الشارع السياسى

الرئيس السيسي يشهد جلسة حول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي

متابعه محمدعبدالله

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الاثنين جلسة “مواقع التواصل الاجتماعي، تنقذ أم تستعبد مستخدميها ؟” وذلك في إطار فعاليات منتدى شباب العالم في دورته الثانية الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ.

يتحدث في الجلسة مجموعة من الخبراء والمتخصصين في السوشيال ميديا، من بينهم دانتي ليكونا مدير الإعلام بجمعيتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وفلافيانا ماتاتا المديرة التنفيذية لمؤسسة دانتي ليكونا، وهي ملكة جمال تنزانيا وعارضة أزياء وتعد واحدة من أفضل 7 نماذج لأعلى دخل بين النساء في أفريقيا، وبيلي بارنيا مؤسسة والرئيس التنفيذي لمؤسسة سكيلز كامب أي معسكر المهارات، وتعمل بمجال التسويق الرقمي بجامعة رايرسون بكندا، والعميد خالد عكاشة الخبير الأمني، ومها محمد علام باحثة متخصصة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية وريان بينا الخبير الاستراتيجي في مواقع التواصل الاجتماعي وهو من الولايات المتحدة.

كما يتحدث في الجلسة جيف بولاس وهو مستثمر ومهندس تسويق لوسائل الإعلام الاجتماعية، ومحمد خيرت من مصر وهو مؤسس موقع Egyptian streets، وتم إدراج اسمه في قائمة أكثر من 30 شابا عربيا تأثيرا بحسب مجلة فوربس لعام 2018 تحت فئة الإعلام والتسويق، وكريستين أديرو مديرة شبكة الفتيات والأطفال بجامعة أوغندا، وماركو جيريك وهو رجل أعمال وعالم ومستشار ألماني في مجال الأمن السيبراني، وخولة الهاوي من الإمارات وهي متخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأروى أبو عون وهي مصورة وفنانة ليبية تعيش في كندا، وجاك هاريس وهو مخرج أفلام وثائقية ومصور وممثل بريطاني، وباتريك وفينسنت المدير التنفيذي لمركز إدمان الإنترنت بالسويد، وفاطمة الزهراء عبد الفتاح الباحثة المصرية المتخصصة في الدراسات الإعلامية وتكنولوجيا الاتصالات.

وبدأت فعاليات الجلسة بعرض فيلم تسجيلي من إنتاج شباب المنتدى حول مواقع التواصل الاجتماعي وما لها وعليها.

وتناقش الجلسة التصاعد السريع لوسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، وتغييرها لنمط الحياة المعتاد كليا، وتأثيرها على العلاقات الأسرية والإنسانية وحياة الفرد اليومية، ومدى تأثيرها على الصحة النفسية والعقلية لمستخدميها، وكذلك على علاقاتهم الاجتماعية، وعلاقة مواقع التواصل الاجتماعي بالإبداع وإتاحة فرص عادلة لكسب الشهرة والمال، وقدرتها على إتاحة فرص لتسويق منتجات المشروعات الصغيرة، ومدى استغلال الجماعات الإرهابية لهذه المواقع ودورها في نشر الكراهية والشائعات في مختلف المجتمعات، واختراق الخصوصية وحدود استغلال المواقع لبيانات مستخدميها، وانتشار التنمر الإلكتروني، وسبل مكافحة الجريمة الإلكترونية ووضع التشريعات اللازمة لحماية المستخدمين.

كما تناقش الجلسة موضوع تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على وسائل الإعلام التقليدية، وكيف أسهمت هذه المواقع في التأثير على السلوكيات الاستهلاكية للأفراد، وكذلك تأثيراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأكد باتريك وفينسنت المدير التنفيذي لمركز إدمان الإنترنت بالسويد أن مواقع التواصل الاجتماعي تفقد الإنسان إحساسه بقيمة الوقت، مضيفا أن الهواتف الحديثة متعددة المهام تؤثر طبيا على عقل الإنسان.

وشدد وفينسنت – فى كلمته بجلسة “مواقع التواصل الاجتماعي، تنقذ أم تستعبد مستخدميها ؟” في إطار فعاليات منتدى شباب العالم في دورته الثانية بمدينة شرم الشيخ – على ضرورة أن يعلم الإنسان مدى الأضرار التي يمكن أن تسببها مواقع التواصل الاجتماعي، كما عرض هاتفا وهميا كالسجائر الإلكترونية يحمله الشخص ليوحي لنفسه بأنه يحمل هاتفه الخاص الذي لا يمكنه الاستغناء عنه وهو عبارة عن قطعة من البلاستيك.

وأضاف أن التكنولوجيا الحديثة بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي أثرت بشكل سلبي على الإنسان، وعلى الجميع مواجهة ذلك.

وبسؤال عن التأثيرات السلبية على الأطفال والمراهقين من وسائل التواصل الاجتماعي..قالت كريستين أديرو مديرة شبكة الفتيات والأطفال بجامعة أوغندا – خلال الجلسة – “إنني كمسئولة عن برامج الشباب وتطوير المشروعات في أوغندا، لاحظت أن الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات تركز وتستهدف الأطفال والمراهقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك بدأت في تدريس برنامج الحماية من الإنترنت للأطفال، بالإضافة إلى التركيز على المراهقين والفتيات الصغيرات؛ حيث يعيشون في هذا الواقع الافتراضي غير الحقيقي التي توفرها لهم البرامج الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة” .

وأشارت إلى ضرورة حماية أطفالنا من وسائل التواصل الاجتماعي وحمايتهم أيضا من “التنمر”، بالإضافة إلى حمايتهم من خطاب الكراهية وتهريب البشر عبر شبكة الإنترنت، لافتة إلى ضرورة توفير الآباء والأمهات الحماية والمتابعة الكافية لأطفالهم بالمنزل من تلك الوسائل .

وأشارت إلى ضرورة جعل برامج الحماية من وسائل التواصل الاجتماعي في المناهج الدراسية، والاستفادة من برامج شبكة الإنترنت المعلوماتية خلال وجود الأطفال والمراهقين في المدرسة، وتوفير برامج مخصصة للأطفال لتساعدهم على الحماية من شبكة الإنترنت .

وأكدت أنها لا تدعو إلى الابتعاد عن الإنترنت، ولكن الاستفادة من المعلومات المهمة والابتعاد عن غير المفيد .

وبدورها، قالت أروى أبو عون، مصورة وفنانة ليبية تعيش في كندا – فى كلمتها خلال جلسة “مواقع التواصل الاجتماعي، تنقذ أم تستعبد مستخدميها ؟ – إنها “وقعت ضحية للتنمر من أحد الأشخاص عبر الإنترنت منذ 12 عاما” .

وأضافت “كنت أعتقد أنه لا أحد يستطيع التنمر عبر شبكة الإنترنت، لكنها تجربة مؤلمة ومزعجة”، مؤكدة أن الإنترنت يخلق هؤلاء الأشخاص الوهميين الذين نشاهدهم يموتون في الحروب أو بصفتهم نماذج غير حقيقية .

وأوضحت أن كل أشكال التنمر التي نراها عبر شبكة الإنترنت تترك آثرها علينا جميعا، مضيفة أن “وسائل التواصل الاجتماعي تخلق إنسانا لا يهتم على الإطلاق بالتواصل الحقيقي، وليس الافتراضي عبر شبكة الإنترنت” .

من جانبه، أكد جاك هاريس مخرج أفلام وثائقية من المملكة المتحدة، أنه يدعو من خلال أعماله الفنية التي قدمها إلى الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي والتعامل مع الآخرين كبشر وليس من خلال عالم افتراضي.

وقال هاريس، خلال الجلسة، إنه “ابتكر قناة خاصة به في عام 2011، ليكون بعدها أحد أهم المتفاعلين علي شبكة الإنترنت”، لافتا إلى أنه “بعد بث تلك القناة، بدأ يفكر جديا في الابتعاد عن شبكة التواصل الاجتماعي، التي تخلق صورا سلبية”.

وتابع “بالطبع شبكة التواصل الاجتماعي قد تتيح لنا تبادل المعلومات والقصص والتواصل المجتمعي فيما بيننا، ولكننا فقدنا قدرتنا على التواصل والحكي بصورة حقيقية، ولا يمكن للإنسان العادي التفاعل عبر شبكة الإنترنت، ولكن ينبغي أن يكون التواصل حقيقيا”.

وأضاف أن “شبكة الإنترنت تصبح أكثر خطورة عندما يتصل الأمر بالأمور الخاصة والشخصية”، مشيرا إلى أنه ” أغلب الوقت نحن نستهلك صورا وأفلاما ورسائل على تلك المواقع، ونشاهد رد الفعل من الآخرين، فأصبحنا جميعا جزءا من هذا الدور”.

وقال “نحن أكثر الأجيال البشرية تواصلا فيما بيننا بفضل تلك المواقع، ولكن تلك الشبكة لا تخلو من أضرار كبيرة، لافتا إلى أنه من الهام التفرقة بين وسائل التواصل الاجتماعي من ناحية وبين الواقع الحقيقي من ناحية أخرى، وعلينا أن نتذكر دوما أن التفكير والتواصل هو ما يجعلنا بشرا جديرين بالحياة”.

وبدوره، قال المستشار الألماني في الأمن السيبراني ماركو جيريك، إن هناك تحديات كبيرة وآثارا سلبية للغاية لوسائل التواصل الاجتماعي، ولكن نظرا لوجود الكثير من مزايا التواصل الاجتماعي فإنني سأتخذ موقفا مختلفا تماما.

وأكد جيريك – فى جلسة مواقع التواصل الاجتماعي، تنقذ أم تستعبد مستخدميها ؟ – على الجانب الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن هذه الوسائل لم تغير شيئا في البشر لأنها مجرد وسيلة للتواصل والتعامل بين الناس.

وأضاف “كلنا أتينا إلى هذا المكان بالطائرة، لم نأت سباحة أو سيرا على الأقدام إذا هي وسيلة للتواصل مثل الطائرة، لكن وسائل التواصل حاليا بها فلاتر وظيفتها تنقية المواد التي يتم عرضها خلالها”.

وأشار إلى أن الواقع الذي نعيشه ليس واقعا مبهجا أو مفعما بالألوان المبهجة مثلما تخيلناه دائما، فيلجأ الآخرون إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليعيشوا واقعا وهميا من صنعهم عندما لا يستطيعون تحقيق أحلامهم”.

ومن جانبها، قالت بيلي بارنيا مؤسسة والرئيس التنفيذي لمؤسسة سكيلز كامب من كندا إن مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على صحة الإنسان العقلية، مضيفة أن صورا إيجابية تقدمها هذه المواقع ولكن لها صورا أخرى سلبية.

وأوضحت أنه على الجميع أن يدرك أن المراهقين يمرون بمرحلة بها الكثير من المتغيرات وعقلهم الذهني لم يصل بعد إلى مرحلة النضج الكافي وبالتالي مشاركتهم في مواقع التواصل تؤثر عليهم بالإيجاب والسلب أيضا، لافتة إلى أن المراهق قد يصاب بفقدان الثقة ويمكن أن يلجأ سواء للمخدرات أو للكحول.

وتابعت “إننا في مرحلة هامة في التاريخ الإنساني يتلقى فيها البشر معلوماتهم عبر شبكة الإنترنت، لذا ينبغي أن يكون لها دور أكثر إيجابية، مشيرة إلى أنها أجرت بحثا توصلت فيه إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تسبب التباعد وليس التواصل على الإطلاق.. ودعت إلى ضرورة إجراء حوارات حقيقية وليست افتراضية لأنها من شأنها أن تنمي القدرة العقلية للتواصل مع الآخرين .

وقال العميد خالد عكاشة الخبير الأمني – خلال جلسة “مواقع التواصل الاجتماعي، تنقذ أم تستعبد مستخدميها ؟” – “إن الإرهاب يحقق الاستفادة الكاملة من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنه استفاد منها عن طريق نقل حجم نشاطه المحدود في الواقع إلى حجم أكبر في العالم الافتراضي حول العالم..وهي نقلة شديدة الخطورة ومساحة أعطيت للنشاط الإرهابي بالمجان من خلال السوشيال ميديا ومنصات التواصل الاجتماعي .

وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر للنشاط الإرهابي عينا كبيرة جدا على مستوى الشبكات المختلفة ينظر من خلالها إلى جميع المجتمعات حول العالم، ليرى من خلالها الثغرات والفجوات داخل كل مجتمع .

وأوضح عكاشة أنه يشاهد ما تعانيه المجتمعات ويقوم بعمل دراسات مسحية للحصول على معلومات بهدف رسم خطته المستقبلية، مشددا على أن الإرهاب قائم على القتل والتخريب والهدم، ويجد من تلك الوسائل البيئية الخصبة بكل سهولة ويسر .

وأكد أن هناك عبئا كبيرا على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية حول العالم بوضع وسائل التواصل الاجتماعي ضمن الخطط لمواجهة خطر الإرهاب، مضيفا أن أعمال التجنيد وصناعة إرهابي تتم حاليا عن بعد بفضل الإنترنت .

من جانبها، أكدت فلافيانا ماتاتا المديرة التنفيذية لمؤسسة (دانتي ليكونا) – وهي ملكة جمال تنزانيا وعارضة أزياء – أن وسائل التواصل الاجتماعي خاصة “انستجرام” و”فيسبوك” و”تويتر” تساعدها في عرض ملابسها وأعمالها .

وقالت ماتاتا – خلال الجلسة – إنه “عبر مواقع التواصل الاجتماعي أتمكن من التعامل مع الآخرين في مجال عملي لأنها يسرت لنا الكثير للتعرف على متطلبات عملائنا”.

وأشارت إلى أن وسائل الإعلام تضخم الأمور، لكن وسائل التواصل تساعدنا في التواصل مع الآخرين، منوه بإيجابيات وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: