الشارع السياسى

الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان يطلقان “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” في نسختها الثانية

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن هناك حاجة للعمل المشترك بين جميع الدول لتنفيذ ما تم التوصل إليه من قرارات وتوصيات في إطار قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بشأن جهود مكافحة تغير المناخ.

 

وأضاف الرئيس السيسي – في ختام قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر المقامة على هامش مؤتمر المناخ – : “لقد أثار اهتمامي على وجه التحديد ما تناولناه وناقشناه من جهود وطنية تقوم به كافة دولنا، وكذلك ما استطاعت مبادرة الشرق الأوسط تحقيقه خلال العام الماضي منذ انطلاقها وهو ما يؤكد أن منطقتنا العربية أصبحت تخطو خطوات ثابتة على الطريق الصحيح نحو المستقبل”.

 

وتابع : “إنني أتطلع للعمل المشترك بين دولنا خاصة في المشروعات ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وعلى وجه التحديد ما يتعلق بتنفيذ مشروعات الإنذار المبكر وإدارة الثروة السمكية ونقل التكنولوجيا الجديدة في مجالات الاستخدامات المستدامة للموارد المائية والتنمية الزراعية”.

 

وأضاف الرئيس السيسي : “كما أدعوكم أيضًا للتعرف على المبادرات التي ستطلقها مصر في هذه المجالات على مدار أيام المؤتمر القادمة والنظر في كيفية الاستفادة منها بسياق الإطار الأوسع لعمل المناخ العالمي على كافة الأصعدة”.

وكان الرئيس السيسي أكد أن العدد الكبير الذي انضم إلى “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” منذ إطلاقها، دليل على الجدية التي توليها الدول في المنطقة العربية لجهود مواجهة تغير المناخ، سواء على صعيد خفض الانبعاثات والتحول نحو الطاقة المتجددة أو على صعيد اتخاذ إجراءات فعالة للتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ.

 

وأعرب الرئيس السيسي – في كلمته اليوم /الاثنين/ أمام قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والتي تعقد في إطار فعاليات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) – عن تطلعه إلى أن يخرج المؤتمر بنتائج شاملة وقوية تساهم في تعزيز عمل المناخ العالمي على كافة المستويات.

 

وقال الرئيس السيسي “استطعنا في مصر، على سبيل المثال، القيام بخطوات واسعة في إطار التحول نحو الطاقة المتجددة سواء الطاقة الشمسية أو الرياح أو الهيدروجين ، ونقوم في الوقت الراهن بتدشين مشروعات طموحة في مجال النقل النظيف”.

 

وأضاف أنه على صعيد التكيف استطاعت مصر تحقيق نجاحات ملموسة في الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتضمن وثيقة مساهمتها وطنيا المحدثة وفقا لاتفاق باريس عددا من الأهداف الطموحة للتكيف في قطاعات الزراعة وحماية المناطق الساحلية والتنمية الحضارية المستدامة، ومثلما هو الأمر في مصر تقوم سائر منطقتنا العربية ببذل جهود مشابهة في هذا الإطار.

 

وتابع الرئيس السيسي:”إن استضافة منطقتنا لمؤتمري أطراف تغير المناخ العام الراهن في مصر والقادم في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هو خير دليل على الدور الذي باتت دولنا تضطلع به على صعيد عمل المناخ العالمي والتزامها بتنفيذ تعهداتها”.

 

ورحب الرئيس السيسي بالأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء والقادة المشاركين بالقمة في مدينة شرم الشيخ التي تستضيف قمة تنفيذ تعهدات المناخ ، كما تستضيف على مدار أسبوعين قادمين الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ والتي نتطلع لأن تخرج بنتائج شاملة وقوية تساهم في تعزيز عمل المناخ العالمي على كافة المستويات.

وقال الرئيس “عندما طرح ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء منذ بضعة أشهر فكرة عقد القمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر هنا في شرم الشيخ بالتزامن مع قمة المناخ وكإحدى فعالياتها، رأيت أنها تعد فرصة مواتية لتسليط المزيد من الضوء على هذه المبادرة المهمة التي أتى إطلاقها منذ نحو عام من اليوم ليعالج إحدى الجوانب الضرورية في عمل المناخ في عالمنا العربي وفي منطقة الشرق الأوسط والتي تعاني أكثر من غيرها بالآثار السلبية لتغير المناخ على جودة الأراضي الزراعية وخصوبة التربة فضلا عن الارتفاع المضطرد في درجات الحرارة وندرة المياه والجفاف”.

 

وتابع: “لعل العدد الكبير الذي انضم إلى المبادرة منذ إطلاقها هو دليل على الجدية التي توليها دولنا في المنطقة العربية لجهود مواجهة تغير المناخ سواء على صعيد خفض الانبعاثات والتحول نحو الطاقة المتجددة أو على صعيد اتخاذ إجراءات فعالة في التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ هم جانبان يمثلان جوهر هذه المبادر”.

 

وقال الرئيس السيسي “إنه رغم التحديات الاقتصادية التي تواجه كافة دول العالم حاليا والتطورات السياسية الدولية اتصالا بالأزمة في أوكرانيا وغير ذلك من تحديات، فإن مؤتمرنا اليوم يمثل فرصة سانحة لإلتفاف قادة دول العالم وقيادات القطاعات الاقتصادية وكبريات مؤسسات التمويل الدولية وغيرهم من الشركاء في هذا الجهد حول هدف مشترك لا خلاف عليه؛ ألا وهو حتمية التحرك العاجل والناجز والفعال للتصدي لتحدي تغير المناخ”.

 

وأضاف الرئيس أن الكل يدرك أن الوقت ليس في صالحنا وأن الفجوات في خفض الانبعاثات واجراءات التكيف وتوفير آليات ووسائل التنفيذ وعلى رأسها تمويل المناخ، تحتاج إلى تعامل سريع واجراءات تنفيذية على أرض الواقع، معربا عن ثقته في أن كافة المشاركين في مؤتمرنا بشرم الشيخ على حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم وحجم التوقعات التي تعول مجتمعاتنا في كل مكان على الوفاء من خلال مخرجات هذا المؤتمر.

 

وتابع الرئيس السيسي: “من جانبنا كرئاسة لمؤتمر الأطراف فإننا لم ندخر جهدا في توفير كل متطلبات عقد المؤتمر تنظيميا واجرائيا وبما يكفل أوسع مشاركة ممكنة لكل الأطراف الحكومية وغير الحكومية، كما بذلنا ولا نزال كل الجهد لتقريب وجهات النظر حول جميع القضايا الموضوعية الخلافية لتيسير توصل الأطراف المختلفة لنقطة التقاء وتوافق تسمح بخروج المؤتمر بمخرجات عملية فعالة ترضي الطموحات وتستجيب لتوقعات الشعوب في كل بقاع الأرض “.

 

وأكد الرئيس أنه اتصالا بما تقدم واتساقا مع ما حرصت مصر على تأكيده من أن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة التنفيذ على أرض الواقع، فإن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تمثل فرصة ممتازة لتعزيز التعاون بين أعضائها من الدول، بهدف حشد المزيد من الاستثمارات وتوفير آليات جديدة للتمويل المبتكر لدعم المشروعات التي تقوم بها دولنا لمواجهة تغير المناخ بالتنسيق مع مؤسسات التمويل العربية والاقليمية التي تضطلع بدور مهم في هذا الإطار.

 

وأشار إلى أن المبادرة تمثل أيضا إطارا مناسبا لتعزيز التعاون التقني والربط بين مراكز الأبحاث في الدول الأعضاء لتحقيق التكامل بين البرامج البحثية والتطبيقية المتعلقة بتكنولوجيا مواجهة تغير المناخ.

 

ودعا الرئيس السيسي إلى طرح افكار مبتكرة ومقترحات بناءة تساهم في تعزيز عمل المناخ في دولنا في سياق مبدأ التنفيذ الذي نجتمع في إطاره، معربا عن ثقته في أن ما سيخرج عن الاجتماع اليوم من نتائج سيعبر عن استمرار التزامنا بعمل المناخ على كافة المستويات لصالح الاجيال القادمة في المنطقة العربية والعالم أجمع.

 

وتوجه الرئيس السيسي ، في ختام كلمته، بالشكر لولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، معربا عن تطلعه لنقاش مثمر وفعال.

من جهته، قال الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، إن تحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر يتطلب استمرار التعاون الإقليمي للوصول للأهداف المناخية العالمية.

 

وأضاف ولي العهد السعودي- خلال كلمته في قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” التي تأتي في إطار مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP27”- أن تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة الشرق الأوسط الطموحة يتطلب استمرار التعاون الإقليمي والإسهامات الفاعلة من قبل الدول الأعضاء؛ للإسهام في الوصول للأهداف المناخية العالمية، وتنفيذ التزاماتها بوتيرة أسرع في إطار الاتفاقية الدولية ذات الصلة.

 

وأكد أنه بتضافر الجهود الإقليمية تسعى المبادرة لدعم الجهود والتعاون في المنطقة لخفض الانبعاثات وإزالتها بأكثر من 670 مليون طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي الكمية التي تمثل الإسهامات الوطنية المحددة من جميع دول المنطقة، كما تمثل 10% من الإسهامات العالمية عند الإعلان عن المبادرة، بالاضافة إلى زراعة 50 مليار شجرة، وزيادة المساحة المغطاة بالأشجار إلى 12 ضعفا، واستصطلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة مُخفضة بذلك 2.5% من معدلات الانبعاثات العالمية.

 

وأشار إلى أنه تحقيقا لمستهدفات خفض الانبعاثات، أطلقت المملكة مبادرة “السعودية الخضراء” لخفض الانبعاثات بأكثر من 278 مليون طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030، من خلال تطبيق النهج الاقتصادي الدائري للكربون، وإطلاق العديد من المبادرات الأخرى من منصة التعاون الدولية، وإنشاء صندوق استثماري إقليمي مخصص لتمويل حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، بالإضافة إلى مبادرة الحلول والوقود النظيف من أجل توفير الغذاء.

 

وأضاف أن المملكة قامت بتسريع وتيرة تطوير وتبني تقنيات مصادر الطاقة النظيفة متمثلة باستخدام الطاقة المتجددة بهدف إدارة انبعاثات الموارد الهيدروكربونية، وإبراز هذه الخطوة يتمثل في تتويج مزيج الطاقة المستخدم في توليد الكهرباء في المملكة، بحيث يتم إنتاج 50% من الكهرباء داخل المملكة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030، والوصول إلى إزالة 44 مليون طن من الانبعاثات الكربونية أي ما يعادل 15% من إسهامات المملكة المحددة الوطنية حاليا بحدود عام 2035.

 

وأوضح أنه تحقيقا لمستتهدفات التشجير الذي جسد استخدام الحلول الطبيعية لمواجهة الانبعاثات تم في القمة السابقة إطلاق مبادرات عديدة منها تأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي وبرنامج إقليمي لاستمطار السحب، وإسهاما في تنفيذ هذه الأهداف ومبادراتها، أعلنت المملكة عن استهداف زراعة 10 مليارات شجرة، وزيادة مناطق المحميات البرية والبحرية إلى 30% من إجمالي المساحة الوطنية.

 

ونقل ولي العهد السعودي، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتمنياته بنجاح أعمال قمة المناخ، معربا عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي على حسن التنظيم لإنجاح العمل ضمن هذه المبادرة الإقليمية النوعية التي تأتي بالتزامن مع مؤتمر المناخ (COP 27).

 

وقال إن المملكة ستستضيف مقر الأمانة العامة لمبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”، و ستسهم بـ 2 مليار ونصف المليار دولار دعما لمشروعاتها وميزانيتها على مدى 10 سنوات قادمة.

 

وأضاف ابن سلمان أن هدف الصندوق الاستثماري الإقليمي الوصول للحياد الصفري لانبعاثات غاز الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 من خلال نهج الاقتصاد الداعم للكربون، ليكون من أول صناديق الثروات السيادية عالميا والأول في منطقة الشرق الأوسط، مما يعزز دور الصندوق كلاعب رئيسي في دعم الجهود العالمية لدعم جهود مكافحة تغير المناخ.

وتابع “أن المملكة تطمح إلى تكثيف التعاون وتنسيق التمويل في هذه المبادرات، وتمكينها من تنفيذ مشروعاتها ومستهدافاتها وتعزيز الابتكار وإيجاد حلول، داعية لمواجهة التحديات المشتركة، مع الأخذ بعين الاعتبار الخطوات التنموية للدول الأعضاء وقدراتها على الانتقال المسؤول إلى أنظمة طاقة أكثر استدامة وتشجيع الاستثمار فيها، بالتعاون مع الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية”.

 

واختتم الأمير محمد بن سلمان كلمته قائلا “تجدد المملكة التزامها بالعمل مع دول المنطقة من أجل تحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لتكون نموذجا عالميا لمكافحة التغير المناخي، ونأمل أن تحقق قمة اليوم مخرجات تسهم في تعزيز العمل المشترك؛ لضمان مستقبل مشرق ومزدهر للأجيال القادمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: