تحقيقات صحفيه

قصة فتاة تونسية تم سبيها ومارست جهاد النكاح مع امراء وقادة داعش الارهابية بليبيا

images (3)

كتبت/لمياء الباجوري

الصدفه وحدها هى التى قادتنا الى حكاية هذه الفتاة الحسناء، التى لم تكن يوما ما بين احضان داعش فقط، وانما كانت من احدى المقربات الى عناصرهم القتاليه منهم وبعضاً من امرائهم فى ليبيا، خاصة وانها كانت احد شهود العيان فى تفجير اشهر فنادق بنغازى “تبستى”، وكانت احدى المختطفات من عناصر تنظيم “داعش” الارهابى، بل وانها قررت الانضمام الى التنظيم برغبتها، وممارسة جهاد النكاح، حتى رجعت عن افكارها، وقررت الهرب قبل الفتك بها.
لكن كيف سقطت فى ايدى “داعش”، ولماذا قررت الانضمام معهم فى التنظيم وممارسة جهاد النكاح، وماذا حدث معها طيلة الثمانى ايام التى قضتها بين احضان المقاتيلن والامراء، واخيرا كيف عادت الى بلدتها تونس، هذا ما سنعرفه من خلال السطور القادمه.

الحكاية تسردها ابنة عمها، والتى جاءت لبضعة ايام فى زيارة الى مصر، ثم عادت مرة اخرى الى بلدتها فى تونس، جاء الحديث بالمصادفه، عندما بدأ الجدال حول تنظيم داعش ومووليه، لتفاجىء الفتاة الجميلة الحاضرين بقصة ابنة عمها، وجاءت التفاصيل من خلال النقاش الذى دار بيننا وبينها، والان نتركها تسرد الحكاية كاملة من بدايتها الى نهايتها.
هجوم ارهابى!
تقول الفتاة الحسناء، ابنى عمى كانت تبلغ وقت الحادث 23 عاماً، هى فائقة الجمال، واجمل منى بكثير، كانت تقيم مع اهلها فى بنغارى بليبيا، فهم كانوا قد تركوا تونس من سنوات، وجائوا الى ليبيا من اجل العمل، وكانت حياتهم هناك شبة مستقره، لا يعكر صفوها اى شيىء، خاصة وان اغلب العمالة فى ليبيا من التوانسة والمصريين، ومن بعدها دول الجنوب والتى تبدأ من السودان وحتى افريقيا، لكن تلك الحياة تغيرت تماماً مع اندلاع ما اسموها بثورة فبراير، والتى اطاحت بنظام القذافى، والقت به فى التهلكه بذبحه على مرأى ومسمع العالم كله، حينها تغيرت الاوضاع فى ليبيا، اعمال العنف والقتال اصبحت هى عنوان الواقع، وحينها ارتجف الجميع من الرعب، حتى ان اغلب الذين ثاروا على نظام القذافى اصبحوا يندمون بعدها، بعد ان رأوا كم الخراب الذى اصاب بلادهم، واعداد المقاتلين الذين غزوا البلاد والذين يطلقون على انفسهم داعش، وكان الامر ايضاً مقلق لعمى واسرته الذين قرروا الفرار من ليبيا الى تونس، الا ان ابنتهم وهى ابنة عمى رفضت العوده، خاصة وانها ان ذهبت لم تعود مرة اخرى وستخسر وظيفتها فى فندق (تبستى)، وهو من اكبر الفنادق فى بنغازى، والاول الذى تم بنائه على الطراز الحديث.
وتتابع الفتاة الحسناء كلامها قائله، بالفعل سافر اهلها وتركوها، وهى استمرت فى العمل بالفندق، حتى حدث هجوم ارهابى على مقر عملها، واتذكر انه سقطت بعض القتلى فى نهاية العام الماضى، حينها اقتحم الدواعش الفندق، واسروا عدداً من الفتيات والنساء، وكانت ابنة عمى من ضمنهم، ثم عادوا بها الى مدينة درنة الليبية، وتلك المدينى هى احد اكبر معاقل داعش على الاراضى الليبية، ومنها الخطر كله الذى يستشرى على اراضيها، ويهدد امنها.
ممارسه مستمره!
وهناك جلس عدد من مقاتلين داعش مع بعض الفتيات والنساء اللاتى تم اسرهن، وحاولوا اقناعنهن بفكرة ممارسة جهاد النكاح، بزعم انها تقربهم من الله، وانها من ضمن الامور المباح بها فى فترات الحروب، وبالفعل اقتنعت اغلبهن، ومن رفضن تم تعذيبهم واجبارهن على جهاد النكاح، اما ابنة عمى كما قالت لى فكانت ضمن المقتنعات بالفكرة، وواكدت انها كانت تشعر فى البداية بإنها تقوم بواجب دينى عظيم، لكنها ارهقت كما تقول فى جهادها هذا، قالت ان الدواعش كانوا يتبادلون ممارسة الرذيله معها بالتوالى، دون ان يعطونها فرصة لالتقاط انفاسها، ورجحت ان يكون السبب وراء ذلك هو جمالها الفائق، وكلما تشعر بالتعب وتحاول الرفض، يقنعها احدهم انها بذلك تأخذ ثواب اكبر، وانها يعطونها الفرصة الاكبر لهذا الثواب.
المهم كما قالت ابنة عمى، بدأت تشعر فى هذا الوقت ان هؤلاء المقاتلين لا يمتون للاسلام بإى صله، اغلبهم يحتسى الخمور، يدخن الحشيش، لا يصلون ولا يقرأون القران، كل همهم فى الحياة هو سفك دماء المسالمين، والفوز باملاكهم وممتلكاتهم، ومد نفوذهم من مدينة الى اخرى، ومن دولة الى اخرى، واضافت لى، ان اغلب من تعاملت معهم من المصريين والسوريين والسودانين ودول الجنوب، وبعضاً من القطريين، حتى انها اشارت الى ان احد القطريين كان اغلبهم يحترمه بشكل زائد ويقدر وصوله، ورجحت ان يكون هذا القطرى هو امير المجموعه التى سقطت بين ايديهم، حينها قررت ابنة عمى الفرار من ايديهم بإى طريقه، ونجحت فى احد الليالى بالفعل من التسلل من المكان المتواجده فيه، واستغلت معرفتها بأغلب المقاتلين بالخروج من المكان على امل ان تعود مرة اخرى سريعاً، وكل من التقت بهم صدقوها خاصة وانهم رأوا منها اقتناعاً تاماً بإنها تمارس جهاد النكاح اقتناعاً وليس غصباً عنها، وقالت ايضاً ان من اسباب هروبها انها كانت تشعر بأن الموت يقترب منها بسبب اعيائها من كثرة ممارسة الرذيله، وعندما تشتكى يقولون لها، لا تخافى فلو متى وانتى تمارسين جهاد النكاح فستأكدى انك شهيده لانك تجاهدين، حينها شعرت ان هلاكها قد اوشك.
طريق العوده!
وكما تقول الفتاة، ابنة عمى تمكنت بالفعل من الفرار، وعمد اقرب نقطة تابعة للجيش الليبى الوطنى الذى يقوده “حفتر” قامت بتسليم نفسها، وربما ظنوا انها احدى عناصر داعش حينها فقاموا بالتحقيق معها، وادلت بحكايتها كاملة، وشرحت لهم كافة التفاصيل، وكانت روايتها بالفعل صادقه، كاصة وان المعلومات كلها اكدت ان عناصر داعش تمكنت بالفعل من الفرار من بنغازى بعد ان قاموا بأسر بعض من الفتيات والنساء من فندق “تبستى” وان اغلبهن من التونسيات، وكان طلبها الوحيد من عناصر الجيش الليبى هو مساعدتها فى العودة الى بلدتها، وبالفعل لم تمر الا بضعة وساعات، وبدأت تحركات الجيش الليبيى فى التواصل مع السلطات التونسية، وفى اليوم التالى كانت بالفعل فى طريق عودتها الى بلدتها، وهى الان تسكن بين اهلها.
***
ربما انتهت تفاصيل حكاية الفتاة الحسناء والتى قضت ثمانية ليالى كاملة وهى تمارس جهاد النكاح مع عناصر تنظيم “داعش” الارهابى، لكن بالتأكيد هى مجرد حكاية من الاف الحكايات والمأسى التى يعيشها بعضاً من الشعب الليبى والعاملين هناك من الجنسيات المختلفه، وبالتأكيد ان الواقع هناك اقوى واشد شراسة من اى حكايات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: