قطار مكيف في ثوب قطار قشاش تقرير : ” محمد مرزوق ”

المنيا / محمد مرزوق

أن المواطنين في كافة محافظات مصر وبالأخص في محافظات صعيد مصر قد أنتابت عيونهم وقلوبهم الفرحة الغامرة بالعودة التدريجية لقطارات السكك الحديدية ، بعد توقف دام لفترات طويلة بسبب الظروف الأمنية التي كانت تمر ولا زالت تمر بها البلاد في الفترة السابقة والحالية من إضطرابات أمنية لا يمكن إنكارها بالمرة ، والتي دفعت سائقي الميكروباصات إلى وضع أيديهم في جيوب المواطنين ورفع الأجرة بأثمان باهظة تثقل كاهل المواطنين . وتعد القطارات هي من أهم وسائل المواصلات التي يعتمد عليها طائفة كبيرة من أبناء الشعب المصري في السفر ، وبعودتها للعمل النسبي جعل هناك حالة من التوازن النسبي في وسائل المواصلات المختلفة ، ودخول الفرحة لقلوب المواطنين ، واستبشارهم الخير بتلك العودة الحميدة ؛ لكن مع الأسف البالغ نأبهم طلع على شونه ، إذ أكتشفوا أن هيئة سكك حديد مصر خدعتهم خداعا ً مريرا ً ، وأن القطارات المكيفة السريعة ماهي إلا قطارات قشاشه بشكل ٍ مخزي ، حيث أنها تقف في جميع المحطات ، ومن الممكن أن لمن يشاور لها ، أو من يعدي بحيوان ٍ معه . فقطار 979 والمقرر قيامه من القاهرة إلى أسيوط في السادسة والنصف صباحا ً ، وهو قطار مكيف بالحجز أولى وثانيه يقطع المسافة من القاهرة إلى أسيوط في حوالي 8 ساعات ، ويقف بدون حرج بجميع المحطات بما فيها محطة العياط والوسطى . وفي ذات القطار المقرر عودته من أسيوط إلى القاهرة في الثالثة عصرا ً ، فإنه ينطلق في الثالثة وأربعين دقيقة ، ليصل القاهرة في الثانية عشرة منتصف الليل ، وسط تذمر الركاب من الزحام الشديد ، حيث أن أعداد الواقفين قي الممرات يفوق أضعاف أضعاف الجالسين . فضلا ً عن ذلك إنتشار الباعة الجائلين الذين يبعون كل شئ داخل القطار ، بدءا ً من الترمس والعسلية والفاكهة ، وإنتهاء ً ببيع الملابس ، بما فيها أنواع الملابس المختلفة ، في إطار غياب أي نوع من أنواع الرقابة من الجهات المعنية بهذا الأمر . وكذلك أيضا ً إنتشار المتسولين في داخله ، دون أن يمنعهم أحد من ممثلي هيئة سكك مصر بهذا القطار . وهنا متى سيكون أمر هذا القطار وغيره في عناية السادة المسؤلي وأمام مكاتبهم الخاصة لكي ينظروا في شأنها بالأفضل ؟