الشارع السياسىتحقيقات صحفيه

محمد عبدالله يفتح بالوثائق.. ننفرد بنشر أخطر رسالة من أمير «القاعدة» فى سيناء للظواهرى

3628905546

رغم تناثر شظاياها لـ(قواعد) تنتشر في أنحاء العالم كله، لكنها ترى في نفسها كلمة السر فى كل زمان ومكان للدفاع عن الإسلام والشريعة وإعلاء كلمة التوحيد ومحاربة جند (الطاغوت).. وعندما توجه دفتها نحو بلد ما، سرعان ما يكون اسم (القاعدة) مركز استقطاب لجميع الجهاديين في العالم، وتكون النتيجة المتوقعة لا يعرف أحد عواقبها ولا مستقبلها بعد.

الأمير يدعى أبوبكر الزّيعلى.. وكلمة

سر المراسلات «النذير العريان»

الرسالة تحوى استغاثة واعتذار عن

طريقة المراسلة العامة..وتؤكد: حيلة

المضطر ووقعنا فى بلوة

الزعيلى للظواهرى: نحن محاصرون..

ولم يبق وقت للانتظار وننتظركم بفارغ

الصبر

 

على الرغم من أن بعض الجهاديين السابقين فى مصر بشتى تنظيماتهم نفوا قطعيا وجود فروع للقاعدة فى مصر، وأكدوا أن الفكر متواجد لدى المئات من المجاهدين فى سيناء ومحافظات مصر، ورغم أن السلطات الأمنية فى مصر من قوات للجيش والشرطة تحاول ملاحقة جماعات مثل (أنصار بيت المقدس) و(الفرقان) وغيرها، وهى أسماء مستحدثة لتنظيم القاعدة فى مصر والذى لم يسمح لأحد بالدخول فى وسطهم أو حتى التقرب منهم. إلا أن (مبتدا) فى هذا التحقيق سيثبت بما لا يدع مجال للشك أن القاعدة هى وراء كل الأحداث الدامية فى مصر.

فقد حصلنا على الرسائل السرية التى يتم مبادلتها بين التنظيم فى مصر وبين التنظيم الأساسي فى جبال أفغانستان، والذى جاءت إحدى تلك الرسائل تحت مسمى (النذير العريان) ومدون عليها فى الصفحة الأولى منها (رسالة مفتوحة إلى شيخنا وأميرنا.. الشيخ/ أيمن الظواهري حفظه الله)، والرسالة ممهورة بإمضاء أحد قادة القاعدة فى سيناء ويدعى أبو بكر الزّيعلى، والذى يقدم فيها اعتذار جاء نصه كالتالى: (نأسف كل الأسف أن نخاطبكم عبر هذة الوسيلة العامة.. لكنها حيلة المضطر، ولو كانت لدينا وسيلة خاصة لما احتجنا إلى استخدامها، مع أن الذى نذكره ما هو إلا لمعة من شكوى تنبىء عما نكابده من البلوى، وننتظر منكم إتاحتنا فرصة لإيصال الحقيقة إليكم مدعومة بالأدلة والشواهد عبر الوسائل التى ترونها).

وفى متن الرسالة قال أبو بكر الزّيعلى (إنه يكتب هذا الخطاب لأنه استشعر أمانة نقل هذه الشكوى من الأغلبية الصامته، من مختلف شرائح المجاهدين، ولأنهم طرقوا كل الأبواب لتصليح المسار قبل أن تغرق السفينة، لكن الأوضاع تزداد سوء، حيث أنه عندما شكلت محكمة شرعية لفض المنازعات الداخلية مع أمير التنظيم فى مصر ذهبت قراراتها مع أدراج الرياح، وبذلك انسدت جميع سبل النصيحة السرية، حيث لمس المجاهدين فى الفترة الأخيرة إنحرافا لقادة التنظيم فى مصر، وشهدنا تراجعاً ملحوظا عن مكتسبات المجاهدين، حيث كانت تخضع لإدارة الحكة فى السنوات الماضية عشر ولايات (محافظات)، وقد اكتسبنا تعاطفاً من الشعب المسلم، وتمتعنا أيضا بتأييد منقطع النظير من القبائل السيناوية، إلا أن روح الجهاد قد انحصرت وتحطمت بعد عزل الكثير من قادة الجهاد وإبعاد العلماء عن العمل وتهميش أصحاب الخبرات والقدرات من الإخوة المجاهدين).

وأضاف فى رسالته الموجهة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري (توافد علينا شباب المجاهدين ودربناهم فى ميادين النزال وثغور الرباط، لكن الاستبداد فرق شملهم وبدد آمالهم وأفسد أخوتهم وجعلهم شيعاً، ويتركون فى الغابات مع السباع ليواجهون الموت البطىء لوحدهم، وأن الكل ينتظر الحل لكن كافة الطرق الموصلة إلى الحل ممنوعة – لا صلح .. لا عفو.. لا محاكمة – والمشاكل تتفاقم بسبب تضييق الخناق علينا بطرق سرية، حتى يتفلت الأمر ويصعب الضبط، فتسمع الدنيا بداية المعارك الإعلامية الشرسة فى غرف التواصل الإجتماعي، وينقل التويتر تفاصيها للجميع).

واستطرد فى شكواه قائلا: (يا أميرنا الغالي.. كان ضمن تعليماتكم وتوصياتكم فى رسالة البيعة أن نبسط الشورى وتكون لنا عادة وخلقا، لكن الأمور للأسف تدار فى التنظيم بأساليب فردية لا شرعية وشمولية لا شورية، وأمراءنا فى التنظيم يصعب عليهم قبول النصيحة، ونلفت النظر أنهم ينفذون عمليات ضررها على الإسلام أكبر بكثير من نفعها، بل وفقدنا بسببها تأييدا شعبيا وقبائلياً لا يستهان به، ويتم التعامل مع تلك العمليات بالتزام الصمت، وأن الكارثة الكبري كمنت فى تهييج صغار المجاهدين من ذوي الفطرة السليمة على إخوانهم من علماء الحركة وبعض قادتهم الذين يصدعون بكلمة الحق، حتى وصلت مراحلها إلى التهديد بالتصفية، فالقضية ليست (اسمع واقطع) فقط بل إنما الطاعة فى المعروف فقط، ولا يخفى على الجميع هنا وعندكم أن هناك انحرافات دينية تدب فى الدوائر المقربة من الأمير ومن يستخلصهم ويعزلهم عن العلماء ويشرف على تربيتهم الخاصة).

أغرب ما لاحظه (المساء نيوز ) فى الرسالة، عندما أكد أكد كاتب الرسالة الذى يستغيث من انحرافات القاعدة فى سيناء من (سجون الحركة)، والذى يقول عنها (هناك نوعان من السجون تديرها الحركة، كالسجون العامة التابعة للمحافظات، وسجون آخرى سرية تابعة للأمير ولا يسمح للقادة زيارتها ولا لعلماء المجاهدين مراقبتها، فالداخل لهذه السجون مفقود والخارج مولود، وحاولنا مرارا إنهاء تلك السجون السرية أو فتح أبوابها لتراقبها عين الشريعة ولكن لم نجد جوابا، وسأمنا تقديم الشكوي للأمير بشأن انتهاكات حقوق الضحايا الشرعية، كما أن الأمير يمارس شتى أنواع الضغط على الأعضاء كالإشاعة وتشويه الصورة لكسر إرادتهم وشراء الذمم، وإغداق الأموال على بعض الأفراد وتضييق الأرزاق والتجويع للترويض على الآخرين).

كما لام كاتب الرسالة الظواهري قائلا: (لماذا لم تسأل عن رجالنا المجاهدين وهم رأس مال الجهاد وعموده الفقري، فالمهاجرين والأنصار طاقتهم مهدرة).

مضيفا بأن (الأمير استثقل نشر الجهاد وإيصال العلة لإخواننا المسلمين فى دول الجوار، والنظم عندنا تغيرت بتغير رغبات الأمير وشهواته، فلا شروط بين المسلمين تربطه ولا عهود بين المجاهدين تقيده، وآخر ما قام به الأمير هو إقالة أمير مجلس (الحل والعقد) بطريقة سرية وبدون أسباب شرعية معروفة، وهى ما تبقى من إدارة الحركة، كما أن قائمة المطلوبين دوليا بتهمة الإرهاب من قبل أميركا وأوربا ودول الجوار أصبحت تحمل أسماء الكثيرين منا، وأصبحت مسميات الأشياء التى تعلمناها لديكم غير الذى عرفناه، فمثلا (المضافة للمهاجرين) أصبحت تعنى سجنًا مريحًا أو إقامة جبرية بدون إشعار الضيف، أما (معسكر التدريب) أصبح يراد منه إيقاف الأخ عن العمل والحد من نشاطاته العامة، و(جبهة القتال) أصبحت تعنى العقوبة والأعمال الشاقة.

فى نهاية الرسالة قال أبو بكر الزّيعلى قائد كتائب القاعدة فى سيناء، (شيخنا وأميرنا.. الآن لم يبق وقت للانتظار، ولا موضع للاصطبار، فالأمور قد وصلت إلى مرحلة لا يجدى معها الكلام العام، فنحن نسير فى نفق مظلم لا يعرف ما يخفيه إلا الله ، ولابد من التدخل الفورى من قلبلكم بأن لا يتقد الأمير نحو إراقة دماء المجهادين من المهاجرين والأنصار، وأن لا ينتقم بالقيام باعتقالات تعسفية بل أن يفرج عن المعتقلين ظلماً، والاطلاع على قرارات المحكمة الشرعية لفض المنازعات الداخلية مع الأمير، وننحن ننتظركم بفارغ الصبر).

140498

140499

140500

140501

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: