الشارع السياسى

السيسي يستقبل علماءالمسلمين المشاركين في مؤتمر الافتاء وننشر البيان الختامي وتوصيات المؤتمر

timthumb

كتب/محمد عبداللهimages (2)

بدأ، منذ قليل، حفل ختام مؤتمر الإفتاء العالمى بعنوان “الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل”، تحت رعاية رئاسة الجمهورية، وحضور رئيس الوزراء، ونخبة من العلماءِ والـمُـفتين والباحثين المتخصصين من مختلفِ البلدانِ، حيث أُثريَتْ جلساتُ المؤتمرِ بأبحاثِهم وما دارَ حولها من مُداخلاتٍ مفيدةٍ ومناقشاتٍ مهمَّة.

وقد عُنِي المؤتمرُ في جلساتِه وأبحاثِه ونقاشاتِه بالفتوى وضوابطِها في الشريعةِ الإسلاميةِ، وبيانِ أهميَّةِ الإفتاءِ وأثرِهِ في المجتمعاتِ، وخطورةِ الفكرِ التكفيريِّ وحتميَّةِ مواجهةِ التطرُّفِ والتكفيرِ والتعصبِ المذهبيِّ، وتسليطِ الضوءِ على معالم الوسطيةِ في الإفتاءِ وأهميةِ التجديدِ في علومِ الفتوى، وإبرازِ دورِ الإفتاءِ في عمليةِ التنميةِ.

وقد نُوقشَتْ في المؤتمر حزمةٌ من المبادراتِ بهدفِ تحقيقِ أكبرِ قدرٍ من التنسيقِ والتشاورِ بين دُورِ وهيئاتِ الفتوى في العالمِ والتصدِّي للخِطابِ المتطرفِ ومعالجةِ ما يُسمَّى بفوضَى الفتاوى. ومن أهمِّ هذه المبادرات:

أولًا: إنشاءُ أمانةٍ عامةٍ لدُورِ وهيئاتِ الفتوى في العالم.

ثانيًا: إنشاءُ مركزٍ عالميٍّ لإعدادِ الكوادرِ القادرة على الإفتاءِ عن بُعدٍ.

ثالثًا: إنشاءُ مركزٍ عالميٍّ لفتاوَى الجالياتِ المسلمةِ بهدفِ إعادةِ المرجعيةِ الوسطيةِ في الفتوى.

رابعًا: إنشاءُ ميثاقِ شرفٍ للفتوى يضعُ الأُطُرَ القانونيةَ والإجرائيةَ للتصدِّي لفوضَى الفتاوى.

خامسًا: تنفيذُ مشروعٍ علميٍّ لتحليلِ وتفكيكِ وتفنيدِ الفتاوى التكفيريةِ والشاذة.

وقد خرجَ المؤتمرُ في ختامِه بمجموعةٍ من التوصياتِ والقراراتِ المهمَّة التي خَلُصَ إليها من اقتراحاتِ السادةِ المشاركينَ من العلماءِ والباحثين؛ وقد جاءتِ التوصياتُ بما يلي:

1. التنسيقُ الدائمُ بين دُورِ الفتوى ومراكزِ الأبحاثِ لصياغةِ ردودٍ فعالةٍ في مُخاطبةِ الرأي العامِّ في مِلفِّ الردِّ على الفتاوى الشاذةِ والتكفيريةِ أولًا بأول.

2. ضرورةُ مراعاةِ المفتين لتغَيُّرِ الأعرافِ من بلدٍ لبلدٍ عند مباشرتهم للفتوى، وتنبُّهِهِمْ إلى خطورة سَحْبِ مسائلِ الماضِي إلى الواقعِ الحاليِّ دون التفاتٍ إلى تغيُّرِ مناط الأحكام.

3. إنشاءُ معاهدَ شرعيةٍ معتمَدَة للتدريب على مهارات الإفتاء، والعملُ الجادُّ على إدراج الـمَساقاتِ والمقرراتِ المتخصصةِ في الإفتاء في المؤسسات الأكاديمية.

4. صياغة الجهود الفقهيةِ والأصوليةِ التي بُذِلت في فقه الأقليات في منهجٍ متكاملٍ لتناول قضايا الأقليات يُمَكِّنهم من التعايش الرشيد مع الآخر.

5. التأكيد على الدور الاجتماعي للإفتاء في صياغة منظومةِ حقوق الإنسان وفقًا للقواعد والضوابط الشرعية.

6. تطويع وسائل التواصل الحديثة لخدمة العملية الإفتائية حتى تصبح أعلى جودةً وكفاءةً وأكثر فاعلية.

7. الدعوة إلى تحديد المباحث التي يحتاج إليها المفتي في علوم الواقع كالإدارة والاجتماع والاقتصاد والإعلام وعلم النفس.

8. العمل على توليد علوم الإفتاء، وتسليط الضوء على ما خرج من بَوَاكِيرها؛ مثل: علم اجتماع الفتوى، وعلم نفس الفتوى.

9. الدعوة إلى ميثاقِ شرفٍ لمهنة الإفتاء، ودعوةُ المشتغلين بالإفتاء مؤسساتٍ وأفرادًا إلى تفعيله والالتزامِ به.

10. الدعوةُ إلى دَوريَّةِ انعقادِ المؤتمرِ بشكلٍ سنويٍّ لتُبحثَ فيه مسائلُ الفتوى الكبرى، والنوازلُ والمستجداتُ التي لا تتوقَّفُ عن الوقوع.

11. التأكيدُ على ضرورة بُعد مؤسساتِ الإفتاءِ عن السياسةِ الحِزبيَّةِ.

12. الدعوةُ إلى الالتزامِ بقراراتِ الهيئاتِ الشرعية والمجامع الفقهيةِ ودُورِ الإفتاءِ الكبرى في مسائل النوازلِ وفتاوى الأمة؛ لما فيها من جُهد جماعيٍّ.

13. ضرورةُ وجودِ لجنةٍ علميةٍ لتنفيذ توصيات المؤتمر.

14. دعوةُ أجهزةِ الإعلامِ باعتبارها شريكًا في معالجة أزمة فوضى الفتوى للاقتصار على المفتين المتخصصين في برامجها الإفتائية بجانب زيادة حملاتها التوعوية بضرر تصدُّر غيرِ المؤهلين للإفتاء، والاشتراك في وِرَش عملٍ لإيجاد حلولٍ واقعيةٍ تَحُولُ دونَ تصدُّرِ هؤلاءِ الأدعياء.

وفي الختام، توجَّهُ المجتمعون بالتقدير الكبير إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لرعايته الكريمةِ للمؤتمرِ، وإلى المهندس إبراهيم محلب، رئيسِ مجلسِ الوزراء، لدعمه الكبير للمؤتمر، وإلى الأزهر الشريف، وإلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على حضوره الكريم وتفضُّلِه بإلقاء الكلمة الرئيسية فيه.

وقد استقبل الرئيس/ عبد الفتاح السيسي اليوم عدداً من المفتين وكبار علماء الدين المشاركين في المؤتمر العالمي الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية تحت رعاية السيد الرئيس بعنوان “الفتوى: إشكاليات الواقع وآليات المستقبل”، يومي 17 و18 أغسطس الجاري.
وحضر الاجتماع كل من فضيلة الدكتور/ شوقي علام مفتي الديار المصرية، والسيد الدكتور/ أسامة الأزهري عضو المجلس التخصصي لتنمية المجتمع التابع لرئاسة الجمهورية.
وقد ضمت قائمة الحضور كلاً من رئيس جزر المالديف السابق، ومستشار الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية وإمام المسجد الحرام، ولفيف من وزراء الأوقاف والشئون الدينية بالدول العربية والإسلامية.
وصرح السفير/ علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس رحب بالمفتين وعلماء الدين الأجلاء الذين يمثلون خمسين دولة مشاركة في المؤتمر، منوهاً إلى التشويه الذي تتعرض له صورة الإسلام جراء انتشار أعمال العنف وارتكاب أبشع جرائم القتل وتبرير ذلك باِسم الدين وهو براء من كل تلك الأفعال المُحرمة.
وفي سياق متصل، أكد السيد الرئيس على عظَمة المسئولية الملقاة على عاتق المسئولين ورجال الدين، ولاسيما في المرحلة الراهنة التي تشهد الكثير مما يطلقه البعض من فتاوى مغلوطة تتسبب في إساءة بالغة للدين الإسلامي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس أكد على أهمية تعظيم دور هيئات الإفتاء لتصبح المرجعية الوحيدة لإصدار الفتاوى، بما يساهم في تحقيق استقرار المجتمع ومواجهة الإشكاليات التي تواجه الفتاوى وأهمها تدخل غير المتخصصين لإصدار الفتاوى، بما يؤدي إلى حدوث انقسامات مجتمعية تهدد أمن وسلامة المواطنين وتؤثر سلباً على عمليات التنمية الجارية.
كما أكد السيد الرئيس على أهمية توعية المسلمين بدورهم المحوري كسفراء لدينهم يعكسون قيمه السمحة المعتدلة ليس فقط في التعامل فيما بينهم ولكن أيضاً مع غير المسلمين.
وذكر السفير/ علاء يوسف أن السيد الرئيس استمع إلى عدد من مداخلات السادة الحاضرين التي وجهوا خلالها الشكر للسيد الرئيس على رعايته للمؤتمر، منوهين إلى أنه ليس غريباً على مصر أن ترعى مثل تلك المؤتمرات الهادفة إلى التعريف بصحيح الدين، لكونها وأزهرها الشريف منارة للإسلام الوسطي المعتدل، فضلاً عن دورها الرائد في العالمين العربي والإسلامي. كما أشادوا بالقيادة السياسية الحكيمة لمصر التي عكست حرصاً حقيقياً على مصلحة الشعب المصري وحقن دمائه وتجنيبه مصيراً مجهولاً، بل إنها تسعى بدأب من أجل التعمير والبناء وإرساء قيم الحق والخير، وتحقيق التنمية الشاملة عبر عدد من المشروعات العملاقة ومن بينها مشروع قناة السويس الجديدة.
وأكد الحاضرون على أن المؤتمر يهدف، ضمن أمور أخرى، إلى التصدي لفوضى الإفتاء وعدم السماح لغير المتخصصين من العلماء بإصدار الفتاوى، فضلاً عن عدم استغلال الدين من قبل بعض الجماعات أو القوى السياسية للتأثير على المواطنين. كما أشار الحضور إلى أهمية التصدي لمشكلة انضمام المقاتلين الأجانب إلى صفوف الجماعات الإرهابية المتواجدة في بعض دول المنطقة، حيث يتم الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لاستقطابهم، لا سيما أن عدداً منهم حديثو عهد بالإسلام، ومن ثم فإن هناك مسئولية تقع على عاتق علماء الدين لتعريفهم بالقيم الحقيقية للإسلام والتي تتنافى تماماً مع أعمال العنف والتخريب.
وذكر السفير/ علاء يوسف أن السيد الرئيس أكد على أهمية التحرك المبكر لدرء أخطار فكر التطرف والإرهاب عن المجتمعات الإسلامية دون انتظار لاستشراء هذا الفكر داخل تلك المجتمعات، مشدداً على أن يتم هذا التصدي بتجرد كامل لله عز وجل ولصالح الدين الحنيف.
وأكد السيد الرئيس على أن تصويب الخطاب الديني وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة يعد مهمة أساسية تتكامل فيها جهود كافة علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ من أجل التصدي للرؤى المغلوطة والمشوشة التي تدعي خلافاً للحقيقة أن الدعوة لتصويب الخطاب الديني تنطوي على مخالفة لثوابت الدين والشريعة، وهو الأمر الذي يتنافى تماماً مع الواقع، ويتطلب دوراً فاعلاً وجهداً مضاعفاً من علماء الإفتاء لإيضاح الحقائق للمسلمين وفقاً لمنهج الله عز وجل المنصوص عليه في القرآن الكريم والوارد بالسنة النبوية المطهرة ودون المساس بثوابت الدين والعقيدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: