مقالات واراء

مواقف إيمانية من حياة سيد البشرية

received_532472383608153

_____________________كتبه /مكرم محمد محمد عبد اللطيف
…………………………………………./مدير عام ادارة أوقاف كفرصقر
لقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم المثل الكامل فى كل شىء فمن اراد ان يكون له مثلا أعلى من البشر فليكن مثله الأعلى أكمل البشر وسيد الخلق سيدنا محمدصل الله عليه وسلم امتثالا لقول الحق جل وعلا﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ .ومن باب التأسى والاقتداءتعالى معى أخى الحبيب لننظر فى بعض المواقف الايمانية من حياته صل الله عليه وسلم والتى نذكرمنها على حلقات مايلى:
الموقف الاول الجانب البشرى
وأما ما يتعلق بجانبه البشري فهو كسائر البشر خلق الله فيه عواطف وأحاسيس ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ﴾ [سورة الكهف: 110] وفي حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة ” رواه مسلم
ويتمثل الجانب البشرى عند رسول اللهصل الله عليه وسلم فيما يلى:
1- الميل الى بعض متع الحياة المباحة:
فمن مقتضى بشرية النبي صلى الله عليه وسلم أنه يميل إلى بعض متع الحياة المباحة فعن أنس – رضي الله عنه – قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة “رواه الإمام أحمد (16326) بإسناد حسن وليس هذا قدحا في مقامه أوينقص من قدره فلا يعاب أحد من الناس من أهل الفضل أو من دونهم إذا مال إلى بعض ما أباحه الله من متع الدنيا إذا لم يتعد حدود الله ولم تشغله هذه المباحات عن الأوامر أو توقعه في المنهيات.
فميل الرجل إلى زوجته ومحبته إياها لا يقدح في رجولته فضلا عن أن يقدح في دينه فالنفس قد تميل إلى الزوجة أو تنفر منها على قدر التوافق في الصفات والآراء فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. وميل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض نسائه أمر مشهور فعن عائشة قالت ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وإني لم أدركها قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة قالت فأغضبته يوما فقلت خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد رزقت حبها ” رواه البخاري ومسلم واللفظ له. فسيد البشر أتقى الخلق لم يأنف أن يبوح بعواطفه تجاه زوجة من زوجاته متوفاة ولا زال هذا الحب في نفسه باقيا بعد وفاتها وحبه للصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما مستفيض فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا” رواه البخارى ومسلم فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يخبر قائد من قواد المسلمين بحبه لعائشة رضي الله عنها ولم يأنف من ذلك لأنه ليس فيه قدحا ولا يزري به. فالحب سواء للزوجة أو لغيرها من ولد وقريب وصديق من المشاعر التي لا يملكها الشخص فلا يلام عليها ولا تنقص من قدره لكن يستحق الذم إذا أثرت هذه العواطف على تصرفاته فجعلته يظلم أو أضرت بدينه أو دنياه فهنا خرجت المحبة عن الحد الطبعي فيحتاج المحب إلى من يرده إلى جادة الصواب ليعتدل في محبته
وربما حصل اختلاف في الطبائع والأنفس فنتج عن ذلك عدم ميل القلب بين الزوجين أو أحدهما فرأى الزوجان الطلاق فهذا مما لا يذم عليه الزوجان وليس منقصة في حقهما لأن هذا مما لا يملك فعلى فضل حفصة رضى الله عنها فقد طلقها النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم راجعها وسبب ذلك عدم ميل قلب النبي صلى الله عليه وسلم لها فعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت على حفصة بنت عمر رضي الله عنهما فقلت لها يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم
2-الحزن والتألم عند نزول المصائب
و من الجوانب البشرية في حياة النبي حزنه على المصائب التي تنزل به بفقد ابن أو بنت فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – دخل على ابنه إبراهيم وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه -: وأنت يا رسول الله. فقال: يا ابن عوف إنَّها رحمة ثم أتبعها بأخرى، فقال – صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنَّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) رواه البخاري فمحبة الأولاد أمر فطري لا تنفك منه النفس فتتألم لفقده وتذرف الدموع حزنا على فراقه سواء كان صغيرا أو كبيرا فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: (شهدنا بنتاً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – جالس على القبر: فرأيت عينيه تدمعان) رواه البخاري . فالبكاء في هذه الحال مباح بل ذهب بعض أهل العلم إلى استحبابه لأنه علامة على الرحمة وهي محبوبة لله فهو متصف بها و لقوله صلى الله عليه وسلم: “هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده”
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتألم لمصاب أصحابه ويبكى لذلك فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال اشتكى سعد بن عبادة رضي الله عنه شكوى له فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم فلما دخل عليه وجده في غشية فقال أقد قضى قالوا لا يا رسول الله فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا فقال ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: