من بين 27 محافظة.. المنوفية تحكم ومصر تشاهد

تحقيق / ابراهيم البسيونى

في منتصف الدلتا، تقع محافظة المنوفية، التي تعد من أقل المحافظات مواردًا في مصر، لكن بالنظر إلى تاريخ مصر الحديث، تجد أنها المحافظة الأكثر تأثيرًا في تاريخ مصر الحديث.
فرغم أنها تعد من أقل المحافظات مواردًا، إلا أنها قد أخرجت لمصر ثلاثة رؤساء، وعدد من القادة والسياسين، بدءً من الرئيس الراحل أنور السادات، وحتى الرئيس المؤقت، عدلي منصور.
 و كون المنوفية مجتمع زراعي فقير ذات دخل محدود، أعطى أهل المنوفية اهتمامًا أكبر للتعليم والتجارة وتربية السياسيين لكي يعملوا على رفع المستوى المعيشي لأهل محافظتهم فيما بعد، لذلك تجد أن المستوى التعليمي في محافظة المنوفية أعلى من بقية المحافظات، ربما يدل على هذا النتائج الدراسية للمحافظة، والتي تأتي دائمًا من ضمن أعلى ثلاث محافظات على مستوى الجمهورية، كما يدل على ذلك كون كلية طب المنوفية تأتي في التنسيق قبل كلية طب القصر العيني بالعاصمة.
الآن يشارك أبناء محافظة المنوفية في جميع الأجهزة السيادية، بدءً من الشرطة، مرورًا بالمخابرات، وصولًا ٌلى منصب رئيس الجمهورية.
فقد بدأت قصة المنوفية منذ اعتلاء الرئيس الراحل أنور السادات للسلطة، في سبتمبر 1970، عقب وفاة لرئيس جمال عبد الناصر،واستمر الوضع في فترة حكم خليفته، الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي تخلى عن السلطة في فبراير 2011.
عقب تخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن السلطة، تولى الحكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعلى رأسه المشير طنطاوي، والذي ترأس الوزارة في عهده الوزارة كلًا من عصام شرف وكمال الجنزوري.. ولايخفى على المتابع وغير المتابع أن كلاهما من أبناء محافظة المنوفية.
لكن في عام 2012، وتحديدًا في 30 يونيو، تم كسر القاعدة، حيث اعتلى سلم السلطة في مصر رجل ليس من أصول “منوفية”، حيث فاز الرئيس السابق محمد مرسي في سباق الرئاسة ليصبح أول رئيس جمهورية “غير منوفي” منذ أكثر من 40 عامًا.
وفي أثناء سنة حكمه الوحيدة، جاء مرسي برجل “منوفي جديد” في أحد المواقع ذات الأهمية، ليصبح هذا الرجل فيما بعد، أهم رجل على الساحة السياسية المصرية.. فاللواء عبد الفتاح السيسي، رئيس الخابرات الحربية آنذاك، والفريق أول ثم المشير والقائد العام للقوات المسلحة فيما بعد، من أصول منوفية.
وبعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي من منصبه، جاء رئيس المحكمة الدستورية، المستشار عدلي منصور، ليصبح رئيسًا مؤقتًا للبلاد.. يذكر أن الرئيس عدلي منصور “منوفي”.