!!). كما كتب الإمام الأكبر الراحل محمد الفحام شيخ الأزهر الشريف كلمة تعزية قال فيها: (صادق التعزية فيمن كان محبوباً من الله ومن الناس).

الرئيس جمال عبد الناصر يلقى كلمة فى افتتاح الكاتدرائية

الراهب الجاسوس

تعد قصة الراهب الجاسوس من أهم المحاولات التي كانت من الممكن أن تتسبب في الوقيعة والصدام بين البابا كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر.. غير أن الثقة المتبادلة وإظهار الحقائق.. كان صمام الأمان لتجاوز تلك الوقيعة التي تمت في صيف سنة 1960. وذلك حينما قام الراهب المطرود من الكنيسة أرمانيوس المنياوي بإرسال خطاب مزور إلى ديفيد بن جوريون (رئيس وزراء إسرائيل).

وقد بدأت القصة حينما تقدم يوسف محمود الشيخ (صاحب استوديو فريد، والذي يقع أمام محكمة عابدين) بتحرير محضر رقم 163 لسنة 1960 عن شخص يرتدي زي رجال الدين المسيحي يتردد على الاستوديو لكتابة شكاوي ضد البابا كيرلس. كما أبلغه العاملين بالاستوديو بأن الرجل المذكور يقوم بأعمال سحرية أمام الفتاة التي تكتب على الآلة الكاتبة، وهو ما جعلها تستجيب لطلباته.. حيث طلب منها كتابة خطاب على أحد أوراق البطريركية مرسل من البابا كيرلس إلى رئيس وزراء إسرائيل حينذاك بن جوريون.

وعاد إلى الاستوديو فيما بعد وقد لصق بالخطاب عدة أختام وتوقيعات لمسؤولين بالبطريركية. وطلب من العاملين بالاستوديو (تصوير) الخطاب بشرط أن تظهر الصورة وكأنها لخطاب أصلي. وبالفعل استطاع الحصول على ما يريد. وقد ذكر صاحب الاستوديو في بلاغه بأن العاملين عنده على استعداد للشهادة بذلك.. فطلبوا منه إحضار صورة لهم من الخطاب المزعوم. وحين أبلغ مالك الأستوديو البطريركية بهذا الأمر، وعندما عرف بالأمر البابا كيرلس السادس.. كلف وكيل البطريركية بتقديم بلاغ فوري للنائب العام.

وقد كان تعقيب البابا كيرلس السادس على ما حدث بقوله أن هذا الخطاب المزور جريمة عظمى لا تغتفر ليس في حق الوطن فقط، بل في حق الكنيسة أيضاً التي لا يمكن أن تعترف بإسرائيل ولا بالعصابات الصهيونية. كما قال جمال عبد الناصر إنهم يحاولون الوقيعة بيني وبين بابا الأقباط كيرلس. وهكذا انتهى هذا الحدث الاستثنائي كما بدأ بدون أن يؤثر في قوة العلاقات ومتانتها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: