تحقيقات صحفيه

بالصور قصر الملك فاروق في الشرقية تحفة معمارية واثرية فقدت بسبب الاهمال

design_-502726124

كتبت/لمياء الباجوري design_-1946962958 design_17710044 design_74635531 design_432143077 design_1323215619 design_-22234454 design_-22234454 design_-657972612 design_-533329505 design_357255514 design_766505176 design_-2063367411 design_1270414396 design_1961219424 design_1430970308

هناك في قرية الفاروقية سابقا المنشية حاليا الذي تقع في مركز بلبيس بمحافظة الشرقية تلك القرية الذي اسسها وشيدها الملك فؤاد الاول على مساحة 2000فدان ويقدر عدد سكانها بحوالي عشرون الف نسمة ويتبعها قرابة ال7عزب “عزبة البرابرة نسبة لسكانها من البربر الذي احضرهم جلالة الملك كحاشية وخدم للقصر وتزوجوا واستمرت سلالتهم في القرية حتى سميت على اسمهم _عزبة المنشية حاليا الذي سميت نسبة لواقعة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في منطقة المنشية بالاسكندرية وكانت تسمى الفاروقية في السابق نسبة للملك فاروق ملك مصر والسودان وهي القرية

 

الذي يقع بها القصر _وعزبة الفلاحة __ماملة_العزبة الكبيرة ،وعزبة ناصر” وهي عزب اسسها الملك فؤاد للفلاحين واسكنهم فيها ليتمكنوا من الزراعة وحصاد المحصول في ارضه البالغ مساحتها ,2000فدان مقابل اجرة يتقاضونها” يقع قصر الملك فاروق ذلك القصر الذي شرع الملك في بناؤه عام ,1920 واستغرق بناؤه العام ونصف العام واشرف على بناؤه مهندس ايطالي من اصول اندونيسية على مساحة فدانان ومكون من اربع طوابق ثلاثة عادية والاول بدروم وامر المهندس باحضار طوب البناء من بلغاريا واسطنبول وبلاط الارضيات من ايطاليا وبالفعل امر الملك باحضارهم على متن سفن خاصة به وبني القصر بدون عواميد خرسانية وعملوا على ادخال الحديد الالماني وسط كمر الحائط حتى يعطيه متانة

 

وكانت هناك حاشية عددها ليس بقليل فهذا القصر كما ذكر الملك فاروق في احد مذكراته انه من القصور المفضلة لديه وكان دائم زيارتها وفي احد المرات مكث به قرابة الشهر المتواصل ويزيد ويقع القصر على ضفاف قرية “حوض الندى” وهي قرية صغيرة تابعة لعزبة الفاروقية تتميز بهوائها النقي وبعدها عن الضوضاء والاهم ان القرية كانت تشتهر بيتربية الخيول العربية الاصيلة وهو ماكان يهواه جلالته  مما جعل القصر مكان مفضل للاسترخاء لدى جلالة الملك وشيدت حديقة امام القصر بمساحة ،33فدان من اشجار الموالح وكان القصر وجهة ملوك واصحاب القرار في العديد من الدول الصديقة لمصر

 

نظرا لفخامته وهدوء المنطقة المحيطة به وعلى بعد امتار انشأت محطة المياة الخاصة بالعائلة الملكية بالاضافة لمزرعة خيول مكونة من اجود انواع الخيول العربية والاوروبية الذي كانت تهدى للملك فاروق ويهجن بها الخيول او مما كان يحضرها معه من اي بلد يقوم بزيارتها وكانت خيول تلك المزرعة هي المفضلة لديه ويختار منها العديد للدخول في المسابقات الدولية بالاضافة للمسجد الاثري الذي شيده الملك فؤاد عندما كان في زيارة للقرية وراى المصلون يؤدون الصلاة في الخلاء فأمر بانشاء مسجد لهم لاداء الصلوات الخمس

 

ويقول“علي العوضي”70سنة ناظر مدرسة سابق و من سكان المنطق وحفيد ” خادم التليفون الذي كان يحمل التليفون للملك ومن حاشية القصر” انه يذكر عند حضور الملك للقرية كان الحرس الملكي يخلي القرية من السكان حال مروره ووصوله للقصر وبعدها يسمح للاهالي بالخروج واضاف ان الملكة فريال شقيقة الملك فاروق كانت دائمة الزيارة للقصر بصحبة الملك او بدونه وان القصر كان يشهد سهرات غناء وطرب وان اهل القرية كانوا يتمنون العبور فقط من امام بوابة القصر الضخمة الجميلة الذي كانت مطعمة بماء الذهب وكانت اضواءه تصل للقرية كلها فهو تحفة معمارية فخمة وكانوا يتسللون لرؤية القصر للتمتع بجماله ومنظره الخلاب

 

حتى جاءت ثورة 23يوليو عام 1952وانهت الحكم الملكي وغادرت الحاشية القصر واغلق فترة كبيرة في عهد الرئيس محمد نجيب واستخدم في عهد الرئيس جمال عبدالناصر كمخزن للاسلحة وثكنة لجنود القوات المسلحة بعد نكسة 67 ومكث الجنود به فترة ليست بقليلة وحسب شهادة الاهالي انهم افسدو العديد من محتوياته وبعدها استلمته هيئة تسمى بمنظمة الشباب وقالت انها ستجعله مقرا لعمل الندوات والاجتماعات والمؤتمرات وسرعان ماغادروه واصطحبوا كافة الاثاث الذي كان بداخله والانتيكات الثمينة جدا

 

حيث خصص الدور الارضي لاستقبال الضيوف بما لايقل عن 100شخص من خلال عدد من المقاعد الذي احضرها الملك من فرنسا وتتميز بفخامتها ورقيها اما في عهد الرئيس انور السادات استخدم كمدرسة ابتدائية لابناء القرية وظل كذلك حتى عام 1992 وتم اخلاؤه بسبب الزلزال الذي ضرب مصر وقتها وبعدها تم استخدامه كمخزن للكتب المدرسية حتى اضرمت النيران به في عام 2001 واحترقت اغلب محتويات القصر بما فيها بعض الاوراق والمستندات الهامة فحسبما يقال ان الملك فاروق قد اختار القصر لتوقيع ميثاق الامم العربية ونظر به قضية فلسطين مع عدد من زعماء العالم وبعد الحريق اهمل القصر تماما

 

وذلك في عهد الرئيس حسني مبارك وترك القصر دون اي حراسة وابيدت جزء كبير من الاراضي الزراعية حوله بمافيه حديقة القصر الخاصة الذي كانت تمتلك اجود انواع النباتات واندرها وتعرض القصر لاهمال شديد من كافة الجهات الحكومية وتحول لوكر للخارجين عن القانون ممن قاموا بسرقة محتوياته لدرجة سرقة الابواب والنوافذ المكونة من خشب  الزان القادم من اسطنبول وقاموا بخلع حديد البناء وسرقة كل مايمكن سرقته من القصر حتى تحول لخرابة تسكنها الحيوانات الضالة والاشباح

 

وتحول الصرح والبناء الضخم لمكان اشبه بالمقبرة بعدما شهد حقبة من اهم حقبات مصر وزاره كبار الملوك واصحاب القرار لتفقد مصر عامة والشرقية خاصة تحفة اثرية ومعمارية لايمكن تعويضها وكل ذلك بفعل الاهمال والجدير بالذكر ان القصر ضم لهيئة الاثار منذ،فترة ليست ببعيدة وكانت قد اجتمعت في عام 2013لنظر امره وترميمه وجعله مزار سياحي وخصصت ميزانية له تقدر ب10ملايين جنيه من اجل ترميمه وتجديده وتعيين حراسة عليه ولكن ذهب القرار مع الرياح ولم يعرف حتى الان عدم اسباب تنفيذه

 

فيما طالب اهالي القرية بهدم القصر والاستفادة من مساحته الشاسعة وخاصة بعد وصوله لحالة لايرثى لها ولا يمكن الاستفادة منه باي شكل كان بالاضافة الى كونه خطر يهدد حياة ابنائهم بسبب وجود مدرسة علي بن ابي طالب الابتدائية بجواره خوفا من سقوطه في اي وقت واصابة احد من التلاميذ واستكمل احد ابناء القرية حديثه قائلا  ماحدث للقصر من اهمال وخراب لا يتحمل مسئوليته سوى فشل المسئولين اللذين لم يكلفوا انفسهم حتى بزيارة القصر ولم نرى اي محافظ عمل على رؤيته حتى من باب الفضول “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: