حوادث وقضايا

محمد عبدالله : المساء نيوز تفتح الملفات السرية وتكشف ماهو سر اغتيال ضباط الشرطة الكبار كل يوم اربعاء

تحقيق / محمد عبدالله

تفجير مديرية امن الدقهليه
تفجير مديرية امن الدقهليه

ردّد البعض بسخرية، لا تخلو في أحيان عدة من مرارة، منذ انفجار موجات العنف المسلح ضد رجال الشرطة (وكذا الجيش)، خلال الشهور الماضية، أن وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، يتوجه إلى مسجد الشرطة بالدرّاسة، لتشييع جثامين الضباط والجنود من ضحايا الإرهاب الأسود، بمعدلات تفوق ذهابه إلى مكتبه بالوزارة!!

الجماعات المسلّحة تنشط في

استهداف قيادات الداخلية في

«الذكرى

الأسبوعية» لفضّ رابعة

اغتيال العميد أحمد زكي وتفجيرات

جامعة القاهرة وسقوط العميد طارق

المرجاوي كانت يوم الأربعاء

هل هي مصادفة أن يتم تفجير

مديرتي أمن الدقهلية

والقاهرة            

يومى 24ديسمبر 2013 و24

ديسمبر

2014؟

 

السخرية تنطوي بلا شك على لوم شديد لجهاز الأمن. رجاله الكبار (برتب لواء وعميد) أصبحوا صيدًا سهلًا للسيارات المفخخة، والقتلة المحترفين ممن يتحرّكون فوق درّاجات بخارية طائرة، بينما بات صغار الضباط فريسة أكثر إتاحة من ذي قبل. أما عن استهداف جنود وضباط صف وأفراد الأكمنة الثابتة، بطول مصر وعرضها، فحدّث ولا حرج. هذا إلى جانب من يسقطون في المواجهات المباشرة بين الأمن وعناصر التطرف من حين لآخر، أو خلال اقتحام أوكار التكفيريين.

غير أن الأكثر إيلامًا في القتل البارد لقيادات الشرطة، أو بالأحرى في فشل وزارة الداخلية نوعًا ما في حماية رجالها (بغض النظر عن الملاحظات الخاصة بتجاوزات الجهاز الأمني المصري والتي لا تزال بلا حل)، أن عمليات قنصهم وقتلهم، تسبقها تهديدات علنية منشورة في الفضاء الإلكتروني، ضدهم وضد أسرهم، سواء من زعماء الجماعات التكفيرية، وعلى رأسهم أيمن الظواهري المتستر بعيدًا في جبال تورا بورا، أو من أعضاء تحالف دعم الشرعية/ الإخوان، مثل رئيس حزب الفضيلة المهندس محمود فتحي، فضلًا عن الميليشيات الإليكترونية للتنظيم في نوافذ الإنترنت. والأخطر أن الاغتيالات باتت تتخذ مواعيد ثابتة.. الأربعاء من كل أسبوع، أصبح يومًا اعتياديًا للدماء من جانب حَمَلة النجوم والنسر والسيفين.

منذ الإطاحة بمرسي وأهله وعشيرته، وحتى الآن، ووفق بيانات حكومية ورسمية، سقط ما يقرب من 500 من قوات الجيش والشرطة، بعضهم ضبّاط كبار، وذلك على خلفية اعتداءات شبه ممنهجة، ناهيك عن حرق وإتلاف العشرات من سيارات ومركبات الأمن، فيما يظل يوم الأربعاء، على الأقل في الفترة الأخيرة، بطلًا لتلك الاعتداءات.

يوم ، الأربعاء، امس  على سبيل المثال، سقط العميد أحمد زكي، بقطاع الأمن المركزي، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت أسفل سيارته، أمام منزله بالحي السادس بمدينة 6 أكتوبر.. المثير أن عملية الاغتيال تزامنت مع تظاهر أخوات جامعة القاهرة بأعلام القاعدة السوداء، بينما طاف إخوة جامعة عين شمس حرمها بالأكفان. دلالات الاستشهادية والتأسّي بأيقونات الإرهاب وتنظيم بن لادن وأيمن الظواهري، لم تعد خافية على أحد.

القنابل الثلاث المتتابعة التي هزّت محيط جامعة القاهرة، في الثاني من أبريل الحاليّ، وراح ضحيتها العميد طارق المرجاوي، كانت أيضًا يوم الأربعاء. والغريب أن تلك التفجيرات سبقها تحذير واضح من قبل الصفحة الرسمية لاتحاد طلبة كلية الهندسة جامعة القاهرة، بفيسبوك، بنحو 12 ساعة كاملة، من إمكانية حدوث عنف في ذلك اليوم تحديدًا. الصفحة قالت نصًا: إننا وإذ حذّرنا ولا زلنا نحذّر الطلاب غدًا (الأربعاء) من التواجد في محيط الجامعة بعد الساعة 12 (الانفجارات وقعت في الثانية عشرة والنصف)، وذلك ليس تهربًا منا من المسئولية، وإنما لننبّه الطلبة للخطر من تواجدهم، كما يبيّن ذلك إصابة أمين لجنة التنظيم بالاتحاد يوم الأربعاء الماضي .

رئيس اتحاد طلبة هندسة القاهرة، عبد الرحمن عبد الناصر، علّق ساعتها على التحذير، بأنه مصادفة بحتة، نظرًا لتكرار اشتعال موجات العنف بين الأمن وطلبة الإخوان، وخاصة أن تظاهرات أعضاء الجماعة كل أربعاء تتسم دومًا بالسخونة.

فيما يعكس كلام رئيس اتحاد الطلبة ملاحظة أساسية لكل المتابعين للشأن الإخواني على الأرض، وعلى وجه الخصوص في الجامعات، أن طلبة وأعضاء التنظيم يتولّون مهامًا تصعيدية يوم الأربعاء في الأغلب.
إن تحديد يوم بعينه من جانب الجماعات والخلايا المسلّحة، أسلوب شائع. في الجزائر مثلًا وخلال عام 2007، تركزت معظم عمليات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي، في اليوم الحادي عشر من كل شهر. في 11 ديسمبر من ذلك العام مثلًا، انفجرت شاحنتان قرب مبنيين، أحدهما للأمم المتحدة والآخر للمحكمة الدستورية الجزائرية، وسقط جراءهما عشرات القتلى والجرحى. وقبلها في 11 أبريل، وقعت 3 انفجارات هائلة خلّفت دماءً كثيرة.

في مصر نفسها، وقع تفجير مديرية أمن القاهرة فجر 24 يناير 2014، وكان قد سبقه تفجير مديرية أمن الدقهلية في الساعات الأولى من صباح 24 ديسمبر 2013.

تفجير مديرية أمن الدقهلية

المسألة قد ترتبط بالتفاؤل من جانب جماعات العنف. في حالة الجزائر، ربما كانت هناك محاولة لاستحضار أجواء هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، حين استهدفت القاعدة برجي التجارة العالميين بنيويورك بالطائرات المدنية. لكن أحيانًا، وكما يبدو في مصر الآن، قد يتصل الأمر بالتحدي لرجال الأمن أيضًا. بمعنى أننا سنضربكم في مواعيد ثابتة، شهريًا أو أسبوعيًا، وتحديدًا في يوم مماثل ليوم فضّ اعتصام رابعة العدوية (الأربعاء 14 أغسطس 2013)، ولن تتمكّنوا من الإيقاع بنا. هكذا يبدو لسان حال القتلة. فهل يتمكن مسئولو الأمن من إحباط مخططاتهم؟

الجميع في انتظار إجابة تقتصّ لدماء الأبرياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: