الشارع السياسىتحقيقات صحفيه

اول دراسة شرعية ترد على مزاعم «داعش» فى حرق الكساسبه

196567

اعدت اللجنة الدينية للجبهة الوسطية، اليوم الأربعاء، دراسة شرعية فندت فيها ما أدعاه إرهابيو “داعش” من تأصيل شرعى لجواز قتل، وحرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، أمس الثلاثاء.

القتل لا يكون إلا للمرتد الذى يسب الله ورسوله.. وأحاديث «حرق الصحابة» باطلة

وقالت اللجنة إن “داعش” قتل الكساسبة، لزعمين أولهما الردة، وثانيهما القصاص لقتلى الأطفال، والمسلمين من ضربات التحالف، وقنابلها التى حرقتهم!.

أضافت “الردة نوعين كما أجمع الفقهاء، مغلظة، لسب الله، أو النبى، صلى الله عليه وسلم، فلا تقبل توبته، ويرى بعض العلماء أنه يقتل من جانب ولى أمر المسلمين، أما ومجردة فتقبل توبته، ويخلى سبيله، وذلك قول جميع العلماء، ولم يثبت على الكساسبة ردته، سواء قبل وقوعه بين أيدى داعش، أو بعدها، كما أنه لم يثبت أنه هو الذى قتل المسلمين، وأطفالهم، يقينا، كما يدعى التنظيم الإرهابى.

وتابعت: “فى أحسن تقدير فإن الأمر يدخل في نطاق: “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” الحجرات:9، مشيرة إلى أن النبى، صلى الله عليه وسلم، أطلق سراح أسرى بدر، وأخذ منهم “الفداء”، ووكل لمن لا يملك منهم تعليم صبيان الميدان القراءة كفداء له، ومعلوم أنهم مشركون كفار كفر أصلى، كما أن على، كرم الله وجهه، أطلق سراح أعدائه الذين أسرهم في معركة الجمل وفي معاركه مع معاوية، ولم يأخذ منهم سبيا، أو يضرب عنق أحد.

وأكملت: “كما أن أقصى حد في الإسلام وهو حد الحرابة الذى ورد فى الآية 33 من سورة المائدة: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”، لا يتضمن الحرق، ما يؤكد أن الحرق ليس عقوبة إسلامية

واستطردت: “كما أن النبى، صلى الله عليه وسلم، نسخ فى حديثه المتأخر فى آخر حياته، بعد الانتهاء من فتح مكة، عن أبى هريرة: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ فِى بَعْثٍ ، وَقَالَ لَنَا إِنْ لَقِيتُمْ فُلاَناً وَفُلاَناً- لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا – فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ، قَالَ ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ فَقَالَ: إِنِّى كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلاَناً وَفُلاَناً بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا”، وفي حديث أبي داوود بإسناد صحيح، عن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى قرية نمل حرقناها فقال من حرق هذه، قلنا: نحن، قال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار”.

متابعة: “أما تبريره بأن أبا بكر، رضى الله حرق شخص فعل فعلة قوم لوط، وحرق عليا قوم ألهوه، وحرق خالد للأسرى، ولمالك بن نويرة لمنعه الزكاة وقوله في النبي، فإن فيه أمور أولها أن ما حدث بين صحابة النبى كان مظنة وليس يقينا، كما أنه من المعلوم أن العلم الشرعى، الذى ينتج عنه حكم فقهى هو جميع ما وصل إلينا عبر الأحاديث من جميع رواتها وهم الصحابة، فقد يصل الحديث للصحابي ولا يعلم به غيره، والأمثلة في ذلك كثيرة”

وعللت اللجنة الدينية للجبهة الوسطية حرق داعش لـ”الكساسبة” بأنه أمر نفذه التنظيم الإرهابى، بعيدًا عن الدين وهم يعلمون ذلك ويهدفون منه إلى مخاطبة الأماكن التي تحت نفوذهم بأنهم اقتصوا لهم، ولبث الرعب داخل نفوسهم ونفوس معارضيهم في تلك الأماكن.

وأكدت “الجبهة الوسطية” أنه لا عقوبة فى الإسلام بالحرق، حتى للحيوانات والحشرات، فضلًا عن الناس، وهو أمر لم يأت به أو يفعله أعتى فرق الخوارج، مطالبة الأزهر الشريف والأوقاف بالتصدي لمثل هذه الأفكار المنحرفة التي تسيء للإسلام لحماية شبابنا من تلك الأفكار المنحرفة، عبر فتح حوار ديني وثقافي وتأهيلي لهم، حتى لا يتحولوا إلا جمادات تسوقها التنظيمات الإرهابية سوقا إلى الدمار والخراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: