عرب وعالم

محمد عبدالله : التليفزيون الفرنسى : قطر لن تستطيع ” مناطحة ” مصر

كتب / محمد عبدلله

نشر التليفزيون الفرنسى، مؤخراً، تقريراً يكشف النقاب عن الغموض الذى يثار حول الدور القطرى وقناة “الجزيرة” الفضائية فى تخريب العالم العربى ،والمتمثل فى تورط قطر والقرضاوى، ومن خلفهما الإخوان المسلمون فى إرهاب وزعزعة أمن مصر والمنطقة.

حمد-بن-خليفة-آل-ثانى-300x233وأظهر التحقيق تخوف دولة فى حجم قطر تقع بين المملكة العربية السعودية وإيران من أن يتم غزوها خاصةً بعد غزو العراق للكويت،أما المحللون فأرجعوا ما تقوم به قطر من إيواء للإرهابيين وإضرام للنيران بالمنطقة من تونس وليبيا مروراً بمصر وصولاً إلى ما يحدث فى سوريا والبحرين واليمن إلى هذه المخاوف.

وجاء الجزء الأول من التقرير بعنوان “قطر القوة والتسلق” وحاول فيه المحققون إلقاء الضوء على حقبة تاريخية ما بين

(1995 ـ 2008) وكيف تمكنت قطر التى صنفوها بضاحية من ضواحى المملكة العربية السعودية الصعود إلى عالم الكبار بعد أن كان لا شىء على الخريطة الدولية مستعرضين بداية الشرارة ،حينما كان الأمير حمد بن خليفة آل ثانى يستكمل دراسته فى الخارج واصطدم أنذاك بجهل العالم ببلده وموقعها ،كما لو لم تكن موجودة على الخريطة واعتزم وقتها خلع والده الأمير خليفة بن حمد آل ثانى من الحكم ليأخذ الزمام هو وبن عمه الأمير حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى الذى شغل منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية حتى 26 حزيران 2013 وحاولا النهوض بالضاحية المجهولة.

إلا ن الغرب بصفة عامة وفرنسا بصفة خاصة لمحت إلى أن قطر التى دخلت فى سباق الكبار مؤخراً قد تخلت عن الكثير من مبادئ وقيم الاسلاف فلم يكفها دور الوساطة للإصلاح ما بين الأشقاء العرب، بل أرادت أن تناطح الدول الكبرى والمحورية فى المنطقة كمصر والسعودية،وإن كان المراقبون خلال التقرير جزموا ان “قطر لن تقوى على مناطحة دولة فى حجم مصر مهما فعلت”.

وفى محاولة لإظهار الحقيقة فى الحلقة الثانية من البرنامج تحت عنوان “قطر.. الخداع والنفاق” أو “الخيانة واللعب على الوجهين” ركز البرنامج على أن هذه الدولة البازغة فتحت ذراعيها للإرهاب وبرعت فى اللغة التى يجهلها العالم بجعل أراضيها مأوى للإرهابيين العالميين من أمثال محمد الإسلامبولى شقيق قاتل انور السادات، والجزائرى عباس مدنى، وزيليمينكان قيرييف الشيشانى الذى قامت بتصفيته المخابرات الروسية فى الدوحة عام 2004، بالإضافة للإرهابى خالد شاه محمد اللاجىء بالدوحة وأحد المخططين لحادث البرجين العالميين فى 11 سبتمبر.

وأشار التليفزيون إلى أن فرنسا التى ساعدت حمد وجعله ساركوزى أول ضيوف الإليزيه وفى صدارة سياسة فرنسا العربية،إذ بدأت بفتح النار عليه ليس من اجل إنصاف العرب وإنما للإطاحة بالغرور القطرى الذى جعلها تعتقد أن المليارات التى تستثمرها فى فرنسا والعالم بصفة عامة ،قد تجعلهم يتغاضون عن سياسة العبودية التى يتعاملون بها مع العمالة هناك.

وألقى التقرير الضوء عن طريق شهادات لمسؤولين من منظمة العفو الدولية، والنقابات العمالية الدولية توضح الطريقة غير التى يلقاها العاملون بقطر والتى تتنافى مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وإقرارهم بأن عشرات العاملين بقطر يسقطون قتلى شهرياً سواء من العاملين فى استخراج اللؤلؤ أو العاملين فى رصف الطرق تمهيداً لاستقبال كأس العالم فى 2022،وقد أعربت المنطقة عن توجسها بأنه إذا استمر الحال هكذا سيصل عدد ضحايا العمل فى قطر إلى 4000 شخص فى 2022.

وحسب منظمة حقوق الإنسان فإن من كل واحد خمسة من العاملين فى قطر لم يحصل على مستحقاته التى ينص عليها التعاقد قبيل الوصول لقطر،وقد فضح البرنامج طريقة النصب والتضليل التى تتعامل بها قطر مع العمالة المقدر تعدادها بمليون وثلاثمائة وخمسين ألف عامل.

هذا ولم يغفل التقرير نقاطا عدة منها المقايضة التى تمت فى الكواليس بين الأمير القطرى ونيكولا ساركوزى ـ آنذاك ـ لتضخ قطر المليارات للإفراج عن الممرضات البلغاريات اللاتى احتجزن فى ليبيا،إذ كان مقرراً إعدامهن فى قضية الدم الملوث ،وفى المقابل تعفى قطر من الضرائب خمس سنوات على استثماراتها بفرنسا،كما استعرض البرنامج من خلال المحللين كيف عكفت قطر على تدعيم علاقاتها ودعمها لإسرائيل لكسب ود الولايات المتحدة حليف السعودية القوي من ناحية وضرب العرب والقضية الفلسطينية.

من ناحية أخرى وبرهن المراقبون على ذلك بأن قناة “الجزيرة” الفضائية كانت القناة العربية الوحيدة التى فتحت أبوابها على مصراعيها للإسرائيليين،وأشار البرنامج الى أن قطر سخرتها لزعزعة أمن المنطقة وبث الأكاذيب وتضخيم الأحداث فى وقت الثورات التى أطلق عليها الربيع العربى.

وفيما يخص الحديث عن الإرهاب والتطرف الإسلامى استعرض التقرير بعض لقطات لتصريحات الشيخ يوسف القرضاوى الذى يعد نجم “الجزيرة” ،كما وصفوه ،موضحين أنه لجأ إلى قطر بسبب تطرف أفكاره السلفية، ويذكر أن فرنسا منعته من دخول أراضيها،إذ ركز التقرير على أن القرضاوى متورط مع قطر فى زعزعة امن المنطقة وأن الأمير والمسؤولين القطريين يعتبرونه القائد الروحى ومنحوه الجنسية القطرية،ولم يغفل الموضوع التطرق تورط قطر والقرضاوى فى دعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية لتخريب مصر والمنطقة العربية بأسرها،واستعان البرنامج ببث مقاطع لفتاوى القرضاوى وهو يدعو إلى قتل الرئيس الليبى معمر القذافى.

وانتقل الحديث عن الاستثمارات القطرية حول العالم وفى فرنسا معددين ما قامت بشرائه من بنوك وفنادق وملاهى وأبنية فخمة ومتاجر عالمية وأندية رياضية،وخلص المراقبون الذين صنفوا حمد بن خليفة آل ثانى أنه فرعون العصر بأن قطر التى رغبت فى اللعب مع عالم الكبار لم تقو على مناطحة مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: