بداية.. كيف ترى زيارة المشير السيسي إلى روسيا؟

بعد ثورة 30 يونيو حدث تغيير في السياسة الخارجية لمصر لأن الرئيس المعزول محمد مرسي وحكومته لم يتواصلوا بالشكل المطلوب مع الدول الخارجية، حيث كان مساعد الرئيس المعزول للشئون الخارجية والعلاقات الدولية عصام الحداد، يستغل منصبه في عمل زيارات إلى بعض الدول العربية والأجنبية دون تنسيق مع وزير الخارجية الدكتور نبيل فهمي، الذي كان لا يفهم قرارات الرئيس المعزول وجماعة الإخوان، حيث تم تهميش دور وزارة الخارجية وقام مرسي بالتواصل مع الدول الخارجية بطريقة شخصية تهدف إلى خدمة جماعة الإخوان قبل مصلحة البلاد، ولكن بعد ثورة 30 يونيو تم التواصل مع الدول الخارجية بشكل رسمي وواضح من خلال زيارات وزير الخارجية ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابق الدكتور حازم الببلاوي والمشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع.

 

هل أثرت الزيارة على السياسة الخارجية لمصر؟

نعم.. أثرت زيارة المشير السيسي إلى روسيا على الوضع السياسي الخارجي لمصر، خاصة بعد التقارب المصري الروسي في بعض المجالات الاقتصادية والسياسية، حيث غيرت بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من سياستها تجاه مصر بعد حدوث تقارب مع روسيا، وشعرت أمريكا بالخطر بعد زيارة السيسي لروسيا والحديث عن صفقات سلاح قادمة لمصر من الجانب الروسي.

هل تحارب إثيوبيا مصر بالوكالة عن إسرائيل؟

إسرائيل لها اطماع كبيرة في مياه نهر النيل، وحلمها الرئيسي هو بناء دولة اسرائيل من النيل إلى الفرات، ومن مصلحتها أن تقوم مصر بتحويل مصدر مياه نهر النيل ليأتي من نهر الكونغو، الذي سيعطي لإسرائيل الفرصة في الحصول على مياه النيل من خلال التنسيق مع الجانب الإثيوبي، وحينها سيتم بناء دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات .

 

هل هناك تعنت في المفاوضات من الجانب الإثيوبي؟

نعم هناك تعنت ومماطله في المفاوضات، حيث أن الخبراء لم يتوصلوا لأي حلول حتى الآن لمشكلة السد، خاصة أن الموقف الإثيوبي متهرب ومتعنت من أي محاولة للتفاوض رغبة في بناء هذا السد خلال عامين.

ماذا بعد فشل المفاوضات الدبلوماسية؟

مصر لن تتخلى عن نقطة واحدة من حصة المياه الخاصة بها، فهذا حق تاريخي لا يمكن المساس به، وهناك معاهدة سنة 1959، والتي تنص على أن أي نقص في المياه سيتم مناصفة ما بين مصر والسودان، ولذا فالضرر سيكون على الصعيد المصري والسوداني معاً.

 

إذا لماذا تراجع الدور السوداني في مساندة مصر خلال المفاوضات مع إثيوبيا؟

مصر والسودان يواجهان مشكلة واحدة ألا وهي سد النهضة الأثيوبي، لأن في حالة وقوع أي كارثة من سد النهضة سيوقع بالضرر على الدولتين معا، ولكن الجانب السوداني غير متفهم لهذا الوضع ويحاول أن يلعب دور الوساطة بين مصر وأثيوبيا رغم أنه طرف أساسي في المشكلة، وسيتضرر في حال وقوع أي كارثة من قبل السد الإثيوبي، وفي تصريح من الجانب الإثيوبي مؤخرا، ذكر أن الموقف السوداني مدعم للموقف الاثيوبي، حيث أن الجانب الإثيوبي يستمد قوته من الجانب السوداني.

 

في حال فشل المفاوضات.. هل ستتوجه مصر إلى الحل العسكري وتقوم بتوجيه ضربة إلى السد؟

من يتحدث عن توجيه ضربه عسكرية من قبل الجيش المصري إلى أثيوبيا فهو يريد أن يوقع الجيش في حرب جديدة ضد إثيوبيا ليتمكن هو من الحصول على مصالح خاصة به في نطاق نهر النيل أو دولة إثيوبيا نفسها، وأن توجيه ضربة عسكرية إلى إثيوبيا لن يحل المشكلة، بل سيزيدها تعقدا وأكثر دموية.

هل هناك دول كبرى تتدخل في المفاوضات لصالح إثيوبيا؟

هناك دعم كبير من بعض الدول كالصين وإسرائيل لإتمام بناء السد، ولذلك من صالح هذه الدول أن تفشل المفاوضات مع مصر، ولذلك فهي تتدخل في المفاوضات ولكن بشكل غير رسمي أو مباشر، لأن تدخل هذه الدول المباشر في المفاوضات سيقلل من دور إثيوبيا في أحقيتها ببناء السد، خاصة أن معظم دول حوض النيل ليست في حاجة لتوفير المياه، لأن الطبيعة المائية لهذه البلدان متوافرة بشكل طبيعي، لذلك فهي ليست بحاجة للسد، والهدف من وراء إنشاء سد النهضة هو توفير الطاقة الكهربائية لإنشاء مشاريع صناعية إنتاجية على الأراضي الإثيوبية كهرومائي .

هل هناك خطر كبير يمكن أن تواجهة مصر من قبل السد؟

الأرض التي يبنى عليها السد فنياً لا تتحمل بناء كبير كهذا السد، لأن الضغط المائي المفترض وجوده في السد يبلغ 74 مليار متر مكعب من المياه وهي كمية كبيرة لا يمكن أن تتحملها هذه الأرضية، ولذا فدرجة الأمان ضئيلة للغاية تصل إلى 1% أو أقل من ذلك، ولذا من الوارد جداً انهيار السد في أي وقت، حينها ستتعرض مصر والسودان إلى خطر كبير.

هل التنظيم الدولي للإخوان له علاقة بأحداث العنف والشغب التي تشهدها البلاد؟

التنظيم الدولي للإخوان يعمل على نطاق واسع في معظم الدول كقطر وتركيا وسوريا، فالعلاقة واضحة لا تقبل التشكيك ولا يجهلها أحد فهناك تمويل قطري وتركي يتم ضخه لعناصر الجماعة في مصر طمعا في إعادة مرسي للحكم مرة أخرى وحفاظا على مستقبل الجماعة الذي انهار عقب ثورة 30 يونيو فالجماعة فقدت توازنها ووضح للجميع أنها جماعة إرهابية.

متى ستنتهي العمليات الإرهابية التي تشهدها البلاد؟

هناك جماعات إرهابية أتت إلى مصر عقب ثورة 25 يناير كتنظيم القاعدة وأنصار بيت المقدس، وتمركزت في بعض الأماكن الحدودية كسيناء والحدود مع ليبيا، وظهرت بشكل أكبر بعد ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي كانت تساندهم بشكل كبير، فهناك إمداد من الخارج لهذه الجماعات ويتم الآن التعامل معها بشكل تنظيمي قوي وسيتم القضاء عليهم.

ماذا تفعل مصر لتستعيد دورها الرائد في أفريقيا؟

مصر مازالت رائدة الدول الإفريقية، ولكنها تعرضت لبعض الإخفاقات خلال فترة حكم جماعة الإخوان، لذلك يجب عليها أن تقوم بالتواصل مع جميع الدول الإفريقية خاصة دول حوض النيل قبل أن يتم السيطرة عليه من قبل بعض الدول الخارجية كإسرائيل والصين، خاصة أن هذه الدول تقوم بإنشاء العديد من المشاريع الاقتصادية في منطقة حوض النيل للاستفادة من مياة النيل والسيطرة على المنطقة.

 

هل نجحت الجماعة الإرهابية في إختراق جهاز المخابرات العامة خلال فترة حكمها للبلاد؟

كان الهدف من نقل تبعية الهيئة العامة للاستعلامات لرئاسة الجمهورية في عهد الإخوان أن تكون تحت سيطرة الدكتور عصام الحداد من أجل أن يتصل بالخارج، ولكن أهم ما يميز جهاز المخابرات العامة أنه يعمل لصالح الدولة وليس لنظام أو شخص أو منظومة معينة فهو كالماكينة التي تعمل بصفة مستديمة تحت أي ظروف، وأن الجهاز يعتمد على كوادر معينة لها صفات خاصة تخضع لاختبارات وتدريبات معينة وبناء عليه يتم الاختيار، مع مراعاة ألا يكون لهذه العناصر أي انتماء حتى لا يكون هناك أي تأثير على تحليل المعلومة قبل وصولها لمتخذ القرار.