آدم وحواءتحقيقات صحفيهتهانى ومناسبات

محمد عبدالله يكتب | ما هى الفرحة التى تجمع مصر والأردن يومى 8 و9 يونيو؟

141499

على الرغم من قوة ومتانة العلاقات القائمة بين مصر والأردن على كافة الأصعدة إلا أن القدر أراد لهما أكثر من ذلك، حيث احتفل المصريون في الثامن من يونيو الجاري بتنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر فيما احتفل الأردنيون في اليوم الذي يليه بذكرى جلوس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على العرش.

 

فمصر هي الشقيقة الكبرى للأردن وتحظى بمكانة كبيرة لدى الأردنيين جميعا ملكا وحكومة وشعبا، وهو ما تجسد في الزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبدالله الثاني عقب ثورة 30 يونيو كأول زعيم عربي ودولي يزور القاهرة في العشرين من يوليو الماضي للتأكيد على دعم ومساندة الأردن لخيارات الشعب المصري، وأيضا مشاركته شخصيا في حفل تنصيب الرئيس السيسي.

وتقديرا لمواقف الأردن ومساندته لمصر في المحنة التي مرت بها خلال الفترة الماضية، رحب الرئيس السيسي بحفاوة كبيرة بالعاهل الأردني الذي كان من أول المصافحين والمهنئين له من الزعماء والقادة العرب المشاركين في حفل التنصيب الذي أقيم في قصر الاتحادية يوم الأحد الماضي.

ولم يكتف بذلك بل تقدم في كلمته بالشكر، خلال الحفل، إلى كل الدول التي ساندت مصر .. فيما ركزت وسائل الإعلام المرئية وقتها على ملك الأردن في إشارة إلى أن القيادة المصرية لم ولن تنسى الإخوة الأشقاء الذين ساندوا مصر ودعموها ووقفوا إلى جانب خيارات الشعب المصري.

وفي هذا الإطار..قال وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني إن مشاركة الملك عبدالله الثاني في احتفال تنصيب الرئيس السيسي تأتي تقديرا لمصر وشعبها ورئيسها وأيضا لريادتها في المنطقة العربية.

وأضاف المومني إن الأردن ملكا وحكومة وشعبا حريصون على أن تعود مصر إلى مكانتها ودورها عربيا وإقليميا ودوليا علاوة على دعمهم لمساعي القيادة المصرية الجديدة في ترسيخ الأمن والاستقرار ومواصلة مسيرة البناء والإنجاز.

ومن جانبه..أكد السفير خالد ثروت سفير مصر لدى الأردن على أن مشاركة العاهل الأردني في احتفالات تنصيب الرئيس السيسي تعد دلالة كبيرة على أهمية المكانة التي تتمتع بها مصر لدى المملكة وقائدها وشعبها ، وحرصها والكثير من الدول العربية والإسلامية والغربية على استعادة مصر لدورها القيادي والمحوري على الصعيدين العربي والإقليمي.

وقال السفير ثروت إن مواقف الأردن كانت ولاتزال داعمة لمصر في الظروف التي مرت بها وهو ما ظهر جليا في زيارة العاهل الأردني كأول زعيم عربي ودولي يزور مصر عقب ثورة 30 يونيو في الوقت الذي شكك فيه الكثيرون في إرادة الشعب المصري وفي ثورته.. ومن هنا كان طبيعيا أن يكون الملك عبدالله الثاني على رأس الحضور في حفل تنصيب رئيس الجمهورية المنتخب.

ولم يتوقف الدعم الأردني لمصر عند ذلك، بل امتد إلى إرسال العاهل الأردني مستشفى ميدانيا عسكريا إلى القاهرة للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين المصريين وتخفيف العبء عن القطاع الصحي المصري..وأيضا مشاركة رئيس الوزراء وزير الدفاع الأردني الدكتور عبدالله النسور في احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر المجيدة للتأكيد على أن العلاقات المصرية الأردنية (تاريخية وأخوية وراسخة على الدوام ، وأن الأردن بجانب شقيقته الكبرى في أفراحها وأتراحها).

وتأكيدا من الزعيمين المصري والأردني على الرغبة المشتركة والحرص المتبادل على توطيد أواصر الأخوة والتنسيق والتشاور بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين والقضايا العربية ، اجتمع السيسي والملك عبدالله الثاني بعد انتهاء مراسم التنصيب حيث أكد عاهل الأردن وقوف بلاده إلى جانب مصر وخيارات شعبها ودعم مساعي قيادتها الجديدة في ترسيخ الأمن والاستقرار ومواصلة مسيرة البناء والإنجاز فيما أعرب السيسي عن شكره والشعب المصري للأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني على مواقفه الداعمة للبلاد ووقوف المملكة إلى جانب خيارات الشعب المصري.

وفيما يتعلق بيوم التاسع من يونيو من كل عام عند الأردنيين..فهو يصادف ذكرى جلوس العاهل الأردني على العرش في العام 1999 ، حيث لم يتوان الملك منذ ذلك اليوم وحتى الآن عن تقديم العون والمساندة لقضايا الأمة وتحقيق الرخاء وإرساء قواعد السلام العادل والشامل خاصة ما يتعلق بقضية فلسطين والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
كما يؤكد دوما على ضرورة دعم مساعي العملية السلمية وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق المرجعيات المتعددة ومبادرة السلام العربية، وأنه مع الحل السياسي السلمي الشامل للأزمة السورية.

وعندما تعرضت دول المنطقة لثورات الربيع العربي إلا أن الأردن ظل متماسكا بفضل قيادته الهاشمية والتفاف الشعب الأردني حوله..ورغم قلة موارد المملكة المحددوة استقبل الآلاف من اللاجئين السوريين حيث يتجاوز عددهم حتى الآن وفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين ما يزيد على 600 ألف في حين يشير المسئولون الأردنيون إلى أن عدد السوريين في المملكة يتجاوز المليون و300 ألف.

وعلى الصعيد الداخلي..جسد مفهوم التنمية السياسية التي يشارك فيها جميع قطاعات المجتمع وقواه السياسية حيث النزاهة والمساءلة والشفافية وسيادة القانون والعدالة والمساواة إضافة إلى مشاركة فاعلة وحقيقية للمرأة الأردنية والشباب الأردني وتفعيل طاقاتهم واستثمارها في شتى مناحي الحياة.

وبهذه المناسبة..قال الملك عبدالله الثاني اليوم موجها حديثه للأردنيين (كنت ومازلت أستمد العزيمة والقوة من إرادتكم ودعمكم وتضحياتكم حتى يظل الأردن قويا وشامخا ومرفوع الرأس ..والحمدلله اجتزنا ظروفا صعبة جدا وحققنا وأنجزنا الكثير..وأنا ومنذ أن نذرت نفسي ونذرني الحسين من قبل لخدمتكم ليس لي غاية في هذه الدنيا إلا إرضاء الله سبحانه وتعالى وخدمة الأردن العزيز الغالي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: