الشارع السياسى

مفتي الديار المصرية :محاربة الفساد فريضة

تنزيل (59)

كتب/عبدالرحمن الشاعر

أكد فضيلة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن مكافحة الفساد من القضايا التى أَولاها الإسلام عناية خاصة جدًّا؛ حيث عمل على محاربة الفساد ومنعه وإقامة مجتمع عادل سليم.

وأضاف المفتى، خلال حلقة اليوم من برنامج “حوار المفتي” -الذى يُذاع على قناة “أون لايف”، “أننا عندما نقرأ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، نلحظ أن مفردة “فساد” وما يُشتقُّ منها جاءت بأساليب مختلفة متكررة؛ ما يدل على الكراهية للفساد، فالله سبحانه وتعالى لا يحب الفساد ولا يُصلح عمل المفسدين، وهو ما يؤكد لنا أن الفساد بكل مضامينه وأشكاله منبوذ تمامًا فى الإسلام”.

وأوضح المفتى أن الفسادَ خللٌ حدث لدى الإنسان لأنه خالف ما أمر الله سبحانه وتعالى به أو أتى ما نهى عنه، فهو جناية على القواعد الشرعية وعلى القوانين التى وُضعت لتنظيم حياة الناس، وكل مخالفة أو جريمة تُرتكَب هى نوع من الفساد.

وأشار فضيلته إلى أن الفساد يتنوع فى مجالات عديدة؛ سواء اقتصادية أو اجتماعية أو أُسرية، حتى فساد العلاقة مع النفس بترك العبادات وغيرها، ويجب محاربة الفساد فى شتى المواطن؛ لأن الإسلام جاء ليصلح المجتمعات والأفراد بمنظومة تشريعية متكاملة لكافة تعاملات الحياة؛ مما يؤكد أن محاربة الفساد فريضة إسلامية ينبغى أن تُفَعَّل، وهى من فروض الكفايات التى ينبغى أن يقوم عليها المجتمع بكامله لتحصيل كل ما يؤدى للصلاح ودفع ما يؤدى للفساد.

ولفت مفتى الجمهورية، إلى أن مسئولية مكافحة الفساد لا تقع فقط على عاتق الحاكم أو الدولة، بل هى مسئولية مشتركة وفردية رسَّختها الشريعة الإسلامية، وجعلت كلَّ فرد من أفراد المجتمع لديه مسئولية فى هذا الإطار، مستشهدا بقول الله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِى عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} [الإسراء: 13].

وحذَّر مفتى الجمهورية من الوقوع فى الشبهات والأمور التى قد تؤدى إلى الوقوع فى الفساد، مذكِّرًا بقول النبى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ فِيهِ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَاقَعَهَا وَاقَعَ الْحَرَامَ، كَالرَّاعِى يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أن يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَا حَرَّمَ، أَلَا وَإِنَّ فِى الْإِنْسَانِ مُضْغَةً إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلَا وَهِى الْقَلْبُ» (رواه أحمد فى مسنده).

وأضاف المفتى، أنه لا يوجد مجتمع يستشرى فيه الفساد يكون قائمًا على أساس صحيح، مؤكدًا أن كل دولة يكون لديها الهمة وتحمُّل كل فرد ومسئول لمسؤوليته لن تكون فى مهب الريح ولن يطالها الفساد، مؤكدا أن الشرع الشريف وضع جملة من الإجراءات لكى يقى بها الإنسان من الوقوع فى الفساد، وكذلك وضع إجراءات وعقوبات إذا وقع الإنسان فى الفساد، حتى يكون رادعًا لغيره.

وأشار فضيلة المفتى، إلى أن من تلك الإجراءات تربية الوازع الدينى والضمير والرقابة الذاتية لدى الإنسان حتى لا يكون فى حاجة إلى مراقبة أحد له، فيكون حينها استشعاره بالمسئولية الدينية هى الرقيب عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: