الشارع السياسىتحقيقات صحفيه

محمد عبدالله يفجر المفاجأة ويكشف: تفاصيل صراع أردوغان والغنوشى على قيادة الإخوان

120069_1393237265هل حقًا هناك انقسام بين إخوان الداخل والخارج بشأن تعامل التنظيم مع مصر تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي؟.. بالقطع لا.. الفريقان لا يمانعان طالما تحققت مصالحهما.. فقط هناك خلاف على طريقة التفاعل مع النظام، بينما لا توجد أدنى مشكلة في التعاطي مع السلطة.. هناك جدل حول هل نواصل سياسة التصعيد، التي انحسر تأثيرها إلى حد التلاشي، أم نبعث بإشارات تودد بالانخراط الهادئ في الحياة السياسية، عبر خوض انتخابات البرلمان؟..

انتخابات البرلمان تشعل معركة بين

قادة الجماعة بالسجن وكوادر التنظيم

الدولى

الشاطر ورفاقه يصرون على مواصلة

سياسة الثأر من الدولة لإجبارها على

إطلاق سراحهم

منير يدعم المطالب الغربية بخوض

الانتخابات والتضحية بقادة السجن لإنقاذ

التنظيم

تلك هي معضلة قادة الإخوان الأصعب حاليًا.. قادة السجن يشعرون أن حياتهم باتت في خطر.. فرص نجاتهم من حبل المشنقة أو السجن، تتراجع يومًا بعد آخر.. فكرة الثأر والانتقام تسيطر عليهم.. يرون فيها السبيل الوحيد لإجبار السلطة على التفاوض معهم وإطلاق سراحهم.. بالأحرى على تجاهل الإرادة الشعبية، وبيع أحكام القضاء الباتة، شراءً لخاطر من تورط بالأمر، أو حتى الصمت، في إسالة دماء المصريين، سواء كانوا من أبناء التنظيم أو من خارجه..

بينما نفر من قادة الخارج يخشون من وضع كلمة النهاية للتنظيم في بلده الأم.. بعضهم لا يجد غضاضة في التضحية بزمرة الإرشاد المسجونة والهارية من أجل أن تبقى الجماعة على قيد الحياة.. يرون في تخليد أسمائهم في أدبيات الإخوان، ضمن الشهداء والمضحيين، ثمن كاف لدفع حياتهم نظير إنقاذ صنيعة البنا..

بين الفريقين تقف الجماعة متسمرة.. مراكزها العصبية أصابها العطب.. غياب القيادة الراشدة في التنظيم يهدد وجوده من الأساس..

المثير أن الخلافات في مواقع السلطة بالإخوان، تضاعف على وقع التمزق بين عدد من القوى الإقليمية والدولية، التي تقف خلف التنظيم، سواء أثناء حكم محمد مرسي، أو حتى بعد عزله.

قادة السجن، ونظرائهم الهاربون، المرتجفون خوفًا من الأحكام القضائية المشددة والمغلظة المتوقعة بحقهم، يسير خلف قوى العداء الراديكالي لمصر ما بعد 30 يونيو 2013.. هؤلاء يسبحون بحمد تركيا وقطر.. يسيرون خلف نزقات أردوغان وألعاب تميم المغرور.. يصرون على سياسة الدم والنار..

أما قادة التنظيم الدولي، بعضهم لا كلهم، يميلون للسياسة البراجماتية الغربية.. ما لا يدرك كله لا يترك كله.. إذا ضاعت الرئاسة والسلطة، فإن التنظيم باق حتى الآن.. إحياء تواجده في قلب المشهد السياسي المصري، ولو بشكل رمزي، لا مفر منه..

هؤلاء يميلون لرؤى واشنطن وبروكسل.. التعامل مع الأمر الواقع أكثر نفعاً من المكابرة.. يرون في نموذج تونس راشد الغنوشي تجربة ناجحة تستحق الدراسة والتأمل.. الخضراء كانت تهرول على طريق مصر الإخوان في 30 يونيو.. لكن أهل الحكم من الجماعة هناك، أبوا أن يسيروا على نهج خيرت الشاطر ورفاقه.. انحنوا لعاصفة التمرد ضدهم، قبلوا بالشراكة، لم يترددوا في التنازل.. النتيجة: مرت الزوبعة، ولم تتزحزح أقدامهم كثيراً من السلطة..

الثابت أن النهضة الإخواني التونسي حاول تكرار سيناريو الأخونة والاستحواذ والهيمنة الذي مارسته الجماعة الأم في مصر، إبان حكم مرسي، في بلاده. غير أن صفعة 30 يونيو كانت مدوية. هنا تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية تحاشيًا لإخفاق جديد مماثل لما جرى في بلاد النيل.. حاولت إنقاذ بقية أذرع حليفها الإخواني في المنطقة، فتحركت عبر واجهتها باريس، لاحتواء الوضع في تونس، قبل أن تجبر النهضة والغنوشي على التراجع عشرات الخطوات إلى الخلف، حتى لا ينهار مشروع جماعته للأبد.. لكن الفيصل في القصة كلها، أن إخوان تونس لم يكابروا.. خضعوا ولو بعض الشيء.

الغنوشي نفسه واجه إخوان مصر، ومن يدعمهم، بمأساتهم من دون مواربة، قال لهم علنًا: سياستكم مرتبكة.. ارتجالية.. متمردة.. صبيانية. اعترف بأنهم تفرغوا للدس، والتخوين، والتفرقة بين الناس، والاستحواذ على السلطة، وإقصاء الآخر.. كما حمل لهم عروضًا في صورة ضمانات أوروبية بترك العنف، مقابل عودة آمنة لقلب المشهد العام والسياسي المصري.. لكن لا حياة لمن تنادي..

الآن قيادة الإخوان بين مفترق طرق، إما مواصلة نهج الثأر القطري التركي من الدولة المصرية، أو التهدئة والخضوع للعبة السياسة كما يريد لهم الغرب وأبناء جماعتهم في تونس.. الصراع بين الجانبين، وعلى ما يبدو لن ينته قريبًا.. الشاطر يعلن مواصلة المعركة مع السلطة، في المقابل يتحرك إبراهيم منير لإيجاد نافذة عودة للتنظيم..

الفريقان يتناقشان وظهرهما متقابلان.. لا حوار على ما يبدو بينهما.. الأمن بالقطع سحق كثيرًا من وسائل التواصل.. لكن المأساة أن جوهر التواصل نفسه لم يعد متاحًا بينهما.. كل طرف يريد تغليب مصلحته، ومن ثم اقتناص قيادة الجماعة وتوجهاتها وسياساتها، وليذهب الآخر إلى الجحيم..

 1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: