الشارع السياسى

في بيان مشترك.. مصر والسودان تتفقان على مواصلة تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين

متابعه وائل سويلم
أكد وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الخميس، على أن العلاقات بين مصر والسودان قوية ومتينة، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين أزلية ويعتز بها كلا الشعبين، مشيرا إلى أن محادثات القيادتين خلال القمة الإفريقية الأخيرة بأديس أبابا قد أظهرت خارطة الطريق التي ستسير عليها العلاقات بين البلدين الشقيقين .

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده شكري مع نظيره السوداني إبراهيم الغندور، في ختام الاجتماع الرباعي الذي عُقد اليوم الخميس، بقصر التحرير بالقاهرة، وحضر المؤتمر رئيس جهاز المخابرات اللواء عباس كامل، ورئيس جهاز المخابرات السوداني الفريق محمد عطا المولى.

وقال شكري، في المؤتمر الصحفي، ” إنه تم عقد جولتي مشاورات بين وزيري الخارجية ووزيري المخابرات العامة ، كما تم عقد اجتماع مطول على المستوى الرباعي اتسم بالصراحة والإخاء وبالرغبة المشتركة لتدعيم هذه العلاقة والنهوض بها إليى مستوى المسئولية وتنفيذ التكليف الذي صدر عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وشقيقه الرئيس عمر البشير حتى تحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين في مختلف النواحي ” .

وأكد شكري أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع الرباعي بين وزيري الخارجية ورئيسي جهاز المخابرات بمصر والسودان، على تناول كافة القضايا سواء على المستوى الثنائي أو على المستوى الإقليمي، كما تم الاتفاق على انعقاد اللجنة العليا المشتركة خلال هذا العام على مستوى رئيسي البلدين، بالعاصمة السودانية الخرطوم.

وقال شكري إنه “تم رفع توصية إلى قيادتي البلدين، كما نعمل على دورية لقاءات القمة لما تمثله من قوة دفع للعلاقات بين الجانبين”.. مرحبا بزيارة الوفد السوداني إلى القاهرة والتي جاءت بتكليف من الرئيسين السيسي والبشير في أعقاب القمة التي عُقدت بأديس أبابا؛ حيث تم التوجيه بوضع خارطة طريق لاستعادة زخم وعمق العلاقات بما يتوافق مع طموحات الشعبين وبما يمثله ذلك من علاقة أزلية.

فيما يلي نص البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الرباعي لوزيري الخارجية ورئيسي جهاز المخابرات في مصر والسودان، والذي تلاه وزير الخارجية سامح شكري خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السوداني عقب الاجتماع:

“انطلاقاً من علاقات الأخوة الأزلية والمصالح المشتركة ووحدة المسار والمصير بين شعبي وادي النيل، وإدراكاً لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على أساس المنفعة المتبادلة والمصلحة المشتركة، وتأكيداً للرغبة الحقيقية لدى شعبي وادي النيل في تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة وتعظيم مساحات التعاون المشترك بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقي إلى طموحات الشعبين ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ مشترك وما بينهما من روابط اجتماعية وثقافية وسياسية وأمنية واقتصادية.

وتنفيذاً لنتائج القمة التي عقدت يوم 28 يناير 2018 بين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وفخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا، وانعكاساً للروح الإيجابية التي سادت القمة، وحرص الرئيسين على توثيق أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتعزيز التشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك،عُقد في القاهرة يوم 8 فبراير 2018 اجتماع ضم معالي البروفيسور/ إبراهيم غندور وزير خارجية السودان، ومعالي الفريق أول مهندس محمد عطا المولى عباس رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني، ومعالي السيد سامح شكري وزير خارجية جمهورية مصر العربية، ومعالي اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة بجمهورية مصر العربية، تم خلاله مناقشة مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث خلص الاجتماع إلى ما يلي:

1- التأكيد على ثوابت العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بما في ذلك العمل على تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، ومراعاة شواغل كل منهما، واحترام الشئون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومى للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما ووضعها في الإطار الصحيح.

2- الاتفاق على أهمية العمل على استشراف آفاق أرحب للتعاون المستقبلي بين البلدين في مختلف المجالات، وبحث الفرص المتاحة، وتنشيط اللجان والآليات المشتركة المتعددة بين البلدين ومن بينها اللجنة القنصلية، ولجنة التجارة، والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، وأية لجان مشتركة أخرى يتم الاتفاق عليها، وتذليل أية صعوبات أو تحديات أمام تلك اللجان.

3- التأكيد على عزم البلدين المضي قدماً في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البري والجوي والبحري، ومشروعات البنية التحتية، والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين.

4- التأكيد على أهمية تطوير التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مجالات مياه النيل في إطار التزامهما بالاتفاقات الموقعة بينهما بما في ذلك اتفاقية 1959.

5- العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية حول سد النهضة التي عُقدت في أديس أبابا في إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ الموقع بالخرطوم في 23 مارس 2015.

6- التأكيد على أهمية معالجة شواغل الطرفين في إطار من الأخوة والتشاور والتنسيق البناء على كافة المستويات السياسية، وبهدف إيجاد حلول مستدامة تحقق تطلعات شعبي البلدين الشقيقين.

7- التأكيد على أهمية تصحيح التناول الإعلامي والعمل على احتواء ومنع التراشق ونقل الصورة الصحيحة للعلاقات الأزلية بين البلدين، والعمل المشترك على إبرام ميثاق الشرف الإعلامي بين البلدين، ورفضهما للتناول المسيء لأي من الشعبين أو القيادتين.

8- الاتفاق على تعزيز التشاور في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك لشرح مواقف كل طرف وتقريب وجهات النظر، بما في ذلك القضايا الإقليمية. كما تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتنفيذ التوجيه الرئاسي بإقامة صندوق ثلاثي لتعزيز البنية التحتية والمشاريع التنموية الثلاثية في مصر والسودان وإثيوبيا.

9- الاتفاق على مواصلة تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وعقد اللجنة العسكرية، وكذلك اللجنة الأمنية في أقرب فرصة.

10- الاتفاق على دورية عقد آلية التشاور السياسي والأمني التي تضم وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات في البلدين؛ بما يعزز التنسيق في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحل أي شواغل قد تطرأ بين البلدين.

11- الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الجاري في الخرطوم، حيث عقدت اللجنة الأخيرة في القاهرة عام 2016.

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور أن توجيهات السيسي والبشير كانت واضحة بأن يعمل وزيرا الخارجية ورئيسا المخابرات من خلال هذه اللجنة “الفريدة” التي تؤكد عزم القيادة في البلدين على حل كافة الإشكالات القائمة، وبأن نضع العلاقة بين السودان ومصر في مسارها الصحيح؛ وهو ما يعد استكمالا لهذه العلاقات الأزلية وعلاقات الدم والرحم والتواصل والتي لا يمكن أن تنفصل بسحابة صيف في العلاقات بين الحكومتين لأن العلاقات التي تربط البلدين هي علاقات شعبية متجذرة.

وأضاف أن النقاش الذي دار اليوم تناول بالتفاصيل كافة الموضوعات، وما تم الاتفاق عليه سيتم المضي قدما في تنفيذه.. مشددا على ضرورة المضي قدما بهذه الروح الإيجابية لدى القيادتين والروح إلى تربط الشعبين.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق على دورية انعقاد الآلية الرباعية لأنها تدخل في تفاصيل كانت في كثير من الأحيان مسار خلافات بين البلدين.. موضحا أنه تم الاتفاق على أن نطرح على الرئيسين انعقاد لقاءات دورية رئاسية.

ووجه الغندور رسالة للإعلاميين المصريين قائلا “إن هذه العلاقة أمانة في أعناقكم أرجو أن تراعوها… وتذكروا أننا نترك لأجيال تأتي من بعدنا علاقة في عالم لا يعرف الضعف والفرقة ودائما ينفرد بالضعيف فيأكله… إن ما بين مصر والسودان كبير وعظيم وعلينا أن نعمل على تقويته”.

وردا على سؤال حول عودة السفير السوداني، أكد وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور أن الطريق مؤهل لعودة السفير السوداني إلى القاهرة في أي وقت، مشيرا إلى أن بداية حوارنا بهذه الشفافية هو بداية لحلحلة كل الإشكاليات القائمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: